تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عرض لكتاب: فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب، للعسكر]

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[06 - 08 - 07, 12:12 ص]ـ

لقد درست في المرحلة الثانوية في المعهد العلمي في الدلم بمحافظة الخرج على أيدي أساتذة في العلم والتربية يبذلون لطلابهم العلم النافع بحرص دائم وقلب عطوف حتى أن الكلمة إذا خرجت من قلوبهم وقعت في قلوبنا، وهذا والله معيار الصدق والإخلاص، ومن هؤلاء الأساتيذ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر الداغري، حيث كان يدرسني البلاغة والنقد والعروض، وكان يرغبنا في الأخلاق الحسنة، ويحذرنا من الأخلاق السيئة ويندبنا إلى قراءة الكتب الجيدة، وكيف أن العلماء الأولين ألفوا في فنون متعددة، وأن من سعة علمهم وكثرة اطلاعهم كتبوا في مواضيع قد يراها غيرهم ضيقة حتى حدا بأحدهم أن يؤلف كتاباً اسمه (فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب) ومنذ ذلك الوقت لم يسعفني جهدي المتواضع في البحث عن هذا الكتاب، حتى مرَّت علي وعلى غيري مواقف تمنيت لو أني قرأت هذا الكتاب ليثلج صدري ويخفف همي، فبدأت بجدية للبحث عن هذا الكتاب، فلما علم بذلك الأستاذ صالح الجاسر سكرتير سمو أمير منطقة الرياض، سارع وأعطاني نسخة هدية منه جزاه الله خيراً، فقرأته فوجدت أنه طريف في مادته، ألفه محمد بن خلف بن المرزبان المحوِّلي سنة 309 ه وهو من منشورات الجمل عام 2003م تحقيق ودراسة د. ركس سميث، ود. محمد عبد الحليم، قال المحققان عنه (إنه لم تذكر كتب السيرة سنة ولادته بالضبط وإن كانت قد اتفقت على سنة وفاته 309 ه، ويبدو أن كاتبنا مثل أفراد آخرين من العائلة المشهورة عرف عادة باسم ابن المرزبان، ومعناها باللغة الفارسية الحاكم على حدود منطقة أو مقاطعة، وله كتب غير هذا الكتاب منها ذم الثقلاء) و (كتاب الشعر والشعراء) وكتاب (من غدر وخان) وقد ألف أيضاً في المواضيع الجدية مثل: (الحاوي في علوم القرآن، في سبعة وعشرين جزءاً) انتهى ما قاله المحققان، والكتاب جريء في ادعاءاته، يأخذ بلب القارئ في جمل مدهشة لاذعة فبدأ كتابه عن سبب تأليفه لهذا الكتاب وأن صديقاً له في ذلك القرن اشتكى عليه زمانه وفساد مودة أهله، وأن أبعد الناس سفراً من كان سفره في طلب أخ صالح، ومن حاول صاحباً يأمن زلته ويدوم اغتباطه به كان كصاحب الطريق الحيران الذي لا يزداد لنفسه اتعاباً إلا ازداد من غايته بعداً، ثم استشهد بعد ذلك ببيت لـ لبيد:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم == وبقيت في خلف كجلد الأجرب

ثم أردفه بشعراء حاولوا موافقة لبيد في معنى بيته مثل بشر بن الحارث، وأبو عبد الله السدوسي وغيرهم، وبعد ذلك بين المؤلف أن صديقه سأله أن يجمع له ما جاء في فضل الكلب على شرار الإخوان ومحمود خصاله في السر والإعلان، فقال: (اعلم أعزك الله أن الكلب لمن يقتنيه أشفق من الأخ الشقيق على أخيه وذلك أنه يحرس صاحبه ويحمي حريمه شاهدا وغائباً ونائماً ويقظان ولا يقصر عن ذلك وإن جفوه ولا يخذلهم وإن خذلوه).

ثم ذكر أقوالاً يذكر أنها آثار والله أعلم بصحتها في وفاء الكلب وبعد ذلك ذكر قولاً للأحنف بن قيس: (إذا بصبص الكلب لك فثق ببصبصته ولا تثق ببصابص الناس، فرب مبصبص خوان).

ثم أورد رواية للحسن بن عبد الوهاب لرجل يذم صديقاً ويمدح كلباً

تخيرت من الأخلاق == ما ينفى عن الكلب

فإن الكلب مجبول == على النصرة والذب

وفيّ يحفظ العهد == ويحمي عرصة الدرب

ويعطيك على اللين == ولا يعطي على الضرب

ويشفيك من الغيظ == وينجيك من الكرب

فلو أشبهته لم تك == كانونا على القلب

وبعد ذلك بدأ يسرد قصصاً لوفاء الكلاب مع أصحابها ومنها أنه قال:

ذكر بعض الرواة أن للربيع بن بدر كلباً قد رباه فلما مات الربيع ودفن جعل الكلب يتضرب على قبره حتى مات، وأخبر أن أبا العباس الأزدي أنشده:

لكلب الناس إن فكرت فيه == أضر عليك من كلب الكلاب

لأن الكلب تخسؤه فيخسا == وكلب الناس يربض للعتاب

وإن الكلب لا يؤذي جليسا == وأنت الدهر من ذا في عذاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير