تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 06:33 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

دفاع المحقق عن أبي المعالي الجويني في الحديث

... دافع المحقق عن أبي المعالي ضد من تكلم فيه من أهل العلم لتقصيره في علم الحديث، ومنهم الحفاظ ابن الصلاح والذهبي وابن حجر الشافعيون، والحافظ ابن تيمية الحراني، شيخ الإسلام.

والإمام النووي الشافعيّ أيضًا وإن كانت عبارة الأخير مخصوصة ببعض الأحاديث لا حكمًا عامًّا على معرفة الجويني، فيما رأيت.

وغيرهم أيضًا مثل السمعاني، وياقوت الحموي.

قال إمام الحرمين الجويني في «البرهان» فقرة 593 عن ضابط قبوله الحديث:

« ... هو ظهور الثقة، وانخرامها، وهذا هو المعتمد الأصولي، فإذا صادفناه لزمناه، وتركنا وراءه المحدّثين يتقطّعون في وضع ألقاب، وترتيب أبواب» اهـ

ويرى الدكتور «الديب» أن مثل هذه العبارات هي التي جعلت المحدّثين يتحاملون على الجويني ويخطّئونه ويشتدّون عليه!

# قال السمعاني عن الجويني: «كان قليل الرواية للحديث معرضًا عنه».

# وقال الحافظ الإمام ابن الصلاح في مشكل الوسيط: «ذكر شيخه أنه حديث صحيح، ولا اعتماد عليه في هذا الشأن».

وقال فيه أيضًا عن الجويني: « ... ولكن من أعرض عن علم الحديث، مع ارتباط العلوم به، واطراح الصحيح، وإن ارتفعت في علمه منزلته وأسأل الله عفوه وفضله آمين».

وقال أيضًا عن حديث صححه الجويني من حديث حذيفة: «هذا الحديث لا أصل له من حديث حذيفة، وإمام الحرمين لا يعتمد عليه في هذا الشأن»، ونقله عنه في تلخيص الحبير مقرًّا.

# وقال الحافظ الذهبي في ترجمة الجويني من «النبلاء»:

«كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب، وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به، لا متنًا ولا إسنادًا، ذكر في البرهان حديث معاذ في القياس فقال: هو مدوّن في الصحاح متفق على صحّته ... » إلخ.

... وقد كان دفاع الدكتور عبد العظيم الديب مرتكزًا على أمرين:

الأوّل: أن نقد هؤلاء فيه تحامل.

الثاني: أن هؤلاء أيضًا يردّ بعضُهم على بعض، ويوهّم بعضهم بعضًا، ولا يخلو كلامهم من الوهم والغلط.

والحق -إن شاء الله - أن المحقق استمات في الدفاع والإجابة بأجوبة أكثرها في عداد الواهي جدًّا، ولم يخل جوابه هو من التحامل، ويأتي بعض ذلك إن شاء الله.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 08:41 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

قال الدكتور «الديب» وفقه الله وعافاه:

«إننا لا نريد ولا نحاول أن نثبت أن إمام الحرمين كان من أئمة الحديث وحفاظه».

أي: ولكنّه ممن يعرف الحديث ومن أهل هذا الشأن، يروي بإسناده من مسموعاته، ويستشهد بعض المحدّثين بكلامه، وله كلام على الصحيح والضعيف.

هذا مقتضى ما أورده المحقق؛ بل هي بعض عباراته.

ومن غير خوضٍ وتطويل بإيراد أمثلته التي ارتكز عليها، وأدلّه التي ساقها، يمكنني أن ألخّص ما رأيته بعد مرورٍ سريع على هذا الذي أورده أنّ:

... استشهاد القاضي عياض بكلام الجويني إنما هو من جهته الأصولية لا الحديثية، عبارته التي أوردها المحقق صريحة في ذلك.

قال اليحصبي في الإلماع: «فإن كان الثقة لا يمسك كتابه هو، وإنما يمسكه عليه ثقة عارف سواه، وإن كان الشيخ يحفظ حديثه، فالحال واحدة، وإن كان لا يحفظه فاختلف هاهنا، فرأى بعضهم أن هذا سماع غير صحيح، وإليه نحا الجويني من أئمتنا الأصوليين».

وقال في موضع آخر: «وقال الإمام أبو المعالي الجويني في كتابه البرهان في الإجازة لما صح من مسموعات الشيخ أو لكتاب عينه: تردد الأصوليين فيه: فذهب ذاهبون ... » إلخ.

وفي موضع ثالث قال عياض: «وصححه أبو المعالي واختاره هو وغيره من أئمة النظّار المحققين».

أقول: وهذا الذي أورده المحقق لا معنى له هنا، إذ نعلم أن ممن صنّف في الحديث من خلّط بين آراء المحدّثين وغيرها من آراء للفقهاء والأصوليين، بل والمتكلّمين، وهذا أقدم من زمن عياض بأزمنة، ولا حجّة فيه، ولا اعتراف بأنّ هؤلاء من أئمة هذا الشأن أو حتى ممن له معرفة به.

... استشهد المحقق أيضًا بابن الأثير، وأنه في تقدمة جامع الأصول وضع كتاب الجويني «التلخيص» بإزاء كتب الفنّ، بل قبلها وأوّلها.

وعند التأمّل فيما أورده ابن الأثير، رأيتُ أن أكتفيَ بسرد هذه الكتب، ولا زيادة على ما قلته في الفقرة السابقة،

فالكتب التي أوردها ابن الأثير بعد التلخيص هي:

المستصفى للغزالي.

التقويم لأبي زيد الدبوسي.

أصول الحديث، والمدخل إلى الإكليل للحاكم.

العلل للترمذي.

تنبيه:

ذكر المحقق في (ص341) و (ص194) مشايخ الجويني في الحديث، فذكر منهم: «أبو سعد عبدالرحمن بن حمدان النّضْرَويّ».

وهذا منقول بنصّه من طبقات ابن السبكي (5/ 171)، وهو تصحيف اغتر به المحقق الفاضل.

وصوابه: النَّصْرُويي، بيائين، وضم الواو، وصاد ساكنة، نسبة إلى نصرويه، وكثيرًا تكتب نصروي، بياء واحدة، للتخفيف.

وهو مشهور،

الإمام الثقة عبدالرحمن بن حمدان بن محمد النصرويي النيسابوري الذي روى مسند إسحاق بالسماع من السمذِّي، ومن طريقه الأئمة بعده منهم ابن حجر.

ويتصّحف كثيرًا إلى النضروي، أو البصروي، أو النصراوي.

له ترجمة في النبلاء وغيرها، ويُذكر أيضًا في ترجمة السمذّي أنه سمع منه مسند إسحاق كما في التقييد لابن نقطة.

وسمع أيضًا القطيعي وأبا الحسن السراج وطبقته، وهو من مشايخ الخطيب والبيهقي، مات سنة 433.

ولا عجب فقد ذكروا أيضًا في مشايخ الجويني الإمام أبا حسّان المزكي وقد مات 432.

والجويني مولود 419.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير