تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:18 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

قلت سابقًا إن المحقق ارتكز في الدفاع عن أبي المعالي حديثيًّا على أمرين:

فالأول أن هؤلاء الأئمة تحاملوا عليه.

وأطال في هذا الموطن، ومجموع كلامه ضعيف، وبعضه أضعف من بعض.

من ذلك قوله:

... إنّ أكثر انتقاد الإمام الحافظ ابن الصلاح للجويني - أوكله – ورد في «مشكل الوسيط» له، وأكثر انتقاد الحافظ ابن حجر ورد في «تلخيص الحبير» له.

من أجل ما سبق اعتبر المحقق أنّ في هذا تحاملاً من الإمامين، فكيف يترك الواحد منهم موضوع كتابه ويخرج عنه؟!!

يعني: كيف يترك ابنُ الصلاح الغزاليَّ ووسيطَه، ويترك ابنُ حجر الرافعيَّ وعزيزَه؛ ليتكلموا في إمام الحرمين، وليس من العذر – عند المحقق - أن الغزاليّ صاحب الوجيز والبسيط هو تلميذ إمام الحرمين!!

لا تعليق ..

*****

وأيضًا:

حديث «كن عبدالله القاتل ولا تكن عبدالله المقتول»

قال الجويني في النهاية:

«وحاصل المذهب في أصل التمهيد قولان:

الأول: ...

الثاني: يجوز الاستسلام ومعتمده الأخبار الصحيحة، منها ما روي عن حذيفة بن اليمان ... » فذكر الحديث بتمامه.

... وكان تعليق الإمام الحافظ ابن الصلاح في «مشكل الوسيط» المطبوع بهامشه (6/ 529): «ذكر شيخه أنه حديث صحيح، ولا اعتماد عليه في هذا الشأن، ولم أجده في الكتب الخمسة المعتمدة».

... أما الحافظ ابن حجر فقال في «التلخيص»: «هذا الحديث لا أصل له من حديث حذيفة، وإن زعم إمام الحرمين في النهاية أنه صحيح».

والدكتور «الديب» يرى أن تعليق الحافظ ابن حجر أشدّ عنفًا، وهذا من أعجب ما يمكن أن تقع عليه عين!

ويرى الدكتور «الديب» أيضًا أن الحافظ قد أخطأ، لأن الحديث ورد من طرق عن صحابة آخرين بالمعنى!

وهذا يقضي - للأسف – على معرفة المحقق الحديثية.

يقول - عفا الله عنه وعافاه – (ص303) بعد أن ذكر بعض ما ورد في معنى حديث حذيفة:

«أما أن تستعمل هذه الألفاظ العالية «لا اعتماد عليه في هذا الشأن»، «زعم أنه صحيح»، «لا أصل له» (ولا يخفف من هذا أنه أكمل العبارة بقوله: لا أصل له من حديث حذيفة، فلا يقال لا أصل له إلا للباطل المفترى» اهـ.

أقول: نعم هو باطل عن حذيفة، وضع ما شئت من علامات التعجّب!

تنبيه:

علّق المحقق في حاشية (ص 299) على قول ابن الصلاح: (الكتب الخمسة المعتمدة) فقال:

«الكتب الخمسة المعتمدة هي: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وهذا اصطلاح خاص بابن الصلاح، (ر. مقدمة ابن الصلاح)» اهـ.

وهذا ليس خاصًّا بابن الصلاح.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:46 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

وأما السبب الارتكاز الثاني في الدفاع عن الجويني حديثيًّا فهو:

أن هؤلاء أيضًا يردّ بعضُهم على بعض، ويوهّم بعضهم بعضًا، ولا يخلو كلامهم من الوهم والغلط.

ثم أورد بعض ردود بعضهم على بعض، أو ابن حجر على الإمام ابن الرفعة، أو غير ذلك.

ولن أطيل في إيراد ما كتبه ..

فلم يقل أحدٌ إن هؤلاء أو من فوقهم سالمٌ من الوهم، أو بمنأى عن الخلط، ولو مرة.

لكن فرق بين من اعتنى بالحديث، وطرقه وعلله، وأصوله، وكتب وسمع وحدّث على طريقة أهل الفنّ، ثم وهم مرة أو مرات.

وبين من لم يعتن بالحديث أصلا إلا مسموعات قليلة، وهو مع ذلك كثير الوهم.

*****

دعوى عريضة عارية عن الدليل

مما دافع به المحقق عن الجويني في الحديث، أنه يتكلم في متن الحديث وصناعته (ص328).

مثال:

حديث: «النفاس أربعون يومًا»

قال أبو المعالي في «الدرّة المضية»: «قال أئمة الحديث: حديث عائشة موضوع، وحديث أنس تفرّد به عن جميل سلام بن سلم وهو متروك».

ثم علّق بعد هذا الحديث وسط مدحه لإمام الحرمين: « ... فالذي يقول هذا من حافظته، ويدوّنه من ذاكرته، كيف يقال: إنه لا يدري الحديث أو كان قليل المراجعة لكتب الحديث!!» اهـ.

أقول: لا يلزم أن يكون من حفظه .. ومن ذاكرته، ولا أدري من أين يستفاد هذا؟

وإن كان من حافظته، فليس معرفته بحديث أو أحاديث تعني أنه يدري الحديث والعلل.

ومراجعته لحديث واحد لا تعني أنه يراجع قبل أن يكتب ..

وحتى الأمثلة القليلة الأخرى التي أوردها المحقق لا تدل على ذلك، فلا مانع أن تكون من القليل الذي راجعه أبو المعالي، أو سأل فيه غيره.

وقد نصّ أئمّة الفن على أنه قليل المراجعة ليس من ذوي هذا الشأن.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:52 ص]ـ

من ذلك قوله:

... إنّ أكثر انتقاد الإمام الحافظ ابن الصلاح للجويني - أوكله – ورد في «مشكل الوسيط» له، وأكثر انتقاد الحافظ ابن حجر ورد في «تلخيص الحبير» له.

الحمد لله وحده ...

تصحيح: هذا ليس قول المحقق نصًّا، هو قولي أنا فأكثر - أو كل - ما أورده من انتقادات لهما من الكتابين المذكورين.

أما هو فنص على أن خروج ابن الصلاح والنووي عن موضوعي كتابيهما فيه تحامل (ص 301).

ـ[راجح]ــــــــ[27 - 12 - 07, 10:21 ص]ـ

بارك الله فيكم وأحسن إليكم

حبذا لو تناولتم بالنقد أيضا ما يمكن أن يكون وقع للمحقق من أوهام في مادة الكتاب وعدم الاقتصار فقط على آراء المحقق الشخصية - على أهميتها - ولكن ما يعني الباحث هو التعرف على دقة المحقق في ضبط عبارات النص وعدم الوقوع في الأوهام في تحقيقه للكتاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير