تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من عجَائبِ التَّصحيفَات!

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:40 ص]ـ

غريبٌ - جداً -التصحيف .. تحاولُ أحياناً أن تأتي بمفرداتٍ تحلُّ محلَّ ما صُحِّف؛ فتخرجُ بنتيجةِ أنَّك المستحقُ لأن تكون محقِّقَ الكتاب ..

وقد وقع لي أثناء قراءتي الوقوف على كثير من التصحيفات العجيبة - بل المحيلة للمعنى - رأساً على عقب!

أحدهم يُثني على شَيخهِ قائلاً: (وشَيْخُنا - خَفظه الله - .... )!

وهو يُريد (حفظه الله) .. !

ولا أعرفُ معنىً للخفظ، والمعروف الخفض ..

ومثلُه من نفس الباب .. في أحد كتب التفاسير .. (له معقِّباتٌ من بين يديه ومن خلفِه يحفظونه) المعقِّبات: الخفظة!

ومن عجيب ما وقفتُ عليها الآن .. في (الحث على حفظ العلم)؛ لابن الجوزي:

[ما لقيتُ من أصحاب النِّعم] تصحَّفت إلى: [ما لقيتُ من أصحاب البلغَم]!!

بل الأعجبُ أنني الآن وأنا أكتبُ صحَّفتُ تصحيفين مُخلَّين؛ لكنني أستدركتُ وعدَّلتُ:)

فجَلَّ من لا يسهو؛ فاللهمَّ غفراً!

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:53 ص]ـ

أطلق العلماء التصحيف على العديد من الصور، وهي:

1 - تغيير في حروف الكلمة مما تختلف فيه صورة الخط: مثاله:

قال الشافعي: " صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان، وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك، وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب ". " معرفة علوم الحديث " (150)

وقال أحمد: " صحف شعبة (مالك بن عرفطة) إنما هو خالد بن علقمة "

"معرفة علوم الحديث" (146)

2 - تغيير في نقط أو شكل الكلمة مع بقاء صورة الخط: وهذا أكثر إطلاق المحدثين.

مثاله: تصحيف ابن معين العوام بن مراجم بالراء والجيم، إلى مزاحم بالزاي والحاء.

"تدريب الراوي" (2/ 648)

3 - قلب الاسم: قال الحاكم: " سمعت أبا علي الحافظ يقول: صحف فيه أبو حنيفة، لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه (وهو إنما قال عن سبرة بن الربيع). "معرفة علوم الحديث" (150)

4 - إبدال لفظة مكان أخرى: مثاله:

روى الحاكم حديث المُحرِم الذي وقصته دابته وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (ولا تخمروا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) ثم قال: " ذكر الوجه تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه (ولا تغطوا رأسه) وهو المحفوظ " "معرفة علوم الحديث" (148)

5 - إبدال راو بآخر: مثاله:

قال الحاكم: " صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه، والحديث عن جويرية "

"معرفة علوم الحديث" (32)

قال الحافظ العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/ 298):

" وقد أطلق من صنف في التصحيف، التصحيف على ما لا تشتبه حروفه بغيره، وإنما أخطأ فيه راويه أو سقط بعض حروفه من غير اشتباه " انتهى.

6 - تغيير المعنى.

قال العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/ 300 - 301):

" ومن أمثلة تصحيف المعنى ما ذكره الخطابي عن بعض شيوخه في الحديث أنه لما روى حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال: ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة، فهم منه تحليق الرؤوس، وإنما المراد تحليق الناس حلقا "

منقول من موقع سؤال وجواب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 02:44 ص]ـ

الحمد لله وحده ...

تبسمت شديدًا لمشاركتك أخي خليل، أضحك الله أسنانك!

وهذا باب واسع، وغالبًا لا ينسى المرء ما يقع له من ذلك.

وقد تذكرتُ ما وقع لي منذ قرابة العامين، فقد كنتُ أقرأ في مخطوط (شرح الأربعين النووية) للفاكهاني المالكي ..

(قال ثعلب: دان الرجل إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا قهر، فهو من الأضداد. ويطلق الدين على العادة والشأن.

والدين: سيرة الملك، وأنشد الداعن الحناني والدين ... ) إلخ.

هكذا قرأتُها!

فتوقفتُ مع بعض إخواني لنبحث عن الداعن الحناني الشاعر، وبيته المذكور، ولم يكن بالموزون!

لكنني لم أجد للداعن الحناني ذكرًا!

إلا أن الله العظيم أدركني برحمته ولم يطل البحث كثيرًا حتى اكتشفت الصواب بعد أن تصحف عليّ، فليس في الوجود من بني آدم الدَّاعِنُ الحناني ..

لكن حصل تقديم وتأخير ساعد في هذه الحادثة والصواب:

( ... والدين: سيرة الملك.

والداء عن اللحياني، وأنشد: ... ).

وهذا مقتبس من تفسير القرطبي المالكي، وعرفتُ بعد ذلك أنها عادة الفاكهاني في كتابه هذا.

والبيت الذي أنشده اللحياني فيه:

يا دين قلبك من سلمى وقد دينا

وهو مشهور.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:29 ص]ـ

من عجائب التصحيفات حقا:

http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9842

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[01 - 01 - 08, 01:18 ص]ـ

الفضلاء: أنس الشهري، الأزهري السلفي، أبا مالك العوضي ..

جزاكم الله خيراً .. ونفع بكم ..

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 01:22 م]ـ

من عجيب ما وقفتُ عليه في مخطوط .. قال أبو حنيفة رحمه الله لأصحابه: عظموا أعمامكم ووسعوا أكمامكم .. فقلتُ: ما الجامعُ بين الأعمام، والعمائم؟ لماذا لم يكن الآباء، أو الأخوال؟ فراجعتُ بعض المطبوعات؛ فوجدتها: عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم! وإنما قال ذلك لئلا يُستخف بأهل العلم!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير