[مكتبة وجيه جدة الشيخ السلفي (محمد نصيف) رحمه الله المتوفى سنة 1391هـ]
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:25 م]ـ
مكتبة الشيخ السلفي ((محمد نصيف)) رحمه الله المتوفى سنة 1391 هـ
مؤسسها
مكتبة الشيخ محمد نصيف معلم ثقافي لمدينة جدة وللحجاز كافة وما ذلك إلا لأن مؤسسها الشيخ محمد بن حسين بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن نصيف كان شديد الشغف بالكتب كبير الحفاوة بالعلم والعلماء السلفيين وكان محباً للقراءة معنيا بجمع أمهات الكتب والمراجع والمخطوطات، حتى أصبحت مكتبته الخاصة من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي وفضلا عن ذلك فقد كانت مكتبة كبيرة تضم أكثر من ((ستة آلاف مجلد)) في فنون الدنيا وعلوم الدين وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما فيها من خيري الدنيا والدين.
منهج مؤسسها
كان الشيخ مؤسسة تلك المكتبة حريص على الدين الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تدخل على الناس الخرافة والبدع ولهذا عرف الشيخ محمد نصيف بأنه من أهل السنة والجماعة،
وهو في ذلك يعتبر حلقة من حلقات أعلام الدعوة السلفية والحركة الإصلاحية في عصره متأثرا بجهود من سبقه من أعلام دعوة الإصلاح والتجديد السلفية المتمثلة في شيخ الإسلامي ابن تيمية وتلميذة ابن القيم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله.تلك الحركة القائمة على أساس تحكيم الكتاب والسنة وآثار السلف والدعوة إلى تصحيح العقيدة من شوائب الشرك والبدع والمعاصي والاعتقادات التصوفية التي انتشرت في الحجاز في ذلك الزمان.
مولد ونشأة مؤسس المكتبة
ولد الشيخ محمد نصيف في الثامن عشر رمضان سنة 1302هـ. وكان الشيخ محمد نصيف ذا أخلاق عالية وسمات سلفية، واشتهربحسن السجايا وسعة الصدر والكرم والتواضع والأمانة والأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وتشجيع الدعاة إلى الله مع محبة البذل والنصح والتوجيه لعامة الناس.
نشأ الشيخ محمد نصيف في بيت الأفندي عمر نصيف الذي يشبه قصور أمراء زمانه – لا يزال قائماً إلى الآن - وقد مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة. وقد هيأ له جدة "عمر" جوا علميا وبيئة صالحة للتعلم فبدأ بالقران حتى سن الحادية والعشرين، حتى حصل الشيخ محمد نصيف على عدد من الإجازات العلمية المختلفة في علوم الدين.
وقد كان للشيخ يرحمه الله مجالس يحضرها كبار المشايخ أمثال الشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وغيرهم رحمهم الله.
ولعل ما يميز الشيخ حرصه على وقته وتنظيمه ليومه ومذاكرته لنفسه مخصصا لقراءة القرآن والإطلاع على أمهات الكتب في التفسير و الحديث فضلاً عن ذلك فقد كان يخص نفسه ببعض الوقت للنظر في المسائل العلمية التي تحتاج تأمل وبحث، ووقتا لطلاب العلم إضافة لاهتمامه الخاص بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت توزع بالمجان.
كما كان مرجعًا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز، وقد حكة معاصروه أن الله قد ألقى محبته في قلوب المؤمنين وسيما من عرفه من العلماء وطلبة العلم وأهل الحجاز خاصة لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.
شغف مؤسس المكتبة رحمه الله بالعلم والعلماء واقتناء وطباعة وتوزيع الكتب
لقد عكف الشيخ محمد نصيف منذ فتوته على جمع الكتب واقتنائها وتتبع النادر منها حيث وجد، وكانت صلته بعلماء عصره سواء المقيمين أو القادمين مدعاة لتنمية حبه للقراءة والدرس وكذلك تلقيه طلبة العلم واستضافتهم وإكرامهم وتوزيع الكتب العلمية عليهم، التي كان يطبعها على نفقته الخاصة في الوقت الذي لم يكن أكثرهم يقدر في ذلك الزمان على تحصيل الكتب العلمية النافعة بالشراء. وبرز ولعه بالكتب الشرعية وخصوصا سلفية المذهب في ظل اهتمامه باقتنائها وطباعتها، الذي كان له الأثر الكبير على تكوين شخصية الشيخ، فقد قام الشيخ بطباعة كثير من الكتب على نفقة الخاصة مثل كتاب الأنوار الكاشفة للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وكتاب التنكيل له أيضا وكتاب الجواب الباهر في حكم زيارة المقابر لابن تيمية، وكتاب العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي سنة 1325هـ.
¥