فمثلاً: خصَّص - صلى الله عليه وسلم - بعضَ الصحابة لكتابة الوحي؛ لأنهم كتَّاب مَهَرَة، وفيهم الأمانة، وجعل بعضَهم لقيادة الجيوش لحُنكتهم وخبراتهم الحربية، وبعضهم للعملية الإعلامية؛ كحسَّان وابن رَواحة، وبعضهم للتفرُّغ للعلم، وغيرهم للسياسة والدعوة؛ إلى آخره.
ويذكر المؤلف: أن التصنيفَ الذاتي ليس قائماً على مجرَّد الرغبة وحبِّ المرء للعمل المعيَّن؛ بل يجب أن يكونَ قادراً على الإبداع فيه والإنتاج به؛ بحيثُ لا يكون مجرد مقلِّد ومردِّد لعمل غيره.
وهو يفتح لك آفاقاً من الأسئلة وأجوبتها؛ لتعرف ما إذا كنتَ متصفاً بشيء منها، ويبدأ معك بتصنيف نيَّتك، ثم قوتك وجَلَدك على العبادة أو على العلم، وهل أنت صاحب همَّة ونشاط وحب للحركة؟ هل أنت ذو مال؟ هل لك والدان أو أحدهما؟ هل لك بنات؟ هل تستطيع الاحتساب؟ لعلك من أُسود الله؟! هل أنت موظَّف في مصلحة عامة؟ هل أنت عاجز عن كل ما تقدَّم؟
5 - (ثقافة الطفل المسلم)
ثقافة الطفل المسلم: مفهومها وأسس بنائها، تأليف: أحمد بن عبد العزيز الحليبي، الرياض - دار الفضيلة، 1419هـ، 415 صفحة، (سلسلة الرسائل الجامعية، 1).
من أسباب اهتمام الكاتب بهذا الموضوع: أهميةُ إبراز دور الإسلام في بناء ثقافة الطفل المسلم، بديلاً للتثقيف الوافد، الذي يتعرَّض له الطفل المسلم في دياره، والتعريف بالعوامل المؤثِّرة فيه بناء وهدماً.
وفيه ثلاثةُ أبواب، تحت كلِّ باب فصول ومباحثُ متعددة، ذكر فيها العواملَ المؤثرة في ثقافة الطفل؛ من التخطيط لجمع برامج تثقيف الطفل، والأهلية الكافية لجميع المشاركين فيه، وسلامة الأهداف ووضوحها.
كما بيَّن أن أقوى العوامل الاجتماعية تأثيراً هي الأسرة، والمسجد، والمدرسة، والإعلام.
وذكر من تأثيرات الإعلام في الطفل - في وقت غياب الفكر الإسلامي عن ساحة التأثير الثقافي - أنه اصطبغت حياته بثقافة الغرب وطرائق تفكيره، وأنشأ لديه فوضى فكرية، واضطراباً في النظرة، وقصوراً في التصوُّر.
ومما أوصى به: أن تُشجَّع الدراسات التي تعالج قضايا الطفل ومشكلاته من وجهة نظر إسلامية، وأن تُنشأ أقسام خاصَّة بذلك في المرحلة الجامعية، تُعنى بأدب الطفل وصِحافته، وتشارك في إعداد المتخصِّصين في رعاية الطفل الثقافية، وأصل الكتاب رسالة "ماجستير" قُدِّمت إلى جامعة الإمام بالرياض، سنة 1409هـ.
6 - (الرواسب الفكرية)
تأليف: زيد بن عبد الكريم الزيد، الرياض: دار العاصمة، 1422هـ، 88 صفحة.
يقصد المؤلف الواردات التي لا تستند إلى مصدر شرعي؛ من خلفيات فكرية ورثها الشخص ممن قبله، أو تلقَّاها من محيطه القريب والبعيد، من أعراف وتقاليدَ وأفكار وتأثيرات خارجية؛ لتكونَ بعد ذلك من خصوصياته، وتعيشَ في أعماقه، حتى تصبحَ من المسلَّمات لديه، يحاكم إليها كلَّ جديد يَفِدُ عليه، ويجد معاناة في كلِّ ما يمسها بالنقص أو النقض.
ويعِّدد، ثم يشرح مكونات هذه الرواسب: وهي تربية الوالدين، والبيئة التي يعيش فيها الفرد، وثقافة المجتمع، والأعداء (الغزو الفكري).
ويربط المؤلف بين الموضوع والدعوة الإسلامية في تخصيصه، فيبيِّن أثرَ هذه الرواسب في الداعي والمدعوِّ، وأوصى بأهمية تعرُّف أحوال المدعوِّين، وبيئاتهم، وأفكارهم ومستوياتهم الثقافية، وإعطاء رواسب المدعوِّ الفكرية مكانتها في الدعوة إلى الله؛ إذ القفز عليها وتجاوزها يولِّد نتائجَ عكسية، وعدم التعجُّل في النتائج؛ إدراكاً لصعوبة قرار الاستجابة؛ نتيجةً لتراكم تلك الرواسب، وعدم اليأس من استجابة المدعوِّ.
7 - (الاستهزاء بالدِّين .. أحكامه وآثاره)
إعداد: أحمد بن حمد القرشي، مكة المكرمة: جامعة أم القرى، 1420هـ، 684 ورقة، (رسالة ماجستير).
تكمن أهمية الموضوع - كما يقول الباحث – في أن أصلَ دين الإسلام مبنيٌّ على تعظيم الله - تعالى - وتعظيم دينه، وتعظيم رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأن الاستهزاء بشيء من ذلك - أو بما يتعلَّق به - مُنافٍ لهذا الأصل العظيم، ومناقضٌ له أشدَّ المناقضة؛ فهو من نواقض الإسلام وقواطعه العظام. فالاستهزاء بشعيرة من شعائر الإسلام، أو بحُكم من أحكامه، أو بسُنَّة من سننه يَسلب صاحبه وصفَ الإيمان.
¥