تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن الكتابَ والسنة مليئان بالحثِّ على تعظيم الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وشعائر الدين؛ مما يدلُّ على شدَّة خطر هذا الأمر.

وقد فَشا الاستهزاء بالدين في هذا العصر بصورة مذهلة في صفوف المثقَّفين، ودعاة (العلمنة) و (الحداثة)، والمذاهب الهدَّامة المخالفة لهدي الإسلام وتعاليمه.

ويُسهم الكتاب هنا في بيان وكشف الألفاظ والعبارات في الاستهزاء، وصُوَره، والتنبيه على خطورته، وبيان موقف المسلم من هذه الظاهرة.

وقد وزَّع الباحثُ موضوعَه على أربعة أبواب؛ فيها بيانٌ لصُوَر الاستهزاء، وآثار الاستهزاء والمستهزئين؛ من حيثُ العقوباتُ الدنيوية والأخروية.

8 - (رسالة إلى مؤمنة)

رسالة إلى مؤمنة: أحاديث لا تنقصها الصراحة. تأليف: محمد رشيد العويد، الرياض: دار الوطن، 1419هـ، (المجموعة الكاملة 1/ 5: 301 صفحة).

لم أتمالك نفسي من التنويه بهذا الكتاب الرائع وأنا اقرأ موضوعاتٍ منه، ولا أجد أكثرَ من القول: إن أيَّ امرأة أو رجل مؤمن إذا قرأه؛ فإنه لا بدَّ سيخرج بنتيجة مريحة، يشعر فيها بعظمة الإسلام، ورحمة الخالق بالإنسان، وفساد الأنظمة الاجتماعية العلمانية، ثم المؤامرات والدسائس التي تُحاك للمرأة المسلمة وغير المسلمة، ثم لا يسمع أحدٌ صوتَ الحق في غياهب ظلمات الغرائز والشهوات.

أما أُسلوب الكاتب، واختياره للموضوع، وإحاطتُه بعناصره الإسلامية، وشواهده العصرية، وأمثلته الرائعة؛ فحدِّث عنها ولا حرج.

وهو إن كان مجموع مقالات؛ فلم ترتح نفسي لمثل هذه المجاميع، إلا لأشخاصٍ محدودين؛ أولهم الشيخ الجليل علي الطنطاوي - رحمه الله - وكاتبنا هذا الذي أشبِّهه به، والتوفيق من الله.

9 - (نساء المسلمين)

بقلم الكاتبة التركية: فاطمة علية هانم؛ عرض ودراسة وتعليق: محمد إبراهيم سليم، القاهرة: مكتبة القرآن، 1410هـ، 160 صفحة.

لا تبدو أهمية الكتاب إلا بقراءته.

وبعضُ الكتب آنيَّة، تفقد قيمتها بعد زوال أهمية الموضوع المعالَج، وبعض الكتب لا يُمحى أثرها؛ لأهميتها، وأهمية الموضوعات المعالَجة فيها.

وهذا الكتاب من النوع الأخير.

وبعضُ الكتب يكفي أن تقرأَ جزءاً منها، وفي بعضها تكتفي بالاطِّلاع على المقدمة أو الفِهرس، وبعضها تشوِّقك إلى قراءتها كاملة، وتكون استفادتك منها بقدر ما قرأت منها.

وهذا الكتاب من النوع الأخير - أيضاً.

كاتبة قديرة، تملك ناصيةَ القلم، هي ابنةُ المؤرِّخ الشهير (جودت باشا)، مولدها بالأستانة عام 1279هـ. تعلَّمت العربية في سوريا، وأتقنت عدَّة لغات. دار بينها وبين عدد من الأدباء والفلاسفة والراهبات مناظراتٌ عديدة.

وفي هذا الكتاب حوارٌ بينها وبين راهبة فرنسية وفيلسوفة إنكليزية، جرى في استانبول عام 1308هـ في منزلها، وسجَّلت هذا الحوارَ الهامَّ بقلمها الرشيق، بأسلوب يجمع بين القصة والعلم، والحكاية والذِّكريات؛ فكان فيه تشويقٌ ظاهر، وفائدةٌ محقَّقة.

وجرى على ثلاثة محاور:

الأول: بين الكاتبة وسيدتين فرنسيتين، إحداهما نبيلةٌ أوروبية كاتبة، والأُخرى راهبة، في موضوعات؛ الرِّق، والخَدَم، وتعدُّد الزوجات، وحقِّ الطلاق المُعطى للرجل، وصيام رمضان وقيامه، وطعام الأتراك، ومريم وآل عمران، ومائدة عيسى - عليه السلام – وولادته، والصَّلب، والرفع، والأناجيل الأربعة، وبِشارَة عيسى بمحمد - صلى الله عليه وسلم.

وقد أبرزَت الكاتبة هذه القضايا في لَباقة ولُطف، يكتنفهما مجاملةٌ، مع أدب الضيافة الشرقية.

والثاني: بينها وبين فيلسوفة عالمة، إنكليزيةِ المحتد والنشأة؛ عن الزواج، والطلاق، والتبنِّي، والحجاب، وزوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلم الهيئة، ووَحدانية الله، والإنشاد الديني، ومدى موافقة الإسلام للعقل والحكمة.

والثالث: عن الموسيقا، واهتمام أوروبا وتركيا بأنواعٍ منها.

وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات.

وأُشير هنا إلى مناظرات الشيخ (أحمد ديدات) مع أعلام النصارى في هذا العصر، التي طُبعت، وسُجِّلت على شرائط (فيديو).

وقبلها كتاب رائع، مازال يحتفظ بجِدَّته وأهميته، وهو: مناظرة في الردِّ على النصارى، من تأليف الإمام الجليل فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 606هـ)؛ تحقيق: عبد المجيد النجار، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1407هـ، 92 صفحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير