تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتسامح أسلوبه وقالبه، يعمل على حشد الطاقات في الأمة لا على تبديدها، يسلك مسالك الإخلاص للخالق، والرفق والرحمة بالمخلوقين، يتسم بالعقل والتسامح والحكمة، ويحاذر الصلف والعنف والتهور والشطط، وبذلك تحقق أمتنا الريادة الحضارية، وتستعيد أمجادها التاريخية، وتتخلص من أزماتها الخانقة، وتصلح أوضاعها المتردية بإذن الله.

وتتمثل مراقي هذا المشروع الحضاري الإسلامي فيما يأتي:

1 - إن أولى الخطوات، ونقطة الانطلاق: البدء بالذات، وفهمها، ومحاسبة النفس، والوقوف طويلاً للمراجعات: تصحيحاً في المعتقد، وسمواً في الخلق والسجايا، وسلامة في الاتباع، ومحاذرة الابتداع، ومعالجة لجوانب النقص التي دخلت على الأمة في عقيدتها ومنهجها، وأن تلتزم الأمة نور الوحيين: الكتاب والسنة ومنهج القرون المفضلة؛ كما قال –صلى الله عليه وسلّم-: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

يجب أن نتعرف إلى واقعنا كما هو بالفعل دون رهبة أو خجل، ومن دون تهوين أو تهويل. . . إنها فرصة للحوار مع الذات فهي البنية التحتية للحوار مع الآخرين.

2 - محاولة فهم الآخر والتعرف عليه، وهو هنا: الغرب وحضارته؛ للاستفادة من معطياتها النافعة، دون ذوبان فيها، أو تمييع لديننا ومنهجنا.

3 - نشر الإسلام في العالم المادي؛ لتلقيح حضارته بالمبادئ الأخلاقية؛ وذلك؛ لتحصين الحضارة الإنسانية من الشر، والفساد، وهدم القيم الفاضلة في الإنسان.

ولأن الإسلام -بحمد الله- يملك الطاقات الروحية الأخلاقية لإخراج الحضارة المادية من مأزقها، وتحويلها إلى حضارة إنسانية يشارك فيها الجميع.

4 - مناشدة المسلمين حكومات وشعوباً وهيئات وعلماء للنهوض إلى العمل الجاد، من أجل توحيد كلمتهم، وتحقيق الوحدة الإسلامية؛ فهي فريضة شرعية، وضرورة بشرية، تمليها تعاليم ديننا الحنيف، كما أنها مطلب حتمي تمليه ظروف التغيرات العالمية المعاصرة.

إن الوحدة بين الشعوب الإسلامية كسب كبير للأمة الإسلامية، فالعالم اليوم يتجه نحو التكتلات الكبيرة؛ مثل: الاتحاد الأوروبي.

5 - التركيز على التجمُّعات الطلابية الإسلامية؛ ليعود الشباب المسلم الذين تحتضنهم أنداداً حضاريين، يستوعبون إيجابيات الحضارة الغربية بوعي تام، ويرتكزون على ثوابت الحضارة الإسلامية، ليكونوا لبنات قوية في بناء حضاري إسلامي منشود -بإذن الله تعالى- انتهى كلام سلي

قلنا: وهذا كلّه بحروفه للشيعي (الصدر الأول) كما في (منتديات آل الصدر) بعنوان: (المسيرة الحضارية للمجتمع الإنساني):

http://almoallem.net/showthread.php?p=9499 (http://almoallem.net/showthread.php?p=9499)

قال الصدر الأول: "ذلك لأننا بحاجة إلى واقعين:

- قاعدة بناء.

- ومنطلق مسيرة.

هما في الواقع أصالة وتفتُّح وبدون واحد منهما نخسر المعركة الحضارية. والاستلهام من الدين الصحيح يشكّل القاعدة والمنطلق والأصالة، والتفتح على الحياة يشكّل المسير والتفاعل. ونحن إذاً -بحاجة- إلى تأصل وتفتُّح ولا بد أن نحققهما عبر ثلاث مراحل:

1 - مرحلة التأصيل، وفيها نحاول استيعاب الفكرة الحضارية التي تتمثل في الدين الإسلامي المصفى إيماناً وعلماً.

2 - مرحلة البعث، وفيها نشعر بالتخلف، ونستيقظ من سباتنا العميق، ونريد أن نحيى.

3 - مرحلة التفتح، وفيها نحاول الاستفادة من معطيات العلم الحديث الصالحة.

إن هذا هو الخط الواضح القويم الذي لا يمكننا أن ننجح دون الالتزام به، والوفاء بمتطلباته.

إن أسس الحل واحدة، وتتمثل في العودة الصحيحة إلى المنبع الصافي، بمراجعة الواقع الذاتي، ونبذ البدع والشوائب التي أصابت المسلمين بسبب جهلهم وقصورهم. أو برفض الآخر الذي يعمل على غرس جرثومة الانحلال، والفتنة، والضعف، والتفكيك في الجسم الإسلامي.

أو محاولة التوفيق بين الواقع والآخر؛ وذلك بتعديل الآتي من الخارج، والتكيُّف معه، دون التخلي عن الأصول.

بيد أن هناك عقبات تعترض الطريق، وبمدى قدرتنا على تحديها تكون جدارتنا بحماية حضارتنا التليدة، وبناء الحضارة الجديدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير