تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي هذه الغزوة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف رأس الكفر قتله بطعنة واحدة في عنقه تدأد أبها عن فرسه هذا الفرس منكوب أن يركبه مثل الحمار – كان أبي بن خلف يعلف هذا الفرس اثني عشر رطلاً من الذرة يومياً ليقتل عليه رسول الله عليه وسلم:

(يريدون ………. ويأبى الله)

ولم تنته الغزوة، فهناك (حمراء الأسد)، حيث أراد القرشيون أن يرجعوا لكي يجهزوا على الجيش المسلم، ويستأصلوا، بقيصتهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنادي في الناس بالمسير إليهم، واستحاب له المسلمون رغم القرح وما أصابهم من جراء أحد، فساروا معه حتى بلغوا (حمراء الأسد)، وهي على بعد ليلتين من المدينة، فلما بلغ ذلك أبا سفيان هرع راجعاً إلى مكة.

وكثرت الغزوات مع اليهود بأحيائهم المختلفة والعرب المشركين بطونهم وقبائلهم المتعددة حتى جاءت سنة خمس للهجرة، ووقعت غزوة الأحزاب.

وكان سببها اشعال اليهود للفتنة، وتحريض المشركين في مكة وغيرها على المسلمين، وتعاهدت أحزاب المشركين واليهود معاً لغزو المدينة، غزو خارجي من مكة والقبائل، وغزو داخلي يتمثل في الحرب النفسية والتسهيلات العسكرية من اليهود، مع جبن وتقاعس من المنافقين وحاصرت الجيوش المدينة شهراً، فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهنا كان السلاح الفتاك – سلاح الريح (يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنوداً لم تروها) وتفرق أمر القوم بإذن الله ورحلوا عن المدينة تصفر الريح في آذانهم، ويضرب الرمل إلياتهم وأعجازهم.

ورجع المسلمون إلى المدينة فوضع النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه، فجاءه جبريل عليه السلام وقال له: كيف تضع سلاحك، والملائكة لم تضع أسلحتها؟ - انهض إلى هؤلاء – يعنى بني قريظة، وكانت اليهود وقد نقضت العهد، وتواطأت مع المشركين، فنادى رسول الله صلى اله عليه وسلم بعبئ الجيش لقتال بني قريظة، وسارع المسلمون إلى الزحف على إخوان القردة والخنازير بني قريظة فحاصروهم خمساً وعشرين ليلة حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكمم فيهم سعد بن معاذ فقضى أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتبسى النساء والذراري. وهذا – لعمر الله – هو حكم الله فيهم ألهمه الفارس البطل، والتقى النقي سعد بن معاذ. ثم كان في هذه السنة أيضاً ما كان صلح رسول الله لأهل مكة عند الحديبية وأعلم أن صلح الحديبية كان بوحي من الله لرسوله، ولم يكن لأحد فيه خيار، لأن ناقة النبي حين انطلاقة نحو مكة، بركت في موضع يقال له " ثنية المرار " فقال الصحابة: " خلات القصواء " فقال صلوات الله عليه: ما خلات القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل " ثم قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ثم عدل عن سيره حتى بلغ الحديبية. وقال بعدها " إني رسول الله، ولا أعصيه "

وبعد المفاوضات اتفقوا على الصلح الذي كتبه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت شروط الصلح أن يخلى بين النبي والبيت وفي العام المقبل – وأن يرجع لقريش من جاءه مسلماً وصار في أثناء ذلك غيظ من المسلمين لشروط الصلح ولعدم إكمال رحلة الحج، لكن أراح الله الصدور وشفى النفوس بحمكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحروا الهدي، وذهبوا إلى المدينة.

بسم الله الرحمن الرحيم

فلم يستقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة إلا شهرا وبعض شهر وخرج إلى خيبر في المحرم للسنة السابقة وكان يهود خيبر من اليهود الذين نقضوا العهد مع الله ورسوله، فحاصرهم رسول الله صلى عليه وسلم، وظل يفتح الله له الحصون، ويسير له الأموال، ويورثه الأرضين، حتى أتوا آخر حصونهم وهما: الوطيح والسلام فحاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة.

وبرز مرحب اليهودي يطلب المبارزة – وكان مبارزاً – فبرز له عامر ابن الأكوع – وقيل: كعب بن مالك – فتبارزا فقتله عامر – رضي الله عنه.

ولما اشتد الحصار وأيقنوا بالهلكة سألوه الصلح، فصالحهم على حقن الدماء وأن يخرجوا من " خبير " ويتركوا الصفراء والبيضاء والحلقة إلا ثوباً على ظهر إنسان، إلا أنهم رجوه أن يبقوا في الأرض فيزرعوها على شطر ما يخرج من غلتها فأذن لهم في ذلك على أنه إن شاء أن يخرجهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير