تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تيري ميسان: أعتقد أن الأميركيين لا يتحكمون في روح الدعابة التي لديهم أو أنهم يستهزئون ببقية العالم وبمواطنيهم بالدرجة الأولى الذين كانوا ضحايا تلك العمليات، أن يأتي الأميركيون حاملين معهم قضية خاسرة، ويقولون بوجود إرهابيين عرب في الطائرات، وأنهم وجدوا جواز سفر "محمد عطا" سليماًً على الأنقاض المحترقة لمركز التجارة العالمي بعد أن التهمت النيران الطائرات انهار البرجان، هذا يسمى روايات هوليودية سيئة.

د. فيصل القاسم: طيب في الوقت نفسه سيد ميسان تقول إن هناك من كان يعرف بالحادث قبل وقوعه، وقلت في ثنايا الكتاب بأن البعض عرف بالحالة قبل ساعتين من وقوعها، كيف توصلت إلى مثل هذا الاستنتاج؟

تيري ميسان: هذه المعلومة أعطتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية، وبثت كذلك على قناة (الجزيرة)، فقبل وقوع العمليات بساعتين علمت شركة (أودجو) الإسرائيلية بالهجمات، ولا نعرف تماماً كيف تم ذلك، وحاولت في الوقت نفسه إنزال الناس الموجودين في البرجين، فتوجهت إلى الحكومة الأميركية من دون جدوى على ما يبدو، ولأن تلك الشركة متخصصة في الرسائل الإلكترونية، فقد حاولت إيصال رسائل إلكترونية إلى كل الناس الموجودين في البرجين، ومن البديهي ألا تتصرف بطريقة تمييزية في حالة كهذه، هي لم تختر إنذار أشخاص وأهملت إنذار أشخاص آخرين، لقد فعلت الشركة الإسرائيلية ما هو ممكن لها تقنياً، وهو إنذار كل الهواتف المحمولة المشتغلة الموجودة آنذاك في تلك المنطقة الجغرافية، لكن عندما نعرف ذلك علينا أن نلاحظ أن بعض الناس استقبلوا تلك الرسائل وغادروا البرجين، وآخرون استهانوا بها وبقوا، إذا كان المهاجمون قد سعوا لأن يحدث تسريب بتلك الطريقة، فذلك لأنهم لم يكونوا يريدون أن تكون المجزرة كبيرة جداً، هم بالطبع كانوا ينوون قتل عدد من الناس، لكنهم لم يكونوا يريدون قتل 40 أو 60 ألف شخص، وإذا أجرينا عملية حسابية فسنجد أنه في تلك الساعة يوجد عادة ما بين ثلاثين إلى 40 ألف شخص في البرجين، ونستطيع أن نحسب معدل من يوجد بكل طابق من الطوابق من الناس، وعندما صدمت الطائرة البرج الأول لم يكن أمام الناس الموجودين في الطوابق العليا أي وسيلة للهرب، ولقد رأينا أناساً يلقون بأنفسهم من النوافذ فزعاً، في حين أن العدد المتوسط لمن كانوا في الطوابق العليا منخفض بصورة واضحة عن الحصيلة النهائية للعمليات، نعم وقع عدد من الضحايا في الطوابق السفلية وفي البرج الثاني، وهذا يظهر لكم أن الإنذارات التي أعطيت كانت مهمة جداً، ولولاها لكان عدد القتلى أكبر.

د. فيصل القاسم: إذن يعني باختصار يمكن القول إن هناك جماعات علمت بالحادث ولم تأت إلى العمل، إلى البرجين في يوم الانفجار؟

تيري ميسان: حالياً ليس لدينا شهادات مكتوبة في هذا الاتجاه، لكننا جمعنا شهادات شفوية من أناس امتنعوا عن الذهاب إلى أعمالهم في ذلك الصباح وأعطوا إجازة، لكن علينا أن نذكر أن الكثير من الناس كانوا على علم بتلك العمليات؟، فقد حاولت خمسة من أجهزة الاستخبارات إنذار الولايات المتحدة من دون أن تتخذ الحكومة الأميركية الإجراءات المناسبة. بل إن منفذي تلك العمليات ارتكبوا في الأسواق المالية جُنَحاً يرتكبها أناس مبتدئون، فقد وقعت مضاربات على شركات الطيران التي تضررت، وعلى الشركات التي تؤمِّن مركز التجارة الدولي، وعمليات واسعة جداً في البورصة تطلبت العديد من المتواطئين، أيضاً كان يوجد الكثير من الناس الذين كانوا يعرفون أن العمليات كانت ستقع، ووجدوا في ذلك ربحاً مادياً.

تورط الحكومة الأميركية في إخفاء حقيقة التفجيرات:

د. فيصل القاسم: يعني سؤال بسيط على ضوء كل هذا الكلام، كيف أنت توصلت إلى الحقيقة، ولم تستطع الحكومة الأميركية بقدراتها الهائلة، واستخباراتها الهائلة أن تصل إلى نفس النتيجة التي توصلت أنت إليها؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير