تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تيري ميسان: أولاً الحكومة الأميركية تبحث عن إخفاء الحقيقة، كما أنه لم يفتح تحقيق جنائي بالمعنى المعهود للكلمة، فمنذ الهجمات الأولى واصطدام الطائرتين بالبرج الأول نقل C.N.N عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ابن لادن هو المسؤول عن الهجمات، كيف تسنى لهم أن يعرفوا المسؤول؟ إذن بالنسبة لهم لا حاجة إلى إجراء تحقيق، وبعد ذلك مباشرة أعطت وزارة العدل الأميركية أسماء الانتحاريين التسعة عشر المزعومين، لماذا يفتحون تحقيقاً وهم يعرفون الجناة أصلاً؟ وعلى العكس من ذلك قام F.B.I باستنفار كافة عملائه المتوفرين لمنعهم من التحقيق في الهجمات، وإجبارهم على العثور على المتواطئين المزعومين مع الانتحاريين لقد وقعت عملية المطاردة، وبالمناسبة هي مطاردة للعرب على التراب الأميركي للعثور على المتواطئين المزعومين. هذا ليس تحقيقاً. بالطريقة نفسها لم تقم الصحافة الأميركية نفسها بالتحقيق، وعندما أرادت القيام بذلك استدعي مديرو القنوات التليفزيونية إلى البيت الأبيض، وقيل لهم باسم لأمن الوطني أن يتجنبوا الاهتمام بهذه المسائل.

الكونجرس الأميركي الذي يشكل لجان تحقيق في أقل القضايا أهمية طلب منه عدم القيام بتحقيق، وقبل ذلك فلم تولد لجنة تحقيق من الكونجرس، إذن لم يحصل أن جرى تحقيق جنائي.

أنا في عملي حاولت القيام بشيء بسيط، وهو تجميع كل العناصر العنائية المتوفرة التي وزعتها السلطات الأميركية نفسها، ومن ناحية تساءلت عن الإجراءات الواجب وجوبها في مثل هذا النوع من الأوضاع، وكما تعرفون عندما نواجه وضعاً لم نكن نتوقعه نعود إلى كتيب الإرشادات الذي يقول لنا ماذا يتعين على كل واحد منا أن يفعله، وبأي ترتيب يقوم به.

أنا تدبرت أمر الحصول على الإجراءات الرسمية للسلطات الأميركية مثل الطيران المدني عندما يواجه اختطاف طائرة أو إجراءات العسكريين عندما يعلمون بعملية اختطاف .. إلى آخره، وفي كل المستويات وجدت أن البعض فعلوا ما كان ينتظر منهم، فتصرفوا بالطريق المنتظرة منهم، وآخرون فعلوا أشياء أخرى، وهنا علينا أن نتساءل لماذا فعلوا ذلك؟ ولماذا بادروا بذلك؟

لنأخذ مثال الجنرال (هيبرت آرت) وهو المسؤول عن القيادة الجوية في الولايات المتحدة، عندما اصطدمت الطائرات بالأبراج بادر الجنرال (هيبرت آرت) بإعلان السيطرة على المجال، بمعنى أن القيادة العسكرية سيطرت على المجال الجوي المدني، بينما المعتاد في هذه الأحوال هو أن يحصل على ترخيص من الرئيس الأميركي لأنه هو القائد، الجنرال قال إنه لم يكن أمامه وقت للاتصال بالرئيس (بوش) الذي كان في زيارة (لفلوريدا)، ولذلك بادر في ذلك الأمر، إنه أمر في غاية الخطورة في أي بلد عندما يبادر عسكري بخطوة غير دستورية، وغير قانونية كتلك، فإن كانت مبادرة حسنة يكافئ على ذلك ويعطي نياشين، وإذا أخطأ يجر إلى محكمة عسكرية ويحاكم ويجرد من رتبته ويحاول إلى التقاعد، في حين أن القرارات التي اتخذها (هيبرت آرت) هي غير فعالة تماماً، لأنها لم تمنع العمليات اللاحقة.

إذن كان من اللازم أن يجبر هذا الجنرال على الإجابة عن أفعاله، ولم يكن الحال كذلك بل العكس، فاليوم سيطور سلاح الفضاء، وسيكون الجنرال (هيبرت آرت) القائد الأساسي الأعلى له، يا لها من مصادفة غريبة!!

د. فيصل القاسم: إذن باختصار أنت تبرئ العرب والمسلمين مما حدث في واشنطن ونيويورك.

تيري ميسان: العناصر التي لدينا تبين أن تلك العمليات نفذتها عناصر أميركية ضد أميركيين آخرين، وحملت العالم العربي والإسلامي المسؤولية بدلاً عنها.

حقيقة الصراع بين التيارين المعتدل والمتطرف في أميركا:

د. فيصل القاسم: تقول بالحرف الواحد أيضاً في الكتاب بأن ما حدث هو بكل بساطة انقلاب عسكري وقع في أعلى السلطات الأميركية، وفرض شروطه على الرئيس (بوش) انقلاب قام به رجال الصفوة العسكرية في الإدارة الأميركية، رجال يملكون قدرات هائلة، ويديرون مؤسسات ويخترقون كل أجهزة القرار الاستراتيجي الأميركي، وقلت أيضاً إنه صراع على مستوى قيادة أكبر قوة في العالم، صراع في أعلى السلطة الأميركية بين تيار الاعتدال وتيار التطرف العسكري الراغب بالهيمنة على العالم، ألا تعتقد أنك تطلق أحكاماً، وتطلق يعني كلاماً على عواهنه؟ يعني هذا اتهام خطير جداً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير