يرى ملْ أن المجتمع الديني غير ليبرالي لأنه مجتمع في نظامه للحكم فردي استبدادي , ونظامه الاجتماعي العام مؤسس ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn24)) على الإجماع في الرأي وعلى تحريم النقد والنقاش المفتوح. < o:p>
وهو ينتقد كل دين أو مجتمع متشدد في قوانينه الأخلاقية والدينية أي التي يضعها فوق النقاش. بما في ذلك المجتمع اليوناني في زمن نهضة العلوم , والإصلاح الديني (البروتستانت) والمجتمع الإنجليزي والأمريكي. < o:p>
ويصرح ملْ بنقد الدين في اعتراضه على تحريم تجارة الخمر ,فيقول:"إن التحريم يمس حرية الفرد لأنه يفترض الفرد لا يعرف مصلحته" < o:p>
وكذلك تحريم أكل لحم الخنزير , فيقول:"إن للمسلمين الحق في تجنبهم لحم الخنزير لأنهم يعافونه , لكنهم عندما يحتقرون غيرهم ممن لا يعافه ويأكله , فإنهم يمسون بحرية ذلك الغير". < o:p>
وهو يعارض فكرة الحسبة لأنه يعتبر ذلك وضعاً للنفس في موضع الإله , يقول:"إن الناس عندما ينهون غيرهم عن المنكر يعتقدون أن الله لا يكره فقط من يعصي أوامره , بل سيعاقب أيضاً من لم ينتقم في الحال من ذلك العاصي".ومن الطريف أن ستوارت ملْ يعود إلى الاعتراف بأهمية الحسبة ويناقض نفسه لمّا طرح الأسئلة التالية: هل يجوز السماح ببيع السم أو التبغ أو الخمر؟ هل يسمح للمرء أن يبيع نفسه لغيره؟ هل يجب إجبار المرء على التعلم؟ هل يجب تحديد النسل؟ ولنقارن الآن بين قول ملْ الآتي وبين إنكاره مفهوم الحسبة بأنه اتهام للإنسان أنه لا يعرف مصلحته يقول:"في كل قضية من القضايا السابقة إن عدم تدخل الدولة قد يؤدي إلى أن يضر المرء نفسه بنفسه: أن يبقى جاهلاً أو أن يبذر ماله أو أن يسمم أقرباءه أو أن يبيع نفسه , ولكن إذا تدخلت الدولة ومنعت بعض الأنشطة , فسيكون المنع بالنسبة للرجل العاقل تجنياً على حقه في التصرف الحر". < o:p>
ويقول:" إذا كانت الدولة مسؤولة على تغذية الفقراء فلها الحق أن تحد النسل , أما إذا تركت الناس ينجبون كما شاؤوا فليس عليها أن تعيل الفقراء" ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn25))
وهنا يناقض ملْ نفسه في عدة قضايا: < o:p>
- في تدخل الدولة للمصلحة لأنه ليس كل إنسان يعرف مصلحة نفسه. < o:p>
- في إبطال قاعدة أن الإنسان يعرف مصلحته ولا يحتاج إلى وصاية. < o:p>
- في إنكار مبدأ الحسبة وتقييد الحريات المطلقة. < o:p>
المبحث الثالث: نشأة الليبرالية وتطورها< o:p>
نشأة الليبرالية وجذورها < o:p>
نشأت الليبرالية في التغيرات الاجتماعية التي عصفت بأوربا منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، وطبيعة التغير الاجتماعي والفكري يأتي بشكل متدرج بطيء. < o:p>
وهي لم " تتبلور كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها الأساسي وطابعها المميز. < o:p>
فالليبرالية ليست اللوكية (نسبة إلى جون لوك 1632 – 1704)، أو الروسووية (نسبة إلى جان جاك روسو 1712 - 1778) أو الملّية (نسبة إلى جون ستوارت ملْ 1806 - 1873)، وإن كان كل واحد من هؤلاء أسهم إسهاماً بارزاً أو فعالاً في إعطائها كثيراً من ملامحها وخصائصها" ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn26))
وقد حاول البعض تحديد بداية لبعض مجالاتها ففي موسوعة لا لاند الفلسفية "الليبرالي (أول استعمال للفظة) هو الحزب الأسباني الذي أراد نحو 1810م أن يدخل في أسبانيا من الطراز الإنكليزي.) ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn27))
ويذكر الأستاذ وضاح نصر: " أن الليبرالية في الفكر السياسي الغربي الحديث نشأت وتطورت في القرن السابع عشر، وذلك على الرغم من أن لفظتي ليبرالي وليبرالية لم تكونا متداولتين قبل القرن التاسع عشر. ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn28))
¥