تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذلك يفضل الاعتكاف في المسجد الذي يخشع فيه قلب الإنسان أكثر وتتوفر الدواعي للخشوع من: وجود إمام يتأثر بقراءته ويتأثر بخُطَبه ويتأثر بمواعظه ويتأثر بتوجيهه فحينئذ يحرص على أن يصلي فيه لأن الله - عز وجل - مقلّب القلوب ويرزق أئمة المساجد القبول فضلا منه - عز وجل - والإخلاص له أثر فقلّ أن يوضع القبول لإنسان في أمر من أمور الدين إلا ووراء ذلك بعد فضل الله سر من الإخلاص. < O:P>

فإذا صلى الإنسان وراء إمام مخلص أو تظهر آثار إخلاصه في انتفاعه بوعظه وانتفاعه بتوجيهه وحبه له وتأثره بنصائحه فهذا لا شك أنه أفضل في حق هذا المكلف لأن المقصود الأعظم هو الخشوع وحضور القلب وهذا أصل معتبر في سماع التلاوة والتأثر بالقرآن وبالمواعظ. < O:P>

وبخلاف الإمام الذي ينفّر الناس وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فقال: ((إن منكم منفرين)). < O:P>

فإذا كان في المسجد له إمام ينفر وأسلوبه ينفّر ولا يحبّب فحينئذ يقدّم غيره عليه لأنه أقرب إلى السنة، واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذه كلها من الأسباب أو الضوابط التي توجب تفضيل مسجد على آخر، وتقديمه على غيره. والله تعالى أعلم < O:P>

س4: فضيلة الشيخ: لي والدان قد يحتاجان إلي أو قد يحتاج أحدهم إلي أن أكون معهم مما يجعلني مترددا هل أعتكف أو أترك الاعتكاف علما بأنني أنوي الاعتكاف في المسجد الحرام وإذا لم يتيسر فإنني سأعتكف في المسجد النبوي أفتوني مأجورين وجزاكم الله كل خير؟ < O:P>

أخي في الله أوصيك أن تبر والديك وأن تقدم بر والديك على الاعتكاف وعلى سائر النوافل لأن الله وصّاك من فوق سبع سماوات بوالديك خيرا وأمرك سبحانه أن تحسن إلى والديك. < O:P>

وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن برّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله -عز وجل - وذلك بعد حقّه؛ ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه - أنه قال: ((سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله - تعالى -؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله)). < O:P>

فالزم رجل والدتك، والزم رجل والديك؛ فإن الجنة ثَمّ. قال: ((يا رسول الله أقبلت من اليمن أبايعك على الهجرة والجهاد وتركت أبوايا يبكيان؟ قال: أتريد الجنة؟ قال: نعم. قال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما وأحسن إليهما ولك الجنة)) < O:P>

وفي الحديث الآخر: ((تركه أمه تبكي. فقال: ارجع إليها فالزم رجلها فإن الجنة ثَمّ)) أي هناك. < O:P>

فأوصيك بوالديك خيرا والله فرض عليك برّ الوالدين ولم يفرض عليك الاعتكاف واعلم أنك لم توفق في اعتكافك ولا في أي طاعة من القربات النافلة إلا بعد أداء حق الله في الفرائض فالتمس رضا والديك واتق الله - تعالى - في والديك خاصة بعد كِبَرهما وضعفهما وشدة حاجتهما إليك فارحم ذلك الضعف لعل الله أن يرحمك في الدنيا والآخرة وأحسن إليهما لعل الله أن يحسن إليك في الدنيا والآخرة. < O:P>

فأوصيك أن تبدأ بوالديك ولو علمت أن والديك يأذنان لك ولكن مجاملة لك وفي الحقيقة يحتاجان إليك فقدّم برهما ولو أذن لك الوالدان وتعلم أنّك لو جلست معهما تصيب فضائل من برّهما وصلة الرحم فيهما فإنك تقدّم ما عندهما من الفضائل التي هي مقدمة على الاعتكاف أصلا ولهذا أقول لك: الزم والديك وبر والديك واعلم أنهما أمانة في عنقك. < O:P>

فبر الوالدين أمانة وبالأخص برّ الوالدة وبالأخص في الأحوال الشديدة عند المرض وكبر السِّن انظر كيف يوصي الله عباده ويذكّرهم بالوالدين، فيختار حالة الضعف: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} رب ارحم والدين كما ربونا صغارا فأحسن إلى والديك وقدم برّهما على النوافل.والله تعالى أعلم. < O:P>

س5: فضيلة الشيخ: إذا أرادت المرأة الاعتكاف هل يشترط إذن زوجها لها. وجزاكم الله خيرا؟ < O:P>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير