تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا من الشروط الخاصة والاعتكاف على صورتين: < O:P>

الصورة الأولى: إذا كان من المرأة إما أن يكون نافلة فيجب عليها أن تستأذن زوجها ففي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا استأذنت امرأة أحدكم المسجد فليأذن لها)). < O:P>

وهذا يدل على أن المرأة لا تخرج إلا بإذن زوجها وإذا ثبت هذا فإن له الحق أن يمنعها وأن يأمرها أن تلزم البيت إذا كان عندها أطفال أو هو محتاج إليها أو يخاف الفتنة إذا غابت عنه أو نحو ذلك مما يرى أن الأفضل فيه أن تبقى وعلى المرأة أن تعلم أنها لو أرادت الاعتكاف ومنعها زوجها أنه يكتب لها الأجر كاملا لأنه حبسها العذر الشرعي. < O:P>

أما إذا كان الاعتكاف واجبا على المرأة كأن يكون نذرا فإنه لا يجب استئذان الزوج وتعتكف بدون إذنه كما هو الأصل المقرر في التفريق بين الواجبات وغير الواجبات في مسائل الإذن. والله تعالى أعلم. < O:P>

س6: فضيلة الشيخ: يوجد في حيِّنا مسجد صغير يصلى فيه الصلوات الخمس ولكن لا تصلى فيه الجمعة. في الحقيقة هذا المسجد أخشع فيه أكثر من غيره وأجد أنني أقوى على الإخلاص لعدم وجود الناس فيه إضافة إلى الهدوء وعدم التشويش فهل اعتكافي فيه أفضل أم المسجد النبوي أفضل. وجزاكم الله كل خير؟ < O:P>

لا شك أن الاعتكاف في المسجد النبوي أفضل والخشوع أمر يتهيأ للإنسان بتوفيق الله - تعالى- ثم بالأخذ بالأسباب ومن هيّأ نفسه للخشوع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه سيجد بركة ذلك وخير ذلك أكثر من غيره. < O:P>

ومن هنا تقدم المسجد النبوي لفضيلة الصلاة فيه ولأنه أقدم ولأن الخشوع أمر تستطيع أن تحصّله بتهيؤ الأسباب وكثير من الناس إلا من رحم الله يهيّئ لنفسه فوات الخشوع لكنه لو هيّأ لنفسه طلب الخشوع وتعاطى الأسباب في ذلك فإن الله سيعينه وسيمده بتوفيقه وتأييده - عز وجل - لأن الله وعد كل من طلب الحسنى أن ييسّر له ذلك وأن يسهّل له ذلك ومن طلب مرضات الله فإنه لا يزال له معينا وظهيرا من الله - تعالى - ومن صدق مع الله صدق الله معه فاخرج إلى مسجد نبيّك - صلى الله عليه وسلم - واقصد وجه الله والتمس مرضات الله - تعالى - واصدق مع الله فإن الله يصدقك. < O:P>

خذ بالأسباب التي تعينك على الخشوع ما الذي جعلك تخشع في مسجدك ولا تخشع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! أليس ربك الذي تعبده هنا هو الذي تعبده هناك وتعبده في كل مكان؟! إذا فالمسألة قد يكون فيها شيء نفسي وما عليك من الناس وما عليك من المقبل والمدبروالذاهب والآتي ليس عليك إذا سكنت خشية الله في قلبك وامتلأ قلبك بتعظيم الله - تعالى - من عظم الله؛ احتقر ما سواه ومن كان مع الله؛ كان الله - تعالى - معه، فأخلص لله - عز وجل- فإن الله يعينك ويسددك ويوفقك ستجد الإخلاص في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وستجد الخشوع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل وأتم وأبرك من غيره. ونسأل الله أن يعينك على ذلك والله تعالى أعلم. < O:P>

س7: فضيلة الشيخ: الاعتكاف مدرسة إيمانية شرعها الله - تعالى - وهي معينة على الطاعة والخير والبر فما هي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المعتكف فيما بينه وبين الله تعالى وفيما بينه وبين نفسه، وفيما بينه وبين الناس. وجزاكم الله كل خير؟ < O:P>

هذه المسألة لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها كاملة: الأدب مع الله، والأدب مع النفس، وأدب المعتكف مع الناس، لو جلسنا إلى الفجر ما استوفينا شيئا من ذلك حقه وقدره لكن ننبه على بعض الأمور المهمة: < O:P>

الأدب فيما بينك وبين الله: < O:P>

أول ما يفكر فيها المعتكف أن يعلم علم اليقين أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وأن الله ينظر إلى قلبه وأنه لا يعطيه من قوله وعمله إلا ما أراد به وجه الله - تعالى - فيخرج من بيته حينما يخرج وليس في قلبه إلا الله ويتمنى في قرارة قلبه أنه لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يعلم أحد أنه اعتكف لأنه يحب أن عمله بينه وبين الله - تعالى -. < O:P>

فالمعتكف إذا أراد أن يتأدب مع الله ابتدأ بالإخلاص الذي هو أساس القبول وأساس التوفيق، ومحور المعونة على الطاعة والبر. < O:P>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير