تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأوصيك بوالديك خيرا والله فرض عليك برّ الوالدين ولم يفرض عليك الاعتكاف واعلم أنك لم توفق في اعتكافك ولا في أي طاعة من القربات النافلة إلا بعد أداء حق الله في الفرائض فالتمس رضا والديك واتق الله - تعالى - في والديك خاصة بعد كِبَرهما وضعفهما وشدة حاجتهما إليك فارحم ذلك الضعف لعل الله أن يرحمك في الدنيا والآخرة وأحسن إليهما لعل الله أن يحسن إليك في الدنيا والآخرة.

فأوصيك أن تبدأ بوالديك ولو علمت أن والديك يأذنان لك ولكن مجاملة لك وفي الحقيقة يحتاجان إليك فقدّم برهما ولو أذن لك الوالدان وتعلم أنّك لو جلست معهما تصيب فضائل من برّهما وصلة الرحم فيهما فإنك تقدّم ما عندهما من الفضائل التي هي مقدمة على الاعتكاف أصلا ولهذا أقول لك: الزم والديك وبر والديك واعلم أنهما أمانة في عنقك.

فبر الوالدين أمانة وبالأخص برّ الوالدة وبالأخص في الأحوال الشديدة عند المرض وكبر السِّن انظر كيف يوصي الله عباده ويذكّرهم بالوالدين، فيختار حالة الضعف: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} رب ارحم والدين كما ربونا صغارا فأحسن إلى والديك وقدم برّهما على النوافل.والله تعالى أعلم.

س5: فضيلة الشيخ: إذا أرادت المرأة الاعتكاف هل يشترط إذن زوجها لها. وجزاكم الله خيرا؟

هذا من الشروط الخاصة والاعتكاف على صورتين:

الصورة الأولى: إذا كان من المرأة إما أن يكون نافلة فيجب عليها أن تستأذن زوجها ففي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا استأذنت امرأة أحدكم المسجد فليأذن لها)).

وهذا يدل على أن المرأة لا تخرج إلا بإذن زوجها وإذا ثبت هذا فإن له الحق أن يمنعها وأن يأمرها أن تلزم البيت إذا كان عندها أطفال أو هو محتاج إليها أو يخاف الفتنة إذا غابت عنه أو نحو ذلك مما يرى أن الأفضل فيه أن تبقى وعلى المرأة أن تعلم أنها لو أرادت الاعتكاف ومنعها زوجها أنه يكتب لها الأجر كاملا لأنه حبسها العذر الشرعي.

أما إذا كان الاعتكاف واجبا على المرأة كأن يكون نذرا فإنه لا يجب استئذان الزوج وتعتكف بدون إذنه كما هو الأصل المقرر في التفريق بين الواجبات وغير الواجبات في مسائل الإذن. والله تعالى أعلم.

س6: فضيلة الشيخ: يوجد في حيِّنا مسجد صغير يصلى فيه الصلوات الخمس ولكن لا تصلى فيه الجمعة. في الحقيقة هذا المسجد أخشع فيه أكثر من غيره وأجد أنني أقوى على الإخلاص لعدم وجود الناس فيه إضافة إلى الهدوء وعدم التشويش فهل اعتكافي فيه أفضل أم المسجد النبوي أفضل. وجزاكم الله كل خير؟

لا شك أن الاعتكاف في المسجد النبوي أفضل والخشوع أمر يتهيأ للإنسان بتوفيق الله - تعالى- ثم بالأخذ بالأسباب ومن هيّأ نفسه للخشوع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه سيجد بركة ذلك وخير ذلك أكثر من غيره.

ومن هنا تقدم المسجد النبوي لفضيلة الصلاة فيه ولأنه أقدم ولأن الخشوع أمر تستطيع أن تحصّله بتهيؤ الأسباب وكثير من الناس إلا من رحم الله يهيّئ لنفسه فوات الخشوع لكنه لو هيّأ لنفسه طلب الخشوع وتعاطى الأسباب في ذلك فإن الله سيعينه وسيمده بتوفيقه وتأييده - عز وجل - لأن الله وعد كل من طلب الحسنى أن ييسّر له ذلك وأن يسهّل له ذلك ومن طلب مرضات الله فإنه لا يزال له معينا وظهيرا من الله - تعالى - ومن صدق مع الله صدق الله معه فاخرج إلى مسجد نبيّك - صلى الله عليه وسلم - واقصد وجه الله والتمس مرضات الله - تعالى - واصدق مع الله فإن الله يصدقك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير