تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خذ بالأسباب التي تعينك على الخشوع ما الذي جعلك تخشع في مسجدك ولا تخشع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! أليس ربك الذي تعبده هنا هو الذي تعبده هناك وتعبده في كل مكان؟! إذا فالمسألة قد يكون فيها شيء نفسي وما عليك من الناس وما عليك من المقبل والمدبروالذاهب والآتي ليس عليك إذا سكنت خشية الله في قلبك وامتلأ قلبك بتعظيم الله - تعالى - من عظم الله؛ احتقر ما سواه ومن كان مع الله؛ كان الله - تعالى - معه، فأخلص لله - عز وجل- فإن الله يعينك ويسددك ويوفقك ستجد الإخلاص في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وستجد الخشوع في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل وأتم وأبرك من غيره. ونسأل الله أن يعينك على ذلك والله تعالى أعلم.

س7: فضيلة الشيخ: الاعتكاف مدرسة إيمانية شرعها الله - تعالى - وهي معينة على الطاعة والخير والبر فما هي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المعتكف فيما بينه وبين الله تعالى وفيما بينه وبين نفسه، وفيما بينه وبين الناس. وجزاكم الله كل خير؟

هذه المسألة لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها كاملة: الأدب مع الله، والأدب مع النفس، وأدب المعتكف مع الناس، لو جلسنا إلى الفجر ما استوفينا شيئا من ذلك حقه وقدره لكن ننبه على بعض الأمور المهمة:

الأدب فيما بينك وبين الله:

أول ما يفكر فيها المعتكف أن يعلم علم اليقين أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وأن الله ينظر إلى قلبه وأنه لا يعطيه من قوله وعمله إلا ما أراد به وجه الله - تعالى - فيخرج من بيته حينما يخرج وليس في قلبه إلا الله ويتمنى في قرارة قلبه أنه لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يعلم أحد أنه اعتكف لأنه يحب أن عمله بينه وبين الله - تعالى -.

فالمعتكف إذا أراد أن يتأدب مع الله ابتدأ بالإخلاص الذي هو أساس القبول وأساس التوفيق، ومحور المعونة على الطاعة والبر.

الأمر الثاني: أن يجتهد المعتكف في تحقيق التقوى التي هي الطريق إلى القيام بحقوق العبادات فمن اتقى الله - تعالى - علمه ورزقه فرقانا يفرق به بين الحق والباطل وأقامه على سبيل الهدى، وبيّن له معالم المحبة والرضا فاشتاقت نفسه وتلهفت روحه إلى رحمة الله - تعالى - حتى يسعى لله ولا يسعى لشيء سواه.

فإذا أراد المعتكف أن يكون اعتكافه نقيا لله خالصا لله - تعالى - عليه أن يحصّل التقوى في أقواله وأفعاله وأعماله الظاهرة والباطنة يحرص على هذا الأساس وهو تقوى الله - عز وجل -.

من الأمور التي تعين على الأدب مع الله - تعالى -: المراقبة أن يستشعر في كل دقيقة قبل الساعة وفي كل يوم، وفي كل لحظة أن الله يسمعه ويراه وأنه في بيت من بيوت الله - تعالى- وأن هذا البيت له حرمة فإن هذه المساجد لم تُبنَ إلا لله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}.

فليس الاعتكاف للجلوس مع زيد أو عمرو أو لإضاعة الأوقات في القيل والقال والترهات، يستحي من ربه أن يراه يضيع ساعة في غير ذكر أو شكر فإذا استشعر أن الله يراقبه وأن الله ينظر إليه فإنه ينكسر قلبه لله ويحسن المعاملة مع الله - تعالى - يورث هذا شعورا مع الإنسان يجعل النفس من أقوى النفوس انبعاثا في طاعة الله - تعالى - حينما يستشعر الإنسان أنه ضيفًا على الله وأنه في بيت الله قد دخل هذا البيت مهموما مغموما من الدنيا وخلفها كلها وراء ظهره وأقبل على الله ضيفا عليه يرجو رحمته ويخشى عذابه.

من الأمور التي تعين على الأدب مع الله: استشعار المعتكف في كل لحظة ما كان منه من التقصير في جنب الله - تعالى -.

الذنوب تكسر القلوب لله - تعالى - الذنوب تخشع القلوب لله - عز وجل - الذنوب تعلّم الإنسان حقارته وذلته وفاقته وأنه تحت رحمة الله - تعالى - فإذا دخل إلى الاعتكاف وهو يحس وكأنه أكثر وأعظم من في المسجد ذنبا وأنه تحت رحمة ربه وأنه تحت لطفه وعفوه وبره نادما على ما كان منه من الإساءة والتقصير في جنب الله - تعالى - فيدخل وهو يقول: يا رب لا تحرمني رحمتك وذنوبه بين عينيه كمل أدبه مع الله - تعالى -:

أنا المسيء المذنب الخطاء في توبتي عن حوبتي إبطاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير