تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إياك والغرور كان السلف الصالح – رحمهم الله – يحملون همّ الصواب في الأعمال أول همّ يحملون في العمل أن يعلموا الصواب والحق فإذا علموا الصواب حملوا همّ التوفيق للعمل وكانوا يسألون الله المعونة على الرشد فإذا وفّقوا للعمل بالصواب حملوا همّ الإخلاص فيه فإذا وفّقوا للإخلاص أو وجدوا الإخلاص حملوا همّ إتقانه والقيام به على الوجه الذي يرضي الله فإذا أتموا الأعمال خالصة متقنة إذا بهم يحملون همّ القبول، فتجد الإنسان يخاف من ذنب بينه وبين الله أن يحول بينه وبين القبول.

فإياك والغرور ولذلك قال مطرف بن عبد الله بن الشخّير: ((لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما وأصبح معجبا)).

العجب طريق الحبوط - والعياذ بالله – للأعمال، فمن أصابه العجب فعلى مهلكة فيسأل الله أن يعافيه من هذا البلاء. فإياك والعجب.

أما الأدب مع الناس فجماع الخير كله في تقوى الله - تعالى - ومن اتقى الله فهو المسلم الحق الذي سلم المسلمون من يده ولسانه.

والأدب مع الناس أن تقرأ في كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - من الذي أمرك به تجاه إخوانك المسلمين؟ ومن الذي نهاك عنه؟ فتعطيهم ما تحب أن تعطى وتكف عنهم ما تحب أن يكف عنك وتكون مسلما حقا قد سلم المسلمون من ويده لسانه وزلات جوارحه وأركانه فإذا وفقك الله لهذا فأبشر بخير كثير.

مبادئ معروفة عند المسلمين عرفها الصغار قبل الكبار من حقوق المسلم على أخيه المسلم، هذه حقوق واجبة على المسلم وهو خارج المسجد، ففي داخل المسجد تعلم أنها آكد وأنها أعظم فالله فالله أن ينظر الله إليك أو يسمع منك أذية لمسلم في بيته وفي هذا المكان الذي أذن الله أن يرفع إذا سبّك أحد فلا تسبّه وإذا شتمك فلا تشتمه واتق الله - تعالى - وكفّ لسانك عن أعراض المسلمين لا تغتابهم ولا تلمزهم ولا تتهمهم بالسوء ولا تحملهم على سوء المحامل ولا تجلس في بيت الله - تعالى - تجمع الناس على بغض المسلمين بعضهم لبعض وتؤلّب المسلمين بعضهم على بعض فاتق الله - تعالى - في ذلك أن تحفظ أن حقوق إخوانك المسلمين وأن تعلم علم اليقين أنك ستقف بين يدي ملك الملوك وجبار السماوات والأرض ويحاسبك عن فقير المسلمين كما يحاسبك عن غنيّهم واعلم أن الذي تراه أمامك من الفقراء والضعفاء وممن لا يُؤْبه به من الناس من عامة المسلمين أنه عند الله بمكان ولربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه.

فتحرص أن تكون معتكفا كما ينبغي أن يكون عليه المعكتف في حفظ جوارحك عن أذية المسلمين وصيانة نفسك عن ذلك واعلم أنك لا تستطيع أن تنال ذلك إلا بتوفيق الله - تعالى - فاسأل الله أن يسلّمك وأن يسلم منك واستعذ بالله ولذلك جاء في السنة أنك تستعيذ بالله في دعاء المساء والصباح أن تجر السوء إلى أخيك المسلم تستعيذ بالله أن تعمل سوءا أو تجره إلى أخيك المسلم فتتق الله في إخوانك المسلمين فكيف وأنت في بيوت الله وكيف وأنت في الزمان المفضل والمكان المفضل ونسأل الله بعزته وجلاله العافية وأن يسلمنا وأن يسلم منا فو الله فإنها من أعظم نعم الله ومن أصدق الشواهد على الإيمان في هذا الزمان أن تجد الإنسان عفيف اللسان عن سب الناس وشتمهم ومن أصدق الدلائل على الإيمان الآن أن تجد إنسانا يحترم عامة المسلمين فضلا عن طلاب العلم وعن العلماء فضلا عن أئمة السلف والصالحين من هذه الأمة أن تجدهم معتكفا كما ينبغي فليس الإسلام بالتشهي ولا بالتمني ولا بالدعاوى العريضة وإنما أن تكون مسلما حقا قد سلم المسلمون من يدك ولسانك فإذا فعلت ذلك فقد رحمك الله.

قال الإمام البخاري رحمه الله: ((والله ما اغتبت مسلما منذ أن سمعت الله ينهى عن الغيبة)). فإذا علمت أن الله أعطاك لسانا وأنطقك وأخرس غيرك وأن أخاك المسلم يسألك حقه عندك وهو أن تكف لسانك عنه وأن تكف شرك عنه وتلك صدقة من الصدقات فإذا لزمت المساجد معتكفا تحفظ لسانك عن أذية المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير