تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الصور التي تخالف هذا الأدب: أنك تجد الشخص يحجز مكانا في الصف الأول أو في أماكن معينة، فيأتي ضعيف من المسلمين ويجلس فيأتي ويلكزه أو يضربه أو يسبه ويشتمه في بيت الله - تعالى - ولربما يكون في حال الصوم ولربما يؤذيه ولربما يتهمه بالسوء فهذا كله من التهتك في حرمات الله - تعالى - والتساهل في حدود الله لقد أصبحت أعراض المسلمين رخيصة عند الناس ولكنها غالية عند رب الجِنّة والناس ولينصبن للناس ميزان لا يضيع فيه مثقال خردلة من حقوق الناس ومظالمهم وليعلمن هؤلاء الذين يرتعون في أعراض المسلمين ويؤذونهم خاصة في حال اعتكافهم ولزومهم لبيت الله - تعالى - أي ذنب أصابوه وأي خير ضيعوه على أنفسهم فنحن نشدد في هذه الأمور لأن الناس أصبح عندهم تساهل في هذه الأشياء إلا من رحم الله ونسأل الله السلامة والعافية. والله تعالى أعلم.

س8: أيهما أفضل للمعتكف في مكة كثرة الطواف أو كثرة الصلاة مع الدليل. وجزاك الله كل خير؟

اختار بعض العلماء والأئمة - رحمهم الله - أن الأفضل كثرة الطواف وذلك لأن الله تعالى يقول: {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

فقدم الطواف على الصلاة {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.

فهذا يدل على فضل الطواف ولأن الطواف فيه صلاة لأن كل أسبوع فيه الركعتان،كما هي السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالأفضل كثرة الطواف وإذا ازدحم المطاف وخاف أن يضيق المعتمرين والغرباء ونوى في قرارة قلبه التوسعة عليهم فهو على خير وأجر وهو مذهب بعض السلف كان الإمام مالك - رحمه الله - يقول: أستحب لأهل المدينة إذا كان موسم حج أن يتأخروا عن الروضة ويتركوها للزائر والقادم رفقا للغريب فهذا اختيار بعض السلف - رحمهم الله - أما الأفضل فهو الإكثار من الطواف لما فيه من الفضائل التي ذكرناها. والله تعالى أعلم.

س9: إذا كان اعتكافي في الصفوف الأولى يحصل معه إزعاج وتشويش واعتكافي في الصفوف المتأخرة أكثر خشوعا فأيهما يقدم. وجزاكم الله كل خير؟

الاعتكاف في الصفوف الأولى لأنه أكثر إزعاج لك، وأكثر تشويش وهو أعظم أجر لك! هذا الضيق وهذا التشويش هو الذي إذا صبرت عليه نلت الجنة وهو الذي إذا جاهدت كنت من المحسنين فاصبر رحمك الله على الصفوف الأول وزاحم الناس في بلوغ المراتب العلى من جنة الله - تعالى - لا يعدل الصف الأول شيء في المسجد لأن الصف الأول رغّب فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولذلك فضيلة الصف الأول في الصلاة مقدمة على غيره.

وأما في غير الصلاة تجتهد أما في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فالصف الأول أفضل في الفريضة وحال الصلاة وأما الروضة فهي أفضل ما في المسجد في غير وقت الفريضة وكان الصف الأول على زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الروضة والروضة هي أفضل ما في المسجد لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)).

وهذا يدل على حرص الشرع على ترغيب الناس على طاعة الله - تعالى - فيها. والله تعالى أعلم.

س10: لو اشترط المعتكف أن يخرج لتشييع جنائز أو عيادة مريض من قرابته فهل شرطه صحيح وله الحق في الخروج أم لا؟ وهل خروجه لهذه الأشياء منافية للاعتكاف. أفتونا مأجورين؟

مسألة الاشتراط في الاعتكاف فيها خلاف بين العلماء - رحمهم الله - على القول الذي يقول بالجوازوهو مبني على القياس لأنهم قاسوا الاعتكاف على الحج وهذا في النفس منه شيء لكن على مذهب من يقول قول مرجوح أنه يجوز الاشتراط فإنه إذا اشترط هذا يخرج لتشييع الجنائز وعيادة المرضى لكن يفصل فيه: إذا قيد لا يخرج إلا بالمقيد، فلو قال: مثلا أعود قرابتي إذا مرضوا لا يخرج لمريض من غير قرابته لأنه قيد.

أما إذا أطلق فإنه يخرج لكل مريض يعوده وهكذا بالنسبة لتشييع الجنائزفإنه إذا قيّد يكون شرطه مقيدا وإذا أطلق يكون شرطه مطلقا. والله تعالى أعلم.

هل هذه الأفعال تقطع الاعتكاف؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير