الأول: المدرب، فإن المدربَ إذا كان متمكناً من المادة التي يوصلها للمتدربين، و ضابطاً لأصولها و تقنياتها، و مجيداً لطرحها بأسلوب مقنع واقعي، كان أثرها كبيراً، و أغلبُ المشكلة تكون من بعضِ المدربين الذين لم يأخذوا إلا شيئاً من الشهادات، و لم يقوموا بالتطبيق لما تعلموه، و خرجوا بنتائجَ مفيدة، فأحسن اختيار المدرب تتقن التجرب.
الثاني: الدورة ذاتها، فإن الدورات مختلفة، و لكل صنفٍ من الناسِ ما يليقُ بمقامه، و من دخلَ دورةً لا تتناسبُ مع عقله و تفكيره كانت النتيجةُ سلبية عليه، و البدايات معراج النهايات.
فإن من الدورات ما يكون موجهاً للعقلِ و إدارته و ضبط تحركه، كالمنطقِ تماماً في ترتيب الأفكار العقلية.
و منها ما يكون موجهاً لسلوك المرءِ و تعاملاته مع ذاته و مع الناسِ، و يُدرج فيها أساليب مراعاة نفوسِ الناس، و استقطاب و استجلابِ مودتهم.
و منها ما يكون موظفاً في أمور حياتية منوعة.
فكلُّ و حسب اهتمامه.
الثالث: المتدرب، فإن المتدربَ يحتاجُ إلى أمورٍ تجاه هذه الدورات:
أولها: أن يكون لديه قناعةٌ بجدوى هذه الدورات، مثلها كمثلِ أي علمٍ يُدرَس، و أقلُّ ما يجبُ أن أن يكون لديه قابليةٌ للاقتناعِ بجدواها، و أما إن كان داخلاً لها و هو ليس على شيءٍ من ذلك فلن ينتفعَ و لوة كان جبلاً راسياً، لأن القناعات أساسٌ في تجارب الحياة.
و أكثر مَن ذمَّ هم من هذا الصنف، و هم شذاذٌ من القبائل، و الشاذُّ لا حكم له، و مصادمة التيارِ انهيار.
ثانيها: أن يختارَ الدورةَ التي تفيده و تنفعه، و لابد من أن يسألَ عنها حتى يكون مستوعباً أطرافها، و يسأل من حضرَها سؤال متعلمٍ لا سؤال متعنِّتٍ، و إذا دخل دورةً لا تناسبه فهو هاوءٍ بنفسه نحو خطئية كبيرة في تجارب حياته.
ثالثها: حُسن اختيار المدرب، فهم على أنواعٍ عدة:
1_ مدربٌ يحملَ همَّ علمٍ تعلمه، و يحبُّ أن يوصلَه لأكبر قدرٍ من الناس، صادقاً في ذلك بجدٍ، و هم ندرةٌ و للأسف، و لكن لن يعدُم الصادقُ إن جدَّ.
2_ مدربٌ همه جمع مالٍ من المتدربين، و غايةُ صلته بهم آخرُ الدورة، و بعدها كأن لم تكن بينه و بينهم مودة، و هؤلاءِ كثُرٌ لا كثَّر الله سوادهم، فلا يحرصون على بذلِ حقائق و جدوى العلوم التي حصلوها.
3_ مدربٌ تخصَّصَ في جانبٍ واحد، و نفع الله به، كما هو حال أستاذنا الدكتور: يحيى الغوثاني، في إقامته لدورة " أفكار إبداعية لحفظ القرآن الكريم " و التي قارب عدد مراتِ إلقائها في العالم (120) دورة، و كم انتفع بها أقوام تحلوا بالصدقِ و لبسوا ثياب الجد.
و أنواعٌ غيرهم كثير، فمنْ نقَّبَ في أحوالِهم عرفَ ما هم عليه.
و بالجملةِ فإنَّ هذه الدورات الناسُ فيها على أقسام:
الأول: مؤيدٌ، و هو الذي جرَّبَ و عرفَ، و أدرك بعضَ فوائدها، و راعى: المدربَ، و الدورةَ، و حالَه تجاهها.
الثاني: عكسُ الأولِ تماماً، و علاجه أن يسلكَ دربها بمسلك الأول.
الثالث: محايد، و هو كلُّ من توقفَ لتعارضِ الموقفين لديه، و حاله أن يكون سائلاً مستفسراً ليصل إلى برِّ القرار.
و دمتم بخيرِ حال.
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 03:10 م]ـ
لقد كتبت يا ذا المعالي فأبدعت وأنصفت
وقسمت وفصفصت القضية بنظر العالم العاقل الواعي المدرك
وأتيت بكلام والله أشبه بالدرر
وما أراك إلا من المجربين المتمرسين
وأتفق معاك في كل كلمة قلتها
ولكن يبدو أن هناك مبالغات تحتاج إلى تمحيص
ولقد تتتبعت الدورات التي يقدمها المقرئ الشيخ الدكتور الغوثاني من خلال موقعه فوجدته معتدلا منصفا بعيدا كل البعد عن هذه المبالغات ...
والكلام الذي يقوله منطقي ومقبول لذي عينين منصفتين
وكما علمت ان العلماء شهدوا له بالتخصص الدقيق في التعليم والقراءات وتحفيظ القرآن وكما شهدت به حضرتك فقد قلت فيه كلمة دقيقة ومنصفة شكر الله لك ولافض فوك
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[01 - 12 - 06, 11:01 ص]ـ
سامحكم الله إخوانى الاعزاء,
لقد ضاع من وقتى الكثير فى قراءة ما كتبه الاخوة من ردود على الاخ أبى داود ومؤيديه,
ومن الواضح ان جل من تكلم من المعارضين على قليل دراية بالامر.,من حيث نوعية الدورات
ونوعية المتقدمين إليها, وأهدافها ,
فأقول مستعينا بالله وحده لاشريك له ,
¥