تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه يمكنه تقبل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات التدريسية التعليمية التي تعرضه لمشكلات تستثير و تتحدى قدراته العقلية، وبدون توافر هذه القدرات تصبح مشاركة المتعلم وانغماسه في العملية الإبداعية أمرا مشكوكا فيه.

مفهوم الإبداع:

تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى الطلاب المبدعين، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية، ومن خلال مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:

1 - مفهوم الشخص بناء على سمات الشخص المبدع

هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير.

2 - مفهوم الإبداع على أساس الإنتاج

قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة

التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابات لمشكلة أو موقف مثير. وهكذا يعبر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شئ جديد، أو التفكير المغامر، أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شئ جديد سواء كان فكرة أو اكتشافا أو اختراعا بحيث يكون أصيلا وحديثا، ويؤكد بعض المربين على الفائدة شرط أساسي في التفكير والانتاج الإبداعي، وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن.

3 - مفهوم الإبداع على أنه عملية

الإبداع هو عملية يصبح فيها المتعلم حساسا للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض.

4 - مفهوم الإبداع بناء على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة

يقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية، وتقسم هذه الظروف لإلى قسمين هما:

أ - ظروف عامة:

ترتبط بالمجتمع وثقافته، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد، وتقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها وبالتالي تشجع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية والأدبية ..

ب – ظروف خاصة:

وترتبط بالمعلمين والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.

خصائص الإبداع ومكوناته:

يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:

أولآ: الطلاقة

تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات. وعليه كلما كان المتعلم قادرا على إنتاج عدد من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت في الطلاقة أكثر.

وتقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:

1 - سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء – جراء ….) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة - ملعب – حكم ……).

2 - تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة …… الخ.

3 - القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة … .. الخ

4 - القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.

ثانيا: المرونة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير