تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفا ما أو وجهة نظر عقلية معينة.
ومن أشكال المرونة التكيفية، المرونة التلقائية، ومرونة إعادة التعريف أو التخلي عن مفهوم أو علاقة قديمة لمعالجة مشكلة جديدة، ومن الأمثلة عليها:اكتب مقالا قصيرا لا يحتوي على أي فعل ماضي، فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصممها لوزن الأشياء الخفيفة جدا.
فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضروريا.
ثالثا: الأصالة
يقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم، أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.
تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
1 - الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.
2 - الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصيا كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة. وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
أ - كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تعتبر أفكارا مقبولة لمشاكل محددة مثيرة.
ب - اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون دراميا أو فكاهيا. ويطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.
رابعا: التفاصيل (الإكمال)
يقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلا أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسما أو مخططا بسيطا لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عمليا.
وقد أشارت الملاحظات في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعا يميلون إلى زيادة الكثير من التفاصيل غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم.
معوقات العملية الإبداعية
الإبداع كلمة محبوبة إلى معظم الناس، فنحن نؤمن إيمانا كاملا بأهميتها، وأهمية تعلمها والعمل بها، بل وتصل بنا الرغبة في احتكارها وإحكام السيطرة عليها. وعلى الرغم من ذلك نجد أنفسنا غير قادرين على ذلك، فيعمد البعض أن يسأل عن أسباب عدم قدرتنا على الإبداع، و لذا نجد أنفسنا بحاجة على أن نتعرف على تلك الأسباب ولعل أهمها:
1 - حصر معنى أو تفسير لغوي واحد لمفهوم واحد: إن حصر المفاهيم ضمن معنى واحد يسبب محدودية لإدراكات ومفاهيم المرء نحو ما حواه بالبيئة ومنها المفاهيم اللغوية، ومن أمثلتها ذلك أن يعمد المرء إلى وضع معنى واحد باللغة العربية لكل مفردة باللغة الإنجليزية، وهذا خطأ فادح يقع فيه أبناؤنا الطلبة حيث إنه قد يحد من حلاوة اللغة العربية والأجنبية أيضا.
2 - عدم القدرة على تشخيص المشكلة:يشكو معظم الناس من مشكلات تواجههم في الحياة، بيد أن معظمهم لا يستطيع أن يشخص المشكلة الرئيسية من سمات المشكلة أو المواصفات الجانبية التابعة لها. كأن يشكو المتعلم من عدم معرفته لجدول الضرب وفي الحقيقة تكون المشكلة في عمليات الجمع.
3 - محدودية الخبرة: إن محدودية خبرة المرء تجعله لا يرى المشكلة إلا من زاوية واحدة، وفي معظم الأحيان حسب ما تقع عليه عيناه فقط، لذا قد يخطئ المرء في تقديراته.
¥