تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحين قامت ثورة الثالث والعشرين من تموز/يوليو في مصر وأيقظت جذوة وحدة العرب من المحيط إلى الخليج، تنبّهت القوى الصهيونية والامبريالية إلى أن الخطر ما زال قائماً، فبدأت هذه القوى، بعد انتقال القيادة العالمية من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية، بإتّباع سياسة جديدة لإضعاف العرب واللغة العربية. وتمثّلت هذه السياسةبالتالي:

ـ بدء العمل على برنامج جديد يتبنّى النخب المحلية المعادية المنسلخة من جذورها في المشرق والمغرب. كما استخدام سلاح الطائفية والجهوية لشق المجتمع العربي إلى طوائف وإثنيّات وقوميّات (ما يحدث في العراق مثال واضح). ذلك أنّ الانتماء للحضارة الإسلاميّة – العربية والتمسّك باللغة العربية هو ما يجمع الشيعة والسنّة، والعرب والعجم، والمسلمين والمسيحيين، ولكن يُراد من وراء الطائفية والجهويّة وانفراط عقد اللغة العربية الجامعة الدفع باتجاه المزيد من تفتيت الوضع العربي ليصبح فسيفسائيّاً بحسب التوصيف الصهيوني المزعوم.

ـ ومع قيام حركات الاستقلال عن الاستعمار الغربي، أخذت تبرز الهيئات المعنية باللغة ومنها المجامع والمجلات والمعاجم الجديدة، وهو ما كان قد بدأ في عهد محمد علي باشا. ولكن إلى جانب ذلك أخذ يبرز تيار محلي يعمل على جبهتين:

الأولى: اعتبار اللغة العربية جامدة وميتة.

الثانية: تكريس أهمية اللغات الأجنبية والدعوة إلى تعليمها وتعلمها والحديث عن مزاياها مثل المرونة والغنى ولغة المدنية والتكنولوجيا، وكل ذلك لصرف اهتمام العرب عن العربية.

فكيف نواجه إذن هذا التيّار إن لم نواجه مشكلة تدهور وضع اللغة العربية؟ هذا الأمر يتطلب أن تُبذل جهودٌ كبيرة، منها على سبيل المثال:


ـ مطالبة وزارات التربية والتعليم العربية والجامعات ومراكز الأبحاث بوضع تصوّر للتحدّيات التي تواجه اللغة العربية واقتراح برامج لحلّها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير