لغتنا العربية مازالت هي اللغة القوية التي تفرض نفسها في المناسبات. والسبب أنّها وبلا منازع تستميل القلوب والآذان الواعية الحيّة. وقد يقول قائل أو لست في عالمنا الذي استبدل اللغة الجميلة بلغة مشوهة؟ أم أنّ عينيك ما زالتا متعلقتان بمعلقات الزمن الغابر، فلا ترين التغير الذي يكاد يكتسح كل ما هو جميل! مهلا مهلا أيّها الصوت القادم من ... فلا زال حقلنا يحتضن بذورا تحتاج من يسقيها، فمن سيسقي هذه البذور؟ نعم هو أنت أيّها المعلم، بيدك أن تعيد للغة اعتبارها. لا تسخر مني أيّها المعلم، لا تسخر مني، فسخريتك هذه هي العتبة التي لمحتها غربان التغريب فوطئتها وارتقت عاليا لتدوي بحشرجة ممقوتة هذا ليس زمن اللغة الفصحى، وليس هو زمن تمجيد العربية، معللة ذالك بأن عصرنا هو عصر لا تغني فيه تعلم العربية واستخدامها ولاتسمن من جوع.
أعود مرة أخرى فأقول: لغتنا الجميلة وببساطة تحتاج إلى إعادة الاعتبار. ممّن؟ الإجابة وببساطة تحتاج رد الاعتبار منك أنت أيّها المعلم. ثقتك بأهمية لغتك واعتزازك بها، والإيمان بأنك قادر على إحداث التغيير هو من سيعيد النصاب إلى مكانه. تعال معي أضرب لك مثالا بسيطا. انظر إلى معلمي اللغة الإنجليزية، كم هم واثقون ومحبون لمادتهم، وانظر لشدة تعلقهم بها إنهم لا يتحدثون حتى في فترة الاستراحة إلا باللغة الإنجليزية والعجيب أنهم يجبرون معلمي المواد الأخرى على التحدث معهم باللغة الانجليزية،ولو من باب السخرية، و النتيجة أنهم قد أجبروهم على التحدث بلغة هم يسعون لتطبيقها خارج الفصل مع طلابهم ومع باقي المعلمون. وهذا ما أتمنى أن أراه. أن نفرض التحدث بالعربية مع جميع المحيطين بنا في المدرسة من طلاب ومعلمين وعاملين.
لم لا نجرب ذلك أسبوعا، ثم نزيد الفترة شيئا فشيئا ونخلص إلى أن نكون حقا نستحق أن نحمل شرف حمل تعليم اللغة العربية. فنكون بذلك قد ارتقينا بلغة الطالب والمعلم معا. كل ما نحتاجه هو قليلا من الشجاعة والجرأة وسعة الصدر للتعليقات. نبدأها كلعبة تعليمية نستمتع بها خاصة عندما نحتار في استعاضة كلمة عامية بأخرى فصيحة فنستفيد من بعضنا البعض. مشروع لنحاول تطبيقه خلال الأيام المتبقية من الفصل الأول. من يدري ربما تنجح التجربة.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 10:08 م]ـ
ممتاز دلمونية ولكن أين هم المعلمين الذين يغيرون على لغتهم للأسف قلة إلا ما رحم ربى ولكن هناك أمل كبير فى التغيير قال تعالى "حتى يغيروا ما بأنفسهم" يجب أن نغير من أنفسنا أولاً حتى يعم التغيير ولكن يجب أن يخطى كل مُعلم منَا هذه الخطوة حتى نصل إلى المراد ...
فهل من معتبر؟؟!!!!! فهل من معتبر.!! فهل من معتبر!! ....
ـ[رسالة]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 03:38 م]ـ
" لن استسلم " كان هذا شعاري اليوم وأنا أبدأ بتنفيذ فكرتي، أما دافعي فكان وقفة تدبر في قوله تعالى " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
نعم كان اليوم بالنسبة لي يوما مميزا، نعم ما توقعته حدث تعليق هنا، ونظرة هنا، وابتسامة تختفي وراء نظرة توحي بأن ما أقوم به لن ينجح، أو بالأحرى لن يجد صداه، وأنني سأنهزم آخر النهار.
نتائج هذا اليوم هي كالتالي: أولا خرجت بتساؤل البعض حول سبب اهتمامي بالتحدث باللغة الفصحى فجأة، وأعطيت مبرراتي. ثانيا: خرجت بتفاعل البعض ولو من باب المزاح.
ثالثا: خرجت بواحدة تبنت الفكرة تطبيقا معي وبتلقائية - رغم أنها لو تعلمون " معلمة تربية موسيقية - لله درها من معلمة - انطلق اللسان وأنا أتحدث معها. رابعا: خرجت بنتيجة محزنة جدا تؤكد أن سبب ضعف اللغة العربية عند طلابنا هم معلمو اللغة العربية أنفسهم، حيث كانوا أول المثبطين للفكرة وهي في طور المهد، وبدلا من الدعم وجدت عدم الاستجابة. لا لشيء إلا الخجل من استخدامها.
أخيرا: كنت سعيدة في أخر اليوم لأنني لم استسلم، واستمتعت وأنا استخدمها في أحاديثي العادية " طبعا كانت لي لحظات نسيان ".
والعبرة في استمرار تطبيق الفكرة ..
ـ[أبو لين]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 01:36 ص]ـ
جميلة هذه الهمّة العالية لديكِ أختنا دلمونة زادك الله حرصا على لغة القرآن , وننتظر تفاعلك في الموضوعات الأخرى فقد أثرانا حديثك.
ـ[ضيفي فوضيل]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 01:03 م]ـ
معلم اللغة العربية جزء هام في العملية التعليمية الهادفة إلى ترقية اللغة العربية وإعادة مجدها القديم.
غير أنه ليس الركيزة الوحيدة ولا الأولى في العلميلة فقبل إعداد معلم اللغة العربية مثل هذا الإعداد هناك الكثيرمما ينبغي إعداده في المجتمع.
ومن ذلك مثلا إصلاح منظومة الإشهار والإعلانات في البلاد العربية بدأ بإشارات المرور وانتهاء بلافتات بنايات الحكومات وقصور الرؤساء والملوك.
ومن ذلك مثلا مراجعة أمر المفاهيم الخاطئة التي تسللت إلى أمتنا ومنها على سبيل المثال اختيار أسماء أبنائنا وبناتنا فمن أين جاءت نيفين وكارولين وليندة وفيفيان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن ذلك مثلا القول للمسؤولين وفي بعض الأحيان رؤساء الدول العربية أنهم عندما يتحدثون إلى شعوبهم عليهم أن يتحدثوا بالعربية فهي لغة جميلة وجذابة ويمكن لعامة الشعب أن يفهما بينما لا يفهم لغة ميشال بكل أنواعها إلا القلة القليلة من أبناء هذه الأمة.
ومن ذلك مثلا ................................
الكثير مما يجب أن يصلح أمره في هذه البلاد الطويلة العريضة قبل أن يكون لمعلم اللغة العربية حتى وإن كان بالمستوى الذي يريده الأستاذ الكريم أبو إسكندر أن يكون به تأثير وصوت مسموع.
كل شيء ضد اللغة العربية في هذه الأمة فماذا يمكن لمعلم اللغة العربية فعله أمام هذا الكل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
¥