وقال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} [16] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn16) ونظائر ذلك كثيرة في القرآن. [17] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn17)
هذه بعض القواعد التي ترد أصل المتكلمين في قانون الرازي الذي يقدم فيه العقل عل الشرع:
القاعدة الأولى:
الثقة المطلقة، بكتاب الله تعالى، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاعتقاد الجازم أن فيهما الهدى والرشاد، وأن في الخروج عنهما البغي والضلال.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ففي الجملة النصوص الثابتة في الكتاب والسنة لا يعارضها معقول قط، ولا يعارضها إلا ما فيه اشتباه واضطراب، وما علم أنه حق لا يعارضه ما فيه اضطراب واشتباه لم يعلم أنه حق.بل نقول قولا ً عاما ً كليا ً: إن النصوص الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعارضها قط صريح معقول، فضلا ً عن أن يكون مقدما ً عليها، وإنما الذي يعارضها شبه وخيالات مبناها على متشابهة وألفاظ مجملة. [18] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn18)
القاعدة الثانية:
الإيمان الحق يستلزم التسليم المطلق لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم. [19] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn19)
فيجب التسليم المطلق وأن لا يعارض الشرع برأي ولا هوى، بل يؤمن إيمانا ً جازما ً به، ويطيع كل ما أمر به الشرع وأوجبه، وينتهي عن ما حذر منه الشرع ونهى منه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص سوى الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يؤخذ من قوله ويترك إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. [20] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn20)
فلا بد من الانقياد التام المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم دون السؤال والاعتراض، وقد أقسم الله جل وعلا أن لا نؤمن حتى نحكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع ما شجر بيننا، ثم نتقبل حكمه، ونوسع له صدورنا، ونسلم إليه تسليما، فلا نعارضه بعقل، ولا رأي، قال الله سبحانه وتعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). [21] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn21)
القاعدة الثالثة [22] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn22):
إن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاؤوا بما يعجز العقل عن إدراكه؛ فأخبروا عن الغيب المطلق [23] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn23) الذي تعجز العقول عن معرفته. [24] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn24) وإن كانت لا تحيله أبدا ً.
فهم عليهم الصلاة والسلام قد أخبروا بمحارات العقول ولم يخبروا بمحالاتها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه، لم تأت بما يعلم العقل امتناعه، لكن المسرفون فيه قضوا بوجوب أشياء وجوازها واقتناعها لحجج عقلية بزعمهم اعتقدوها حقا ً، وهي باطل، وعارضوا بها النبوات وما جاءت به، والمعرضون عنه صدقوا بأشياء باطلة، ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة، وخرجوا عن التمييز الذي فضل الله به بني آدم على غيرهم. [25] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn25)
القاعدة الرابعة [26] ( outbind://1-0000000032391AE8968F9D46A7224DBCFDF9CCC3E40D2000/#_ftn26) :
أن هذا القانون مخالف لما هو معلوم من أن مهمة الرسل البيان والهدى، ولذلك فهو من فعل المكذبين لهم، وهذا يتبين من الوجوه التالية:
¥