الاخوة الكرام وفقهم الله
من لم ير ان هناك اشكال فى هذه اللفظة، وان وجودها (تصحيفها) فى سياق كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى، على سبيل الاستعارة ولا غبار عليه،،،، هل من الممكن الافادة عن صحة العبارة التالية:-
- إن الله تجلى لعباده الاتقياء فى زى الرحمة، و رداء المغفرة، ولباس المحبة
، فاذا كان الجواب بالنفى، فقد تم هذا الموضوع ونرجو اغلاقه، ونخرج منه بان هذه اللفظة لا تصح عن ابن القيم - رحمه الله وهى الى التصحيف اقرب، وان ثبتت عنه فليس المراد منها الظاهر وان كان الاولى تركها فهى غير سلفية، فلم يُسبق بها ولا يُتابع عليها، وهو هو ابن القيم فى قلوبنا لاتتزعزع مكانته قيد انملة، والمعصوم من عصمه الله.
،، وان كان الجواب بالايجاب، لابد من اسئلة وعليكم الجواب
- هل ثبت عن اى عالم من علماء السلف المتقدمين او المتأخرين او المعاصرين استخدام الاستعارة او التوسع فى الصيغ البلاغية، حينما يتعرض لوصف الاسماء والصفات أو الافعال؟
- هل هناك دليل يثبت الزيادة فى صفة التجلى: ((فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً))،، التى جاءت مجردة فى الآية الكريمة، ولم تأت مقيدة بجلباب او غيره بزيادة كما فى المثال السابق، وكما فى موضوعنا هذا، فهل هذه الزيادة شرعية، وهل يسوغ لكل كائن ان يزيد من عنده على ماجاء بالنص بدعوى الاستعارة والكناية والمحسن البديعى و ...... ؟ ((وانتبهوا يرحمكم الله، فلا اقصد ابن القيم مطلقا، ولا اى شخص غيره)).
- ما بالكم فى هذه القاعدة: وقد تقرر أن مذهب السلف وأئمة الإسلام عدم الزيادة والمجاوزة لما في الكتاب والسنة وأنهم يقفون وينتهون حيث وقف الكتاب والسنة وحيث انتهينا. (تنزيه الشريعه فى الرد على من زاد على صفة الاستواء)، هل تُجدى فى حسم الموضوع؟؟
وفقنا الله واياكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 08, 10:56 ص]ـ
بارك الله في الجميع:
عندما تخبر عن صفة من صفات الله تعالى فمجال الإخبار أوسع، فمثلا تقول سمع الله عظيم، ولم يرد في الكتاب أو السنة وصف سمع الله بهذا اللفظ، وتقول مثلا علم الله كبير، ولم يرد في النصوص بهذا اللفظ، و لو قلت يد الله قوية وكريمة وعظيمة تتجلى فيها القوة والعدل وروعة الخلْق، وهكذا، فلا حرج في ذلك.
فالقصد أن باب الإخبار يجوز فيه التوسع، وقد نص العلماء على ذلك
وابن القيم رحمه الله هنا أخبر عن صفات الله تعالى ووصفهابما يشبه الشرح والإخبار، وهذا لا إشكال فيه إذا كان المعنى صحيحا في لغة العرب واستخدامهم.
قال ابن القيم رحمه الله:
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته:
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
فابن القيم لايصف ذات الله تعالى بالظهور للقارئ وإنما يصف ما يحصل للمؤمن عندما يقرأ القرآن فيشعر بهيبة الله وعظمته وجلاله من خلال قراءته لبعض الآيات التي تظهر فيها هذه المعاني.
فلا يقصد أن الله تعالى يتجلى بذاته كما حصل في التجلي للجبل، وإنما يقصد ما يشعر به المؤمن حال قراءته للآيات الدالة على جلال الله.
والعالم له أن يستخدم ما يجوز في اللغة من بيان وسجع وغيرها مالم يتعارض مع الشرع،
فيجوز أن تستخدم كلمة التجلي وهو كلمة عربية بمعنى الظهور في جميع ما يصح استخدامها، فتقول تجلى لي في هذه المسألة صواب كلام ابن القيم، وتقول تجلت قدرة الله في الخسف الذي حصل في الأرض الفلانية على حوادث متعددة، وتقول تجلت عظمة الله في قلبي فانكففت عن المعصية.
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن - (1/ 452)
وقال بعضهم الناس فى تلاوة القرآن ثلاثة مقامات
الأول من يشهد أوصاف المتكلم فى كلامه ومعرفة معانى خطابه فينظر إليه من كلامه وتكلمه بخطابه وتمليه بمناجاته وتعرفه من صفاته فإن كل كلمة تنبىء عن معنى اسم أو وصف أو حكم أو إرادة أو فعل لأن الكلام ينبىء عن معانى الأوصاف ويدل على الموصوف وهذا مقام العارفين من المؤمنين لأنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث أنه منعم عليه بل هو مقصور الفهم عن المتكلم موقوف الفكر عليه مستغرق بمشاهدة المتكلم
ولهذا قال جعفر بن محمد الصادق لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون.انتهى.
فينبغي التفريق بين وصف الله تعالى فهذا الذي لايتجاوز به النصوص من الكتاب والسنة، وبين الإخبار عن أفعال الله وصفاته فيجوز التوسع فيها بما يصح استخدامه في اللغة مالم يتعارض مع الشرع.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:10 م]ـ
وفقكم الله جميعا
لاحظت أن عنوان السلسلة واجه تحفظا من كثير من إخواني ممن أحسبهم من أهل النصح والحرص على الخير
فلعلي قريبا أغير عنوان السلسلة بالتعاون مع إخواني المشرفين ما دامت موهمة غير معناها إذ أساس هذه السلسلة هو رفع الإيهام عن بعض العبارات في كتب الأئمة فلا ينبغي أن يكون عنوانها هو نفسه فيه إيهام!!!
والله الموفق
¥