تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان البليغ المؤثر في الوجدان الحامل للاقناع الواجد في القلب المكان الرحب لا يجد سعته الا في لغة الضاد، وما يفعله القرآن من تأثير في النفوس جاوز ما تفعله الخوارق والمعجزات

وأحيانا يأتي القرآن مقدما لما يؤتي مؤخرا أو بالعكس لعلة بلاغية نفيسة ونكتة رائعة

والاضطلاع على كلام العرب والتفطن لخواص تركيبه لا تحصل بمعرفة القوانين العقلية التي استنبطها أهل صناعة البيان فهذه القواعد قد تفيد علما بذلك اللسان ولا تفيد حصول الملكة بالفعل في محلها.

وانما ذكرت هذا تتميما لما قاله الأخوة الكرام في ردودهم على هذا الموضوع القيم الذي يثري هذا النقاش العميق والعظيم الفائدة.

واذا كان التطور الحضاري وما واكبه وان أثرى اللغة العربية وأدخل في مفاهيمها مدلولات لم تكن معهودة عند العرب الا أنه غير من رونقها وضايقها بمقتضى سنة البقاء ونازعها في مقوماتها

فالفهم كان سليقة في العرب أو كما يقال بالسجية لا بالخزرجية، لذا يكون من الأفيد المحتم تدوين قواعد الأصول لمعرفة كيف استنبط الصدر الأول من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والذين فهموا بعمق سعة الدلالات والعمل على استمراريتها في نهج العلماء لاستخراج الأحكام.

فالذي يسمع قول الله تعالى (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) أو قوله تعالى (فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) فأي وقع جميل على الوجدان وأنت تقف عند حدود الله الآمرة أو الناهية، وآية الحكمين، ووعد الله تعالى بالتوفيق عند الاصلاح وبالاغناء من واسع فضله عند التفرق، أو تخيير الرسول صلى الله عليه وسلم: التمتيع أو السراح الجميل، أي عذوبة من هذا المنبع العذب الصافي، حكم مبثوثة تحت كل كلمة وكل جملة.

والدين كل متكامل بعقائده وفضائله وفقهه وفهم أصول الحكم التي هي خلاصة رسالة الأنبياء والرسل عليهم السلام.

ان علما عزيزا كأصول الفقه لا يجب أن يبقى عرضة للتضنن بل يمكن أن يحول الدين الى منهج حياة متكامل من الأخلاق والفضائل بدرءه للمتناقضات وتمحيص المتغيرات مع الحفاظ على التوابث.

ألم يقل أبو حنيفة نابذ التقليد كلمته المأثورة عن الفقهاء الذين سبقوه (هم رجال ونحن رجال).

ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:43 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا اخى و لعل ما وضحته من اهمية هذا العلم و ضحه ايضا الشيخ الحازمى فى شرحه على نظم الكوكب الساطع فى الشريط الثانى و قد وضعت الرابط على المندى لمن اراد الأستفاده.

ـ[عبيدالرحمن]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:28 م]ـ

ومن جملة التزهيد في هذا الفن المبارك الذي هو أصيل في موجبات الفتوى ولوازمها وفهم النصوص وأدواتها.

تقطيع أوصاله و تشويه جماله وتخريب بديعه، بدعوى تقنينه وحذف ما طاله مما لايحتاجه طلابه، وليت شعري من المنقح هنا؟! ومن الناصب نفسه لتهذيب هذا الفن الجليل؟ حتى صار علم الأصول الذي هو مفخرة المسلمين لايتجاوز الأحكام الخمسة والعام والقيد والمطلق والمخصص وتوابعها!!

وهم بهذا يزعمون أنهم يهذبون هذا العلم الجليل مما لحق به من التطويل، وهذا أمر جيد لو يقوم به أهل الفن وغواصه، لا عواديه و أغرابه.

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:02 م]ـ

أخي عبيد الرحمان بارك الله فيك

فأنا جد متفق معك فيما قلته وأهل هذا الفن هم أهل العلم ممن يغوصون في الدقائق العميقة

والنفائس النادرة ولا يجب الاقتصار في البحث على الجانب الشرعي، بل حتى الجوانب اللغوية والعلمية، ولهذا شاهد فالفاحص المدقق قد يجد في النص اشارات كثيرة لا يعثر عليها غيره

فكما هو معروف عند الأصوليين أن دلالة الاشارة هو ما يؤخذ من اشارة اللفظ لا من اللفظ نفسه، فقد يستخرج من الكلام ما ليس مقصودا ففهم دلالة اللفظ هو ما يؤخذ من عبارته أو ما يؤخذ من مفهومه وأحيانا يأتي اللفظ مجازا ودلالته تحتاج الى تقدير كقوله تعالى: (واسأل القرية) الآية فالتقدير هنا واسأل أهل القرية والمجاز أن القرية لا تسأل

فاللغة لها استعمالات غنية وواسعة، ومن المعلوم أن الحقيقة هو اللفظ المستعمل فيما وضع له أما المجاز فهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له والحقيقة الشرعية والعرفية لا تعتبر من قبل المجاز، واستعمال اللغة العربية وتصريفها في عدة وجوه واقع بالفعل.

وقد نقل السيوطي أن منكر المجاز جاحد للضرورة ومبطل محاسن لغة العرب.

فالعرب استعملوا المجاز كما استعملوا التشبيه والاستعارة وحلوا اللفظ بما بلغ به قمة الجمال وروعة الحس، ولكن عندما تخرق الحقيقة بكل أبعادها وأسرارها فهي تخرج الى المجاز في اشارات لدلالات تبهر العيون وتدهش الخواطر وترتاح لها العقول وتخرجه من الجمود الى أبعاد أخرى لا حدود لها فقد تنقلك من الحقيقة الى المجاز، أو من المجاز الى الحقيقة بعمق وجمالية ووقع في النفس وعظيم الاشارة ودلالاتها، كقوله تعالى (والشمس تجري) الآية فهذه اشارة الى ظاهرة كونية ليست مقصودة في الكلام أو كقوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) الآية، فهنا اشارة الى أن الأجواء العالية يقل فيها الاكسجين. وهذا ينقل المتفحص الى عوالم البحث والاستقصاء والتجديد وفق الضوابط الشرعية. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير