ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 06:13 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا الكلام ربما يجري على أصول المذاهب النسبية في الحق والتي تلغي وجود الحق المطلق .. ولكنه لا يجري على أصول الإسلام ذلك بأن الله هو الحق،وكل سعي العالمين إنما هو لدرك هذا الحق الأول الذي اوحى به الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وعلمه النبي صحابته وكان خير الناس فيه وعليه قرنه صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. ثم الأمثل فالأمثل ..
وليس الكلام هاهنا عن تعليق مقصلة لكل من خالف ما نظن أنه الحق، وإنما الكلام هو عن الاجتهاد في درك هذا الحق الأول حتى إذا رأيت أنك قد أصبته = قسمت ما سواه من الباطل إلى قسمين:
القسم الأول: باطل لست على إحاطة من كونه باطلاً فأنت تترفق في نقضه وترى أن الساحة العلمية تسعكما معاً وأن ملاك الحقيقة اليقينية سيكون في دار الحق لا غير ..
القسم الثاني: باطل أنت على إحاطة من كونه باطلاً قد أفادك هذه الإحاطة نص أو إجماع قديم،فأنت تشتد في نقده ونقض قول صاحبه والتحذير من باطله شدة لا تخرجك إلى حيز الظلم والبغي ..
والله عز وجل لم يأمر عباده بهذه النسبية المضعية المضلة عن الحق، ولم يأمرهم كذلك بالظلم والبغي والعدوان ..
وإنما أمرهم أن يقيموا دولة الحق وأن يشهدوا به ولو على أنفسهم وأن يكونوا مع ذلك قوامين بالقسط فيكون الواحد منهم حافظاً للحق حافظاً لحقوق الخلق ..
والباب الذي نحن فيه هو بعض ذلك ..
فإن الله هدانا إلى أن الحق في تلك الأبواب قد خالفته تلك الجماعة الاعتزالية والأشعرية والماتريدية خلافاً لا يسعنا السكوت عنه،وقد أضلوا فئاماً من الخلق عن الحق الأول الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نقوم على حفظ الحق الأول ودرء الباطل الآخر، ولا يعنينا أن تلك الجماعات المبتدعة تظن أنها على الحق فذلك ينفعها في أبواب الإعذار ونحوه لكنه لا يقوم حائلاً أمام وجوب التبيين والكشف عن الباطل كشفاً محوطاً ببيان الحق الأول بياناً يغني طالب الحق عن أبواب الباطل كلها ..
والله ولي التوفيق ..
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[05 - 03 - 10, 08:07 م]ـ
استخراج الاحكام من الادلة هى من اصول المذاهب النسبية فى ظنى
فحجية القران والسنة والاجماع والقياس أمور متفق عليها
وانما التفصيلات فى الفروع والدقائق التى يختلف فيها ابناء المذهب الواحد
حتى وان اتفقت المذاهب فى احدى الفروع الأصولية يجوز الاختلاف فى التطبيق عليها
وانت أدرى بذلك منى
وأرجو أن توافينى بفرع فقهى ابتنى على أصل عقدى مختلف فيه بين الأشاعرة
ومذهبكم
فلنطبق الكلام عمليا علنا نكون افقه
وأرجو أن تسود روح المحبة بيننا فى اثناء النقاش فنحن طلبة علم اولا واخيرا ونبغى الوصول للحق عل الله أن يشملنا برحمته
راجى يوسف
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 03 - 10, 08:09 م]ـ
أخي راجي يوسف بارك الله فيك ليس الأمر كما صورته
فمن الخطأ أن نساوي كتب الأصول الفقهية بكتب أصول الدين والعكس
ثم نتعامل معهما تعاملا واحد ونقول الحق في جانب أهل السنة
أو نذكر الكلام الذي ذكرته
فثمت فرق شاسع
للأسباب التي ذكرتها سابقا فتنبه ...
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[05 - 03 - 10, 08:31 م]ـ
اوافقك سيدى الفاضل
وأظن أن الكلام هنا على كتب أصول الفقه وليس أصول الدين والموضوع عن التزهيد فى أصول الفقه
أم أن الصواب جانبنى فلم أنتبه جيدا
دمتم موفقين
راجى يوسف
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 09:12 م]ـ
ومن تحدث هنا عن الفروع الفقهية؟؟!!
كلامنا هنا عن أصول النظر ومناهج الاستدلال وطرق استنباط مراد الله من نصوص الوحي،وهذا هو ما تُعنى ببحثه مصنفات علم أصول الفقه ..
وما نزعمه هو أن هذه الكتب التي كتبها المعتزلة والأشاعرة والماتريدية وقعت فيها الضلالة من وجهين:
الوجه الأول: المنهج الفاسد الأجنبي عن طرائق العرب في الفهم والاستنباط الذي اتبعوه وتأثروا فيه أحياناً بالفلسفات القديمة فأوقعهم في الرأي الفاسد والاختيار الباطل، ولا يختص باطلهم هاهنا بالمسائل الكلامية بل قد يقع لهم تقرير أصول باطلة للنظر والاستدلال من غير أن تكون هذه الأصول وثيقة الصلة -ظاهراً- بمسائل الكلام ومثاله ما وقع لهم من تقريرات باطلة في شروط وضوابط وصورة الإجماع والقياس.
الوجه الثاني: ما يقع لهم من التقريرات الباطلة في مناهج النظر والاستدلال إما لبنائهم التقرير على الأصل العقدي كما في مبحث الحاكم وإما لملاحظتهم مناهجهم واستدلالاتهم التي سبق وقرروها في الكلام كما في مباحث التكليف ودلالات الألفاظ على الأحكام والاجتهاد والتقليد .. وثم وجوه أخر ..
المهم: أن محل كلامنا ليس الفروع الفقهية وإنما هو مناهج النظر والاستنباط وهم كانوا من الفطنة بحيث علموا أن هذه ليست مجرد أصول للفقه (فأكثرهم إما لم يشتغل بالفقه أصلاً وإما لم يكن مجتهداً فيه يحتاج للاستنباط) وإنما هي قبل ذلك أصول للاعتقاد فهي الأدوات التي يستنبطون بها من الوحي رأيهم الكلامي قبل أن يستنبطوا بها رأيهم الفقهي ..
ولأجل فطنتهم هذه تحرك الباقلاني الأشعري ليدرك تقرير أبي الحسين المعتزلي لا لمجرد الكتابة في أصول الفقه ..
ولأجل فطنتهم هذه كتب عيسى بن أبان المعتزلي: ((الرد على الشافعي وبشر المريسي في الأخبار)) وليست هذه كتابة خالصة لوجه أصول الفقه ..
والغفلة عن هذه الحقيقة الناصعة إنما يصاب بها الناظر إما من الهوى وإما من التقصير في النظر ورأس التقصير في النظر هو عدم القراءة والدرس وقلة الخبرة بالباطل وأهله ومسالكه وإنما تنقض عرى الإسلام إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ..
¥