هل المقصود تغيير المنهج حيث تداخل علم الكلام بعلم الأصول أم بعدم وجود مؤلفات أصولية بين رسالة الشافعى ومؤلفات القاضى الباقلانى والقاضى عبد الجبار؟؟؟؟؟؟
فان كان يقصد بالانقطاع تغيير المنهج والتداخل بين الأصول والكلام فهذا اعتراض لم نبحثه بعد
وان كان يقصد بانقطاع النسب عدم وجود مؤلفات اصولية فنقول وبالله التوفيق
أحصى الدكتور عبد السلام بلاجى فى رسالة الدكتوراه خاصته (تطور علم أصول الفقه وتجدده وتأثره بالمباحث الكلامية) نيف وثلاثون مصنفا أصوليا بين رسالة الشافعى ومصنفات القاضيين
تدور جلها حول الرسالة بالشرح أو الرد أو التعليق أو التصنيف الجزئى
وهذا فى قرابة قرنين فحسب
وأصحاب تلك المصنفات حنفية وشافعية ومالكية وحنبلية وظاهرية ومعتزلة و بعض المجتهدين وبل وأصحاب المذاهب الأخرى أيضا كاتباع الطبرى
فالتصنيف الأصولى لم ينقطع أبدا من أى مذهب أو فرقة فى الفترة بين الشافعى والباقلانى
يقول الزركشى فى محيطه ما نصه
(حتى جاء القاضيان قاضى السنة أبو بكر بن الطيب وقاضى المعتزلة عبد الجبار فوسعا العبارات وفكا الاشارات.
وبينا الاجمال ورفعا الاشكال)
ان القاضيين أحدثا نقلة نوعية فى هذا العلم وهذا فى ذاته ليس عيبا
والا كانت كل محاولة تجديدية تمثل انقطاع النسب بين الاولين والاخرين
ولكن هذا لا يعنى أن تلك المحاولة لا تخضع للنقد
أحسب أن تلك النقلة تتمثل فى ادخال علم الكلام فى علم الأصول ومنافحة كل مصنف عن مذهبه العقدى
فيؤول هذا الاعتراض الى الاعتراض الثانى والذى لم نبحثه بعد كما أسلفنا
أما الاعتراض الثالث والذى يتمثل فى منافحتهم عن الأشعرية والاعتزال فأظن أن هذا الاعتراض أولى أن يبحث
كمبحثا عقديا وليس مبحثا أصوليا
و على هذا يتبقى لنا اعتراضان مهمان
1 - ادخال الكلام فى علم الأصول
2 - امتزاج الكلام والأصول بالمنطق الأرسطى
يتبع باذن الله
راجى يوسف
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[25 - 04 - 10, 05:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نأتى الى الاعتراض الثانى ألا وهو امتزاج علم الكلام بعلم أصول الفقه
مقدمة موجزة عن امتزاج العلوم الشرعية
يعتبر الفصل بين العلوم واستقلال كل علم بمسائله أمرا لازما للبحث العلمى حيث تتمايز العلوم من حيث الموضوع والاستمداد ودائرة البحث الى اخره
ولكن هل كل العلوم يصح فصلها فصلا تاما عن غيرها؟؟؟؟؟؟؟؟
هل نستطيع فصل علم التفسير مثلا عن علوم اللغة؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع فان الاجابة هى لا
بداية فان طبيعة العلم هى التى تحدد مدى تمايزها أو امتزاجها بغيرها من العلوم
ولنأخذ علم أصول الفقه كمثال حيث أنه الموضوع الرئيسى فى تلك المشاركات
هل علم الأصول غير مستمد أو ممزوج بغيره؟؟؟
من المعروف لكل دارس ان علم الاصول مستمد من علوم اخرى كعلوم اللغة كما أسلفنا
ومن ثم أضحت عدة مسائل (كحروف المعانى) مسائل مشتركة بين اللغة والأصول
وأكثر من ذلك فان ثمة مسائل اشتركت بين علم الاصول وعلوم اخرى منفصلة عنه وليس الاصول مستمد منها
كعلوم الحديث
فلو قرأت البحر المحيط للزركشى على سبيل المثال ستجد أن مباحث شروط الراوى والفاظ التحمل كالمناولة والاجازة وغيرها قد فصلت فى أكثر من مائتى صفحة
بل ووصل الامتزاج الى مسائل تعتبر مشتركة بين الطرفين اشتراكا كاملا كمسألة حجية الحديث المرسل مثلا
وهذا الاشتراك بين الاصول وعلم الحديث موجود فى جل الكتب الأصولية دون نكير
ناهيك من احتياج المفسر الى علوم أصولية كالناسخ والمنسوخ
ومن ثم اشتركت مسائل أخرى بين الأصول وعلوم القرآن بل واللغة فى بعض الأحيان
كالمجاز والحقيقة وحروف المعانى واستخداماتها فى النصوص
ولا أريد الاطالة
ولكن نخلص من مقدمتنا القصيرة أن العلوم الشرعية كالأوانى المستطرقة يمد بعضها بعضا
ولا نستطيع فصلها عن بعضها فصلا تاما
ولم نألف عالما شرعيا يعد متخصصا فى علم شرعى ما وجاهل تماما بما ورائه
بل إن عدم اطلاع العالم الشرعى المتخصص فى مادة على مادة شرعية أخرى لهى نقطة ضعف فى علمه
تجعله يأتى بالعجائب فى مصنفاته وذلك لتداخل المسائل الشرعية مع بعضها البعض على نحو يصعب تصور
انفراد علم شرعى ما بمسائل غير متداخلة مع علم شرعى أخر
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[25 - 04 - 10, 01:50 م]ـ
¥