ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:05 م]ـ
نتابع بعون الله و توفيقه .....
الفائدة 60
إنسان نظر في الأقوال التي في المسألة و أدلتها، و اختار قولا منها، فهل هذا يعتبر مقلدا لغيره؟
الجواب: أنه ليس مقلدا، لأنه اختار هذا القول لسبب، و بناء على دليل.
الفائدة 61
قد يحتاج العالم المجتهد إلى التقليد، فأحيانا تنزل به نازلة، لا تقبل أن يتأخر الحكم فيها حتى يراجع، فيقلد.
الفائدة 62
هل التقليد يكون في العقيدة؟
الجواب: نعم.
بدليل قوله تعالى: (و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (النحل:43).
و هذه عقيدة الايمان بالرسل.
و أما قول بعضهم: إن العقيدة لا يقلد فيها، لقول المجيب للملكين في قبره: سمعت الناس يقولون شيئا، فقلته.
فهذا استدلال في غير وجه، لأن هذا الرجل الذي يقول: سمعت الناس يقولون شيئا، فقلته، ليس عنده ايمان أصلا.
فالحديث فيه: (فأما المنافق أو المرتاب).
فالتقليد جائز للضرورة في الأصول و الفروع.
الفائدة 63
هل يقسم الدين إلى أصول و فروع؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( ... تقسيم الدين إلى أصول و فروع بدعة، لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه).
و لذلك يرى هؤلاء المقسمون إلى أصول و فروع أن الصلاة من الفروع!، سبحان الله!، الصلاة التي من أصل الأصول ...
ـ فالقول الراجح:
أنه ليس هناك أصول و فروع، بل فيه علميات و عمليات، يعني أن الدين ينقسم إلى عمليات و علميات:
1ـ العلميات: تكون بالايمان بها.
2ـ العمليات: بالقيام بها.
و لو أردنا أن نقسم إلى أصول و فروع، لقلنا: أركان الاسلام الخمسة كلها أصول.
ـ أبواب أصول الفقه ـ
مقدمة
المؤلف رحمه الله كتابه مختصر، و ليس متعمقا في التبويب، و لهذا جعل أبواب أصول الفقه محصورة، و يشبه من بعض الوجوه كتاب "الآجرومية" في النحو.
الفائدة 64
37ـ أبوابها عشرون بابا تسرد ... و في الكتاب كلّها ستوردُ
ـ إذن أبواب أصول الفقه عشرون بابا، كلها ستورد في الكتاب يعني النظم فأل، في قوله "الكتاب"، للعهد الحضوري، و ليست للعهد الذهني، لأنه ليس كتابا معهودا في الذهن، و لكنه كتاب حاضر بين يديه.
الفائدة 65
38ـ و تلك أقسام الكلام ثُمّا ... أمر و نهي ثم لفظ عمّا
39ـ أو خصّ أو مبين أو مجملُ ..... أو ظاهرٌ معناه أو مُؤَوَّلُ
40ـو مطلق الأفعال ثم ما نُسِخْ ..... حُكْماً سواه ثم ما به انتسخ
41ـ كذلك الإجماعُ و الأخبارُ معْ ....... حظر و مع إباحة كلٌّ وقع
42ـ كذا قياس مطلقا لعله ...... في الأصل و الترتيب للأدله
43ـ والوصف في مفت ومستفت عهد ... و هكذا أحكامُ كل مجتهد
ـ قوله: ثُم، بالضم حرف عطف.
و "ثَم" بالفتح اسم إشارة للمكان، و لهذا يغلط بعض الناس الآن، و يقول: و من ثُم حصل كذا و كذا، و الواجب أن تقول: و من ثَم حصل كذا و كذا.
ـ قوله: ثم لفظ عَمّا، يريد العام.
ـ و قوله: أو خَصَّ، يريد الخاص.
الفائدة 66
و هذه الأبيات السابقة عن تعداد أبواب أصول الفقه التي سيذكرها المؤلف، و بناء على ذلك نقول: كل واحد من هذه الأبواب له باب مستقل يشرح إن شاء الله عند ذكر بابه.
باب أقسام الكلام
الفائدة 67 تعريف الكلام
بدأ رحمه الله بباب أقسام الكلام فقال:
44ـ أَقَلُّ ما منه الكلامَ رَكَّبُوا ... اسمان أو اسمٌ و فعلٌ كارْكَُبوا
45ـ كذاك مِنْ فِعْلٍ و حَرْفٍ وُجِدَا ... وجاء من اسمٍ وحَرْفٍ في النِّدَا ـ قوله رحمه الله (الكلام).
الكلام كما قال النحويون و هم أحسن تحريرا من أهل أصول الفقه، لأن الفن فنهم يقولون: الكلام لفظ مفيد.
فكل لفظ مفيد فهو كلام:
1ـ قولنا: لفظ، خرج به الكتابة و الاشارة.
مثال:
و لهذا أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى أصحابه أن اجلسوا و هو يصلي، و لو كانت الاشارة المفهومة كلاما لبطلت صلاته.
2ـ قولنا: مفيد، خرج به غير المفيد.
مثاله:
إذا جاء زيد .... هذا ليس بكلام، لأنه لا يفيد.
3ـ لا يشترط أن تكون الفائدة جديدة، بل كل ما كان مركبا على وجه يفيد فإنه يعتبر كلاما. (الصحيح من القولين)
مثاله:
ـ السماء فوقنا
ـ الأرض تحتنا
ـ كأننا و الماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم ماء!
الفائدة 68
ما أقل ما يتركب منه الكلام؟؟
¥