54ـ و كازديادِ الكافِ في كمثلهِ =و الغائطُ المنقولُ عن محلِّه
55ـ رابعُها كقوله تعالى =يريدُ أن يَنقضَّ يعني مالا
56ـ و حَدُّهُ اسْتِدعاءُ فعلٍ واجبِ = بالقول مِمَّنْ كَانَ دُونَ الطالبِ
57ـ بصيغة افعل فالواجبُ حُقِّقا= حيث القرينةُ انتَفََتْ وَ أُطلِقا
58ـ لا مع دليل دَلَّنَا شَرْعًا على= إباحةٍ في الفعل أو ندبٍ فلا
59ـ بل صرفُه عن الوجوبِ حُتِّما = بحملِه على المرادِ منهما
60ـ و لم يُفِدْ فَوْرا و لا تَكرارا = إن لم يرِدْ ما يقتضي التَّكرارا
61ـ و الأمرُ بالفعل المهِمِّ المُنْحَتِمْ = أمرٌ به و بالذي به يَتِمّ
62ـ كالأمرِ بالصلاة أمرٌ بالوُضُو = و كلّ شيء للصلاة يُفرضُ
63ـ و حيثُما إن جيءَ بالمطلوبِ = يَخْرُجْ به عن عُهْدَةِ الوجوبِ
64ـ تعريفُه استدعاءُ تركٍ قد وَجَبْ = بالقولِ مِمَّن كان دونَ مَنْ طَلَبْ
65ـ و أمرُنا بالشيء نهيٌ مانعُ = من ضده و العكسُ أيضا واقعُ
66ـ و صيغةُ الأمرِ التي مَضَتْ تَرِدْ = و القصدُ منها أن يُباحَ ما وُجِدْ
67ـ كما أتت و القصدُ منها التسويهْ = كذا لتهديدٍ و تكوينٍ هِيَهْ
68ـ و المؤمنون في خطاب اللهِ = قد دخلوا إلا الصَّبِيْ وَ السَّاهِي
69ـ و ذا الجنون كُلُّهُمْ لم يَدْخُلُوا = و الكافرون في الخطاب دَخَلُوا
70ـ في سائرِ الفُرُوعِ للشَّرِيعَهْ = و في الذي بدونِه مَمْنُوعَهْ
71ـ و ذلك الإسلامُ فالفروعُ = تصحيحُها بدونِه ممنوعُ
الفائدة 85
ثم قال المؤلف رحمه الله:
50ـ أقسامها ثلاثة شرعيُّ =و اللغويُّ الوضْعِ و العُرْفيُّ
هذا على من يرى تقسيم الحقيقة، و أنها ما يجري خطابا في الاصطلاح.
الفائدة 86
قال المؤلف رحمه الله:
51ـ ثم المجازُ ما به تُجُوِّزَا= في اللفظ عن موضوعه تَجوُّزا
يقول رحمه الله: المجاز ما تُجُوّز عن موضوعه الأصلي إلى معنى آخر.
و يعرف بطريقة أسهل بأنه ما استعمل في غير معناه الأصلي.
الفائدة 87
ثم بين المؤلف رحمه الله أنه أقسام، فقال:
52ـ بنقصٍ أو زيادة أو نقل =أو استعارةٍ كنقصِ أهلِ
بين رحمه الله أن أقسام المجاز أربعة، نقص و زيادة و نقل و استعارة.
الفائدة 88
ثم أعطى رحمه الله أمثلة على كل واحد من هذه الأربعة، فقال:
53ـ وهو المرادُ في سؤال القريةِ =كماأتى في الذِّكْرِ دونَ مريةِ
فمثال النقص قوله تعالى: (و اسأل القرية) فهذا فيه تجوز بالنقص، لأن المعنى: اسأل أهل القرية. فحذفت "أهل" للقرينة العقلية، فإنه لا يمكن أن يراد بقوله تعالى: (و اسأل القرية). اذهب إلى الجدران اسألها، إنما المراد: اسأل أهل القرية.
إذا: ففيها حذف. و هذا هو مثال النقص.
الفائدة 89
و أما مثال الزيادة و النقل، فقد قال رحمه الله:
54ـ و كازديادِ الكافِ في كمثلهِ
و الغائطُ المنقولُ عن محلِّه
ضرب المؤلف مثالا للزيادة بقول الله تبارك و تعالى: (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) الشورى /11.
فالكاف في قوله: (كمثله).زائدة، و الأصل ليس مثله شيء، و زيدت الكاف لتأكيد النفي، لأن تقدير الكلام بدون كاف ليس مثل مثله شيء، و نفي مثل المثل نفي للمثل من باب أولى، فيكون هذا من باب التوكيد.
و الشطر الثاني من البيت، و هو قوله: و الغائط المنقول عن محله، مجاز بالنقل، لأن الغائط اسم فاعل من: غاط يغوط إذا نزل و هبط، و هو في الأصل الغائط المكان المنخفض من الأرض.
لكن أهل اللغة نقلوه من هذا المعنى إلى الخارج من الدبر، فهذا مجاز بالنقل، و العلاقة أن الغائط مكان للخارج من الدبر، فصار بينهما نوع ارتباط، و نقل معنى هذا إلى هذا، احتشاما لذكر الغائط بلفظه، فالعرب عندهم أدب و حياء!!
فسموا الخارج من الدبر باسم المكان الذي يكون فيه الناس عند قضاء الحاجة، و هذا يسمونه مجازا بالنقل.
الفائدة 90
كيف كان الناس يقضون الحاجة فيما سبق؟؟
كان الناس فيما سبق ليس في بيوتهم كُنُف و لا مراحيض!!!
فكان الإنسان إذا أراد أن يقضي حاجته يذهب إلى الخلاء "البر"، و ينظر المكان المنخفض المطمئن، فيقضي حاجته فيه حتى لا يراه أحد، انظر كيف كان تكلف الناس في الأول، يعني: لو جاءه الغائط أو البول في نصف الليل، فإنه يخرج إلى الخلاء، و قد تنبحه الكلاب و تأكله الذئاب!!، لكن يخرج إلى البر ليقضي حاجته!!
¥