• كما تحده يذكر مثالب بعض القبائل والعوائل لشيء في نفسه، ولكننا ولله الحمد نجد أن المسلمين الشرفاء، لم يحفلوا بتلك المصنفات حتى فقدت ولم يبق منها إلا أسماؤها، وبقي عا تصنيفها على مصنفيها ككتب علان الشعوبي وغيره. وما أحسن أن يدعو كل باحث بدعاء الصالحين:"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (الحشر/10).
• ومنها أن يبرز المواقف السيئة للأشخاص المنتسبين إلى العوائل مما يشكل حساسية وحرجا لبقية عائلته أو قومه، مع أن الله تعالى قال:" ولا تزر وازرة وزر أخرى"، إلا أن الناس يعيرون القبيلة بذنب الفرد، ولذا فإن تسمية من حصل له الموقف دون نسبته أفضل إلا إذا اشتهر وعرف وكثر ذكره.
• ومنها أن يذكر هجاء الشعراء للقبائل القديمة، وكلنا يعرف كيف فعل بيت جرير في قبيلة بني نمير، ولكننا لم نتساءل عن مسؤولية كلمته أمام الله تعالى، عندما ظلم قبيلة كاملة بسبب مهاجاة بينه وبين شاعر، وقد ذهب الجميع وبقي الهجاء إلى يوم الدين، فما أعظم مسؤولية الأديب. وليعلم أن الناقل مسؤول عن نقله، لقوله تعالى:" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا".
ومن كمال عقل العجاج أنه قيل له: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إن لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم، وأحسابا تمنعنا من أن نُظلم. وهل رأيت بانيا لا يحسن أن يهدم.
ولو طبق لحكام الدول الإسلامية السابقون حكم الله في الهجائين لما رأينا القصائد الكثيرة المخجلة في الهجاء المقذع غير المبرر، ولذا نجد أنه لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر سجنه عمر رضي الله عنه، فاستعطفه بأبيات وشفع له ابن عوف وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فأخرجه عمر وهدده بقطع لسانه إن عاد يهجو أحدا.
• ومن المعلوم أن من علوم الأخبار ما هو محرم البحث فيها والنظر والكتابة وذلك في أربع مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء". والمتحدث في الأنساب يحتاج إلى أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه دائما.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 02 - 06, 06:17 م]ـ
المقال الأول على فائدته فيه بعض الأخطاء الصغيرة، ولعلي أبين ذلك إن شاء الله
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 01:21 ص]ـ
شكر الله لك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
قال أبو حاتم: "في الحقيقة لاينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث". وهذا حق. لكنه قال بعده: "وكثير من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط وهذا واضح كالكلبي والواقدي وغيرهم "
وهذا عجيب فالكلبي والواقدي من مشاهير الكذابين. فالمثال الذي ذكره ينقض عليه تقريره.
وفي سياق حديثه عن التواتر، اشترط "عدم وجود طاعن". لكنه من جديد أخطأ في التمثيل، ونسي وجود طعن في العونيين، وأظنه يعلم القصة.
وقال: "وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم". قلت: ولا ينبغي كذلك إثباتها لأنه لا دليل عليها. والله تعالى يقول: قال هاتوا برهانكم إن كنت صادقين.
وعموماً فهذه أمور صغيرة لا تؤثر على جودة هذا الموضوع.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 02 - 06, 08:04 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام المشرفين على تثبيت الموضوع كما أشكر الإخوة الكرام (أبو عبد وأبو الأم وعالي الإسناد وصلاح وعبد العزيز) الذين سألوا عن العبد الفقير
وأسأل الله العظيم أن يلبسنا جمعيعاً لباس الصحة والعافية وأن يوفقنا لما يحب ويرضى
وأشكر كذلك الأخ عبد العزيز على هذه الفوائد التي أتحفنا بها ونرجو منه المزيد
¥