والذي يظهر لمن يتتبع أمثال هذه القصص والروايات أنها تخطئ خطأ بينا في فهم الحقيقة التاريخية بسبب هذه الحبكة؛ لأن هذه الحبكة تستلزم الإضافة والرتوش كما يقولون، وهذه الرتوش أحيانا تكون مهمة جدا؛ لأنها تضع في ذهن القارئ والمستمع أن هذا ما حدث بالضبط، فيثبت في روعه أن الحدث كان بهذه الصورة، مع أن الحقيقة أن معظمه خيال في خيال!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:08 م]ـ
ابو مالك العوضي سلام عليك، اسمح ان اعلق على مداخلتك من خلال اربع نقاط:
1 / ان هذه الاعمال الروائية، ليست مصادر تاريخية فيلزم من خلالها ذكر الاقوال و الرويات و الرد عليها، انما الكاتب ينظر و يبحث في الرويات و الاحادث و يربط بينها ربطا لا الحقيقة عن مقصودها، و معروف ان العلماء يتساهلون في الرويات التاريخيه، و المقصود الا يذكر امر شديد الضعف او موضوع او مكذوب، وكما قلت ليست هذه الاعمال الادبيه مصادر تاريخية، وانما هي وسيلة لتقريب و ربط العامه بتاريخهم.
2 / ان المقصود من الرويات التاريخيه هو ابراز شخصيات او مبادئ اسلامية اصيلة، او التاكيد على اخلاق معينه، كذلك معالحة بعض الاوضاع الاجتماعيه.
كما انه من الممكن ان تستخدم لفضح بعض التيارات و المذاهب الفاسده باسلوب سهل مشوق بسيط يقرأه كل احد فان اثره يكون اجدى و انكى، ولعلي اسأل كم هي الكتب التي الفت عن الشيعه و الصوفية ـ مثلا ـ لكن ما اثرها على العامه؟ كذلك نحن نعرف ان ـ مثلا ـ العلمانيين طرق و اتجاهات و احزاب و تنظيمات فلو فضحت هذه في روايه فما هو الاثر الذي سيكون عليهم.
كذلك يجب الا ننسى ان هؤلاء العلمانيين مرروا كثيرا من افكارهم عن طريق الادب و الروايه.
و لعلي احمد باكثير تجربه في هذا المجال، وخصوصا في في روايته وا اسلاماه التي صور فيها معركة عين جالوت، فكم هو اثر هذا العمل حتى ان الاطفال يعرفون قصة المظفر.
اقول هذا و ان كنت اختلف مع المؤلف في كثير من الامور لانه غلب العقدة على الحقيقة.
3 / اخي ابو مالك: يجب الا نحكم على الشيء من خطأ البعض في التعاطي مع هذا الفن، انا معك ان هناك اخطأ كثيره جدا، فارجوا ان ننظر الى الامر من الناحية الشؤعية، وليس من اخطاء هؤلاء، ولكل شئ له ضوابط و شروط.
4 / ساذكر لك مثالين انا ارى انهما ناجحين ... الاول: كتاب السيرة للصوياني .... اعطني رايك فيه بعد قرائته.
ضاق بي الوقت ساعود لاحقا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:37 م]ـ
كذلك يجب ألا ننسى أن هؤلاء العلمانيين مرروا كثيرا من أفكارهم عن طريق الأدب و الروايه.
نعم، أحسن الله إليك، ومنهم: جورجي زيدان رائد الرواية الإسلامية كما يزعمون!
يجب ألا نحكم على الشيء من خطأ البعض في التعاطي مع هذا الفن، أنا معك أن هناك أخطاء كثيره جدا، فأرجو أن ننظر إلى الأمر من الناحية الشرعية، وليس من أخطاء هؤلاء، ولكل شيء له ضوابط و شروط.
أنا لم أحكم يا أخي، وأنا أقل من ذلك، وإنما ذكرتُ وجهة نظري، وذكرتُ كذلك وجهة نظر المخالف، ولكن لو أعملنا القاعدة التي ذكرتَها فسنميل إلى جانب المنع؛ لأن الأعمال التي تحتوي على أخطاء فاحشة أكثر بمراحل من الأعمال الجيدة، وهذا لا أظنك تماري فيه؛ بدليل قولك (كثيرة جدا).
سأذكر لك مثالين أنا أرى أنهما ناجحان ... الأول: كتاب السيرة للصوياني .... أعطني رأيك فيه بعد قراءته.
لم أطلع عليه، يا ليتك تعطيني معلومات أكثر عن الكتاب.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 11 - 06, 11:55 م]ـ
ابو مالك، سعدت بالحوار معك
قلت جورجي زيدان ..... اقول اليس عارا علينا ان يكون نصرانيا يتحدث عن تاريخينا و عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و تترجم رواياته الى مسلسلات .... و اعتقد ان هذا بسبب احجام اهل الادب و الدين عن هذا الفن.
اما كتاب الصوياني، فهو اربعة اجزاء في مجلدين من انتاج مكتبة العبيكان، تحدث فيها عن سيرة سيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مولده حتى وفاته باسلوب ادبي رفيع.
وبودي كذلك لو تتطلع على كتاب رجال من التاريخ للشيخ الاديب علي الطنطاوي، وان كان هدفه هو ابراز الشخصيات الاسلاميه دون الترجمه لهم.
¥