لهذا بدأت بالاهتمام بالجانب التاريخي أو فقه النهوض أو فقه الحضارات والذي يحتاج إلى اهتمام وعمق ثم تبسيط للمعلومة لأن الموجود تناول التاريخ بأسلوب نخبوي يصعب على كثير من الناس فهمه.
الحل هو الإسلام، هل هذا الشعار يتوافق مع سنة التغيير والإصلاح؟
لا شك أن فكرة "الحل هو الإسلام" فكرة مركزية تلتقي عليها الأمة يعني أي حركة نهوض تحتاج إلى فكرة مركزية، فبالنسبة لنا نحن الفكرة المركزية هي عقيدتنا وديننا (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) التبيان لكل شيء يعني برامج منبثقة من ديننا تكون واضحة من حيث الأهداف والوسائل والقدرة على التنفيذ سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي أو القضائي أو مؤسسات الدولة.
هناك من يقول إن الحركة الإسلامية تعيش في مثالية أي أنها لا تملك برامج سياسية واقتصادية؟
إذا نظرنا للحركة الإسلامية في عمومها فهي قفز قفزات كبيرة مثلا في تركيا واضح أن الحركة هناك تملك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية ونجحت إلى حد كبير باعتراف الخصوم والأعداء.
إذا نظرنا إلى المغرب أيضا هناك قفزات واضحة المعالم سواء في الجانب السياسي حيث توجد للإسلاميين برامج واستطاعوا أن يتفاهموا مع الشعب والحكومة ومع الدولة بطريقة أو أخرى.
كما أثبتت الانتخابات الأخيرة في مصر أن الأخوان قوة لا يستهان بها وعندهم قدرة على تحريك الناس ومنظمين وعندهم أهداف ورؤى وحركت سكونا استمر فترات طويلة. أظن أن الحركة الإسلامية خصوصا في المعترك السياسي خطت خطوات نحو النهوض لكن لا تزال هناك إشكالية في الجانب الفكري والجانب التأصيلي لاجتهادات العاملين في الميدان، بحيث يكون المفكرون والعلماء مساندين للحركة الإسلامية من حيث التأصيل والفكر يلائم المستجدات. أشعر أن حركة القادة السياسيين ممتازة ولديهم قدرة على الاجتهاد، لكن قادة الفكر والقادة الشرعيين لديهم ضعف، وجمال الإسلام يكون في الانسجام بين القادة السياسيين والقادة الفكريين والشرعيين، فالأمة تحتاج الآن إلى شخصيات نيرة ذلك أن الخطاب الديني الذي يطرح من خلال الفضائيات مثلا خطاب عام وليس فيه عمق فكري يصنع حضارة مطلوبة خاصة الذي تجسده شخصيات تبرز على الفضائيات الحالية.
هل ظاهرة الفضائيات ودعاتها إيجابية تخدم مسيرة التغيير في الأمة الإسلامية أم أنها تشكل محطة للمراجعة؟
نعم هو شيء إيجابي وممتاز، لكن لابد أن يوضع في محله ويعطى قيمته الطبيعية مثلا عمرو خالد أو طارق سويدان أو غيرهما ممن يتكلمون في الفضائيات هؤلاء يضيفون شيئا جديدا ويكسبون جمهورا آخر في الأمة ولكن الذي يستطيع أن يقوم بالحركة النهضوية الفعلية هم الذين في الميدان، لكن الحركات المنظمة داخل الميدان تستفيد من جهود هؤلاء، أما أن يتصور شخص في فضائية ما أنه يستطيع تحريك الأمة يمينا وشمالا، هذا الكلام لا يخضع للسنن التي تقول إن الذين يؤثرون في المجتمعات هم الذين يملكون القوة التنظيمية والجانب القيادي المشروع والرؤية والتحرك في أوساط المجتمع.
كيف تنظر لظاهرة القاعدة؟
القاعدة لا تملك مشروعا حضاريا أو نهضويا وإنما هي ردة فعل على الظلم الواقع على هذه الأمة توجت بهذه الأعمال والكثير من اجتهاداتهم أربكت أصحاب المشاريع الحضارية الإسلامية الوسطية المعتدلة، وفيها حدة في مخاطبة الحكومات والمخالف لها.
هل استوعبت الحركات الإسلامية المغربية تاريخ المغرب؟
بحكم قراءتي لتاريخ المغرب والمرابطين والموحدين، هناك إشكالية في تاريخ المغرب والدليل على ذلك أنني أبحث منذ سنتين عن كتاب شامل عن محمد عبد الكريم الخطابي فلم أجده في دور النشر أو حركة المطابع، أنا أهتم بشخصية محمد عبد الكريم الخطابي لأنه قاتل فرنسا وإسبانيا والمعارك التي خاضها هذا الرجل تدرس في إسبانيا وفرنسا، ويقولون أنه كُتب عنه أكثر من 90 كتابا وكلها بالفرنسية والإسبانية فلماذا لا تترجم هذه الكتب ويستفاد منها، كما أنني وجدت كتبا عن محمد عبد الكريم الخطابي وعن حركة الجهاد المعاصر لاستقلال المغرب التي كانت تملك رؤية إسلامية واضحة ويفترض أن يكتب الكتاب المغاربة هذا التاريخ لأن هؤلاء أجدادنا من حق الأمة علينا أن يعرف بهم، وهي تمدنا ثقافة المقاومة الواعية والمحتسبة عند الله الأجر والمثوبة.
¥