تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:55 م]ـ

أخي الشريف هذا أحد الردود:

وقفة مع الدكتور الفريح وكلامه عن بني تميم!!


ثمة كثير من الكتابات تتطلب القراءة فقط، وثمة كتابات أخرى تستحق القراءة والتمعن، ولكن القليل ربما يستوجب القراءة والتمعن والرد أيضاً، خصوصاً عندما تصدر هذه الكتابات عن أشخاص لهم ثقلهم وأسماؤهم في الساحة الأدبية والثقافية، مما يجعلنا نحمل إليهم حُفناً من علامات الاستفهام والتعجب التي لا تكاد تُرى في بحر العرفان الذي غمرونا فيه والود الذي نجازيهم به.

وما دفعني للرد هو ما قرأته للدكتور الفاضل عبدالرحمن الفريح بعنوان: (مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام - جريدة الجزيرة العدد 12462) وكان المقال يتكلم عن بني تميم، وهل ارتدوا فيمن ارتد من القبائل العربية بعد وفاة - الرسول صلى الله عليه وسلم - فقال الدكتور في سؤال وجهه لفضيلة الشيخ عبدالعزيز الفريح: هل ارتد بنو تميم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

فكان جواب الشيخ: إن بني تميم لم يرتدوا فيمن ارتد من القبائل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن ما ذكر عن ردة بني تميم ليس له أساس من الصحة، وذكر الشيخ مجموعة من النقاط الافتراضية والمبنية على التأويل، فكانت النتيجة أن بني تميم لم يرتدوا، ثم تابع الدكتور الفريح المقال الذي أكد فيه أن بني تميم لم يرتدوا مستدلاً ببعض القصائد والمعارك التي تدل على مشاركة بعض قادة تميم وبطونها في حروب الردة وناسياً أن جميع القبائل - بمن فيها تغلب وبكر وحنيفة وغطفان - كان لها قادة ومقاتلون في حروب الردة ولا ينفي ذلك ارتداد قبائلها، أي إنه عندما يشارك شرحبيل بن حسنة التميمي وقيس بن عاصم في معارك الردة لا يعني أن تميم لم ترتد وما أشبه هذا بأن نقول إن الفرس لم يكفروا بالله ويكذبوا نبيه، ونستدل على ذلك بأن سلمان الفارسي شارك في معارك المسلمين ضد الفرس.

والمستغرب من الدكتور الفريح أن يكون باحثاً في التاريخ والحضارة ويصدر عنه هذا الكلام الذي قد يكون مبعثه عاطفة خفية أكثر منه حقيقة علمية، وإلا أين هو من كتب التاريخ التي تجمع على ارتداد بني تميم - ولا ينقص ذلك من شأنها وفضلها - مع من ارتد من قبائل نجد، وهذه بعض المصادر التي غابت عن الدكتور أو أنه أنكر الثقة عن أصحابها:

1 - ابن كثير (البداية والنهاية):

وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خلا أهل المسجدين مكة والمدينة، وارتدت أسد، وغطفان، وعليهم طليحة بن خويلد الأسدي الكاهن. وارتدت كندة ومن يليها وعليهم الأشعث بن قيس الكندي. وارتدت مذحج ومن يليها وعليهم الأسود بن كعب العنسي الكاهن. وارتدت ربيعة مع المعرور ابن النُّعمان بن المنذر. وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذّاب. وارتدت سليم مع الفجأة واسمه أنس بن عبد ياليل. وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة.

2 - ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون) - فصل قصة سجاح وبني تميم:

كان بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة، فمنهم من ارتدّ ومنع الزكاة، ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره.

3 - البلاذري (الفتوح) 1 - 42:

وعقب وفاته - أي الرسول صلى الله عليه وسلم - ارتد أهل اليمامة والبحرين، واستعانوا بالفرس، وارتدت ربيعة وحنيفة وسليم وبنو تميم وحضرموت، واجتمعت غطفان وأسد على الردة. وكان على رأس بني أسد طلحة بن خويلد المتنبي، وعلى رأي بني تميم الكاهنة سجاح، وعلى رأس بني حنيفة مسيلمة الكذاب، وعلى كندة الأشعث بن قيس.

4 - د. توفيق محمد برو (التاريخ السياسي والحضاري لصدر الإسلام والخلافة الأموية) (ص 98 - 99):

ومنهم مسيلمة الكذاب من بني حنيفة الذي انضمت إليه قبيلته وقبيلة تميم بعد أن تزوج الكاهنة سجاح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير