تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه. قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما يكون من أمره. أنظر: كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/ 561) و قال الألباني إسناده صحيح.

و كان أهل الفتنة أثناء حصارهم لعثمان في داره و منعه من الصلاة بالناس، هم الذين يصلون بهم، و كان الذي يصلي بالناس الغافقي بن حرب.

أخرج البخاري في صحيحه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن خيار: أنه دخل على عثمان و هو محصور فقال: إنك إمام عامة، و نزل بك ما نرى و يصلي لنا إمام فتنة و نتحرج، فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، و إذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. البخاري مع الفتح (2/ 221).

ليلة مقتل عثمان ..

و قبيل مقتله يرى عثمان رضي الله عنه في المنام اقتراب أجله فيستسلم لأمر الله؛ روى الحاكم بإسناد صحيح إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن عثمان أصبح يحدث الناس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا عثمان! أفطر عندنا، فأصبح صائماً و قتل من يومه. المستدرك (3/ 99) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، و وافقه الذهبي و رواه أحمد في فضائل الصحابة من طريق آخر (1/ 497) قال المحقق: إسناده حسن، و ورد بلفظ آخر عند ابن حجر في المطالب العالية (4/ 291) قال المحقق: قال البوصيري رواه البزار و أبو يعلى و الحاكم و قال: صحيح الإسناد، و ذكره الهيثمي في المجمع (7/ 232) و صححه الحاكم في المستدرك (3/ 103) و ذكره ابن سعد في الطبقات (3/ 75).

أخرج خليفة بن خياط في تاريخه (ص 174) بسند رجاله ثقات إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: فتح عثمان الباب و وضع المصحف بين يديه، فدخل عليه رجل فقال: بيني و بينك كتاب الله، فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر فقال: بيني و بينك كتاب الله، فأهوى إليه بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أم قطعها و لم يبنها، فقال والله إنها لأول كف خطت المفصّل.

هذا ما ورد عن كيفية دخول الثوار على عثمان رضي الله عنه، و تتوزع سيوفهم دماءه الطاهرة، فأخذ الغافقي حديدة و نزل بها على عثمان رضي الله عنه فضربه بها و رَكَسَ المصحف برجله فطار المصحف و استدار و رجع في حضن عثمان و سال الدم فنزل عند قوله تعالى: {فسيكفيكهم الله} [البقرة /138]، هنا أرادت نائلة زوجة عثمان أن تحميه فرفع سودان السيف يريد أن يضرب عثمان فوضعت يدها فقطع أصابعها فولت صارخة تطلب النجدة فضربها في مؤخرتها، و ضرب عثمان على كتفه فشقه ثم نزل عليه بخنجر فضربه تسع ضربات و هو يقول: ثلاث لله و ست لما في الصدور، ثم قام قتيرة فوقف عليه بالسيف ثم اتكأ على السيف فأدخله في صدره ثم قام أشقاهم و أخذ يقفز على صدره حتى كسّر أضلاعه، هنا قام غلمان عثمان بالدفاع عنه و استطاعوا أن يقتلوا كل من سودان و قتيرة، لكن أهل الفتنة قتلوا الغلمان جميعاً و تركوا جثثهم داخل الدار، ثم قام جماعة من الصحابة و ذهبوا إلى داره و خرجوا به و دفنوه رضي الله عنه بليل في حش كوكب، وكانت مقبرة لليهود فاشتراها عثمان، و هي في ظهر البقيع فدفن فيها و لم يدفن في البقيع لعدم إذن أهل الفتنة، ثم إنه في عهد معاوية وسع البقيع و أدخل فيه المكان فصار قبر عثمان داخل البقيع. معجم البلدان (2/ 262)، انظر هذا الخبر في الطبري (4/ 412). و انظر خبر دمه على المصحف في فضائل الصحابة عند أحمد (1/ 470 - 473) بإسناد صحيح و تاريخ خليفة (ص188 - 190) و المطالب العالية (4/ 286) و موارد الظمآن (7/ 128).

و يكشف أيضاً عن مقاصد القوم ما ذكره ابن كثير في البداية (7/ 189): من أن الخوارج نادى بعضهم بعضاً بعد مقتل عثمان بالسطو على بيت المال، فسمعهم خزنة بيت المال فقالوا يا قوم النجا! النجا فإن هؤلاء القوم لم يصدقوا فيما قالوا من أن قصدهم قيام الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و غير ذلك مما ادّعوا أنهم قاموا لأجله، و كذبوا إنما قصدهم الدنيا. فأخذوا ما به من أموال ثم سطوا على دار عثمان و أخذوا ما به حتى إن أحدهم أخذ العباءة التي كانت على نائلة. تاريخ الطبري (4/ 391).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير