تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قيل أن الذي ضربه بالسهم مروان بن الحكم، لكن ليس هناك دليل على هذا، و بدراسة تلك الروايات، اتضح براءة مروان بن الحكم من تلك التهمة، و ذلك للأسباب التالية:-

أ- وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري، مع ما عرف من البخاري رحمه الله من الدقة و شدة التحري في أمر من تقبل روايته، فلو صح قيام مروان بقتل طلحة رضي الله عنه لكان هذا سبباً كافياً لرد روايته و القدح في عدالته. و الرواية في صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (3/ 493).

ب- استبعاد ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (7/ 248) لهذا الأمر و تشكيكه فيه بقوله: و يقال إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم. و قد قيل: إن الذي رماه بهذا السهم غيره، و هذا عندي أقرب، و إن كان الأول مشهوراً، والله أعلم.

جـ- ثناء الأئمة عليه كالإمام أحمد، و الحافظ ابن حجر. سير أعلام النبلاء للذهبي (3/ 477) و الإصابة لابن حجر (6/ 257 - 259).

د- بطلان السبب الذي قيل إن مروان قتل طلحة رضي الله عنه من أجله، و هو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان رضي الله عنه. و هذا السبب المزعوم غير صحيح حيث إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحداً من الصحابة قد أعان على قتل عثمان رضي الله عنه.

هـ - كون مروان و طلحة رضي الله عنهما، في صف واحد يوم الجمل، و هو صف المنادين بالإصلاح بين الناس.

و - أن معاوية رضي الله عنه قد ولى مروان على المدينة و مكة، انظر خبر توليته في: تاريخ الطبري (5/ 293)، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية رضي الله عنه على رقاب المسلمين و في أقدس البقاع عند الله. لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع راجع كتاب: استشهاد عثمان و وقعة الجمل لخالد الغيث (ص202 - 203).

و في أثناء المعركة قال علي للزبير: أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: يا زبير أما والله لتقاتلنه و أنت ظالم له. تاريخ دمشق لابن عساكر (18/ 408 - 410).

روى الحاكم في المستدرك (3/ 365 - 366) من طرق متعددة أن علياً ذكرّ الزبير بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لتقاتلن علياً و أنت ظالم له، فلذلك رجع.

و أخرج إسحاق من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام - رجل من حيه - قال: خلا علي بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول و أنت لاوي يدي: لتقاتلنه و أنت ظالم له ثم لينتصرن عليك. قال: قد سمعت، لا جرم لا أقاتلك. ذكره الحافظ في الفتح (13/ 60) و انظر المطالب العالية (4/ 301).

و روى ابن عساكر في تاريخه (18/ 410) وابن كثير في البداية (7/ 242) أن الزبير رضي الله عنه لما عزم عل الرجوع إلى المدينة عرض له ابنه عبد الله فقال: مالك؟ قال: ذكرّني علي حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و إني راجع، فقال له ابنه: و هل جئت للقتال؟ إنما جئت تصلح بين الناس، و يصلح الله هذا الأمر.

و بالفعل فإن موقف الزبير رضي الله عنه كان السعي في الإصلاح حتى آخر لحظة، و هذا ما أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 366) من طريق أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، و فيه أن الزبير رضي الله عنه سعى في الصلح بين الناس و لكن لما قامت المعركة واختلف أمر الناس مضى الزبير و ترك القتال.

و هذا الفعل من الزبير رضي الله عنه هو الذي ينسجم مع مقصده الذي قدم البصرة من أجله، لا كما تصوره بعض الروايات من أنه كان من المحرضين على القتال.

و أثناء انسحابه رضي الله عنه رآه ابن جرموز فتبعه فأدركه و هو نائم في القائلة، بوادي السباع، فهجم عليه فقتله رضي الله عنه، ثم سلب سيفه و درعه. الفصل في الملل و النحل لابن حزم (4/ 239). و قال ابن كثير أن هذا القول هو الأشهر. أنظر: البداية و النهاية (7/ 250).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير