4 - ديننا دين الجماعة والمحبة والصلة وحسن الجوار. ونحن ـ أهل السنة والجماعة ـ السنة عندنا معناها الحق والدين كله، والجماعة هي الوحدة والتآلف المقابل للفرقة والتناحر؛ فانتماؤنا للإسلام حسب معادلة لها طرفان: أحدهما السنة، والآخر الجماعة.
وسلوكنا قائم على المحافظة على التوازن بين طرفي هذه المعادلة بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر ولا يكون على حسابه. فنحن نؤمن بالحق ونصرح به، وفي الوقت نفسه نمد يد التعاون والأخوة والجماعة إلى الآخرين.
ودولة الإسلام كانت تضم أدياناً متعددة عاش أصحابها جنباً إلى جنب مع المسلمين، وحين طاردت الصليبية فلول اليهود في الأندلس بعد انهيار دولة الإسلام لم يجد اليهود ملاذاً لهم إلا أرض المسلمين ودولتهم فهاجروا إليها. والله ـ تعالى ـ يقول: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] وقوله ـ تعالى ـ: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ #! 8! #) إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة: 8 - 9].
وحين دخل رسول الله # في المدينة وجدها مختلفة الأديان والأعراق، لكن حين أقام دولته على أساس عقدي لم ينس الوحدة الوطنية.
العراق بلد فيه نصارى وفيه مسلمون وفيه يهود كذلك، وهؤلاء أديانهم مختلفة، ولكن هذا الاختلاف في الدين لا يمنع التقاءهم على مصلحة بلدهم؛ فهم ـ وإن اختلفوا دينياً ـ يجب أن يتحدوا وطنياً.
وفي العراق كذلك طائفتان كبيرتان هما أهل السنة والجماعة والشيعة، واختلاف هاتين الطائفتين دينياً (*) لا يمنع التقاءهما سياسياً ووطنياً، بل هذا واجب شرعي ومطلب وطني، عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم من أجل تحقيقه وترسيخه، وعليهم أن يشيعوا بين جماهيرهم وعوامهم أن الاختلافات الدينية أو الطائفية لا ينبغي أن تكون عقبة في سبيل الوحدة الوطنية.
? لغة الأرقام:
بعد هذه المقدمة الضرورية نأتي لنستنطق الإحصائيات والأرقام ونرى ماذا تقول؟ وبِمَ تحكم؟
1 - عدد المحافظات السنية وعدد المحافظات الشيعية:
هذا إذا اعتبرنا العاصمة بغداد متساوية العدد بين أهل السنة والشيعة ولم نقل بأن أهل السنة متفوقون عددياً وهو الذي أرجحه.
2 - فرق العدد والكثافة بين المحافظات السنية والشيعية:
تبين لنا من الجدول السابق أن المحافظات الشيعية تزيد على المحافظات السنية بفارق عدد هو واحد (1) فالمحافظات الشيعية عددها (9) بينما المحافظات السنية عددها (8).
لكن هذا الفرق العددي البسيط يتلاشى أثره تماماً إذا نظرنا إلى فرق الكثافة السكانية بين الطرفين؛ فإن غالب المحافظات الشيعية ذات كثافة سكانية متدنية مقارنة بالمحافظات السنية التي هي في غالبها مناطق أو محافظات ذات كثافة سكانية عالية، بل إن فرق الكثافة هذا يعكس المعادلة ويجعلها بالمقلوب.
هذه الحقيقة وحدها تكفي معرفتها في التحقق من أن الأغلبية السكانية في العراق هي لأهل السنة والجماعة وليست للشيعة كما هو شائع، وهذا يتبين من معرفة عدد سكان كل محافظة حسب آخر إحصائية رسمية وهي التي جرت عام 1996م.
وهذه هي الإحصائية مع التجاوز عن الكسور العددية وتقريبها إلى أوْلى عدد معتبر:
أي أن مجموع سكان المحافظات السنية يزيد إجمالاً على مجموع سكان المحافظات الشيعية بأكثر من سبعمائة ألف. لكن هذا العدد يكبر ويتضاعف إذا حسبنا عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية وعدد الشيعة في المحافظات السنية ثم أضفنا الناتج كلاً إلى طائفته، فإن وجود أهل السنة في المحافظات الشيعية يزيد إلى حد الضعف تقريباً عن وجود الشيعة في المحافظات السنية، وسيأتي بيان ذلك بالأرقام.
أقضية في محافظات سنية تساوي محافظة شيعية:
¥