ويبقى فرق الكثافة فعّالاً في إعطائنا حقائق أخرى مهمة. مثلاً: ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء (740.000) وميسان (590.000) والمثنى (414.000) لا تساوي مجتمعة محافظة سنية هي نينوى (1.900.000) فإن الأخيرة تساويها وهي مجتمعة وتزيد عليها بمائة وستة وخمسين ألفاً (156.000).
بل إن ما يقارب نصف المحافظات الجنوبية (الشيعية) كواسط وميسان والمثنى والقادسية هي عبارة ـ من حيث عدد السكان ـ عن أقضية في بعض المحافظات الغربية أو الشمالية (السنية)؛ فمحافظة المثنى أو ميسان أقل في سكانها في قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار، أو سامراء في محافظة صلاح الدين.
? غالبية المحافظات السنية عالية الكثافة عكس المحافظات الشيعية:
حقيقة أخرى تظهر لنا من النظر في فروق الكثافة وهي أن عدد المحافظات السنية ذات الكثافة السكانية العالية ـ أي التي بلغت مليوناً فأكثر ـ هو ضعف عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة.
إن عدد المحافظات الشيعية العالية الكثافة هو ثلاث من تسع (3/ 9) أي بنسبة واحد إلى ثلاثة (1/ 3) أي أن ثلثي المحافظات الشيعية قليلة الكثافة. بينما عدد المحافظات السنية العالية الكثافة هو بنسبة خمس إلى ثمان (5/ 8). وإذ نظرنا إلى أن محافظة نينوى تقارب في عددها المليونين، ومحافظة صلاح الدين تقارب المليون فيمكن القول بأن العدد هو ست إلى ثمان (6/ 8) أي أن ثلاثة أرباع المحافظات السنية هي محافظات ذات كثافة سكانية عالية (3/ 4).
كما يلاحظ بوضوح أن المحافظات السنية العالية الكثافة مقارنة بمثيلاتها من المحافظات الشيعية هي ست إلى ثلاث (6/ 3) أي ضعفها.
وهذا الجدول يبين ما تقدم بالأرقام:
أ - المحافظات عالية الكثافة:
ب - المحافظات قليلة الكثافة:
? عدد السنة في المحافظات الشيعية أكثر من الشيعة في المحافظات السنية:
يتركز أهل السنة في المحافظات الشيعية عالية الكثافة، ويقلون في قليلة الكثافة؛ إذ يشكل أهل السنة نسبة تقارب الثلث (1/ 3) في اثنتين من المحافظات الشيعية الثلاث العالية الكثافة وهما البصرة وبابل. ففي الأولى يشكلون نسبة لا تقل عن 35% وتصل نسبتهم إلى 30% من عدد السكان في الثانية. بينما لا يتركز وجود الشيعة في أي محافظة في المحافظات السنية سواء منها العالية الكثافة أو الواطئة سوى ديالى بنسبة 35% من عدد سكانها.
ومن ملاحظة الأعداد في الجدول الأخير من هذه الدراسة نجد أن عدد أهل السنة في المحافظات الشيعية حوالي (1.135.000) بينما عدد الشيعة في المحافظات السنية حوالي (685.000) فقط.
? النسب التقريبية لكل طائفة في كل محافظة:
وصفت هذه النسبة بـ (النسب التقريبية) لعدم وجود إحصائية رسمية تتعلق بكل طائفة في كل محافظة. وإنما اعتمدت هذه النسب طبقاً للمعرفة الشخصية المبنية على المعايشة الاجتماعية والخبرة الواقعية والسؤال والبحث والتثبت من خلال الآخرين بحيث أستطيع القول بأن هذه النسب أقرب إلى الحقيقة. وهذا يعني أن الرقم المثبت قد يزيد قليلاً أو يقل عما هو عليه.
أ - المحافظات السنية:
ب - المحافظات الشيعية:
العاصمة بغداد:
هذا كله إذا اعتبرنا العاصمة (بغداد) متساوية النسبة بين الطائفتين. على أن الذي أرجحه أن أهل السنة في بغداد لا يزالون يشكلون أغلبية السكان، وأن نسبتهم قد تصل إلى 60%.
? عدد أهل السنة والشيعة طبقاً إلى نسبتهم المتوقعة في كل محافظة:
أما إذا اعتبرنا نسبة أهل السنة في بغداد 60% فتكون النتيجة كالآتي:
- عدد أهل السنة = 11.613.240
- عدد الشيعة = 9.118.760
فإذا قمنا بحذف 700.000 من هذه الأعداد ووزعنا هذا الرقم بحيث نحذف 400.000 من أهل السنة و 300.000 من الشيعة: ذلك أن مجموع أهل السنة مع الشيعة عام 1996 هو عشرون مليوناً (20.000.000)، وأن العدد المحذوف (700.000) يمثل الأقليات الأخرى ـ فتكون النتيجة كالآتي:
العدد الإجمالي لأهل السنة يتراوح بين 10.750.000 و 000،200،11.
والعدد الإجمالي للشيعة يتراوح بين 000،800،8 و 000،250،9.
أي معدل عدد أهل السنة هو 000،000،11.
ومعدل عدد الشيعة هو 000،000،9.
أي أن عدد أهل السنة يزيد على عدد الشيعة في العراق بمقدار مليونين (2.000.000).
وهذا يعني أن:
نسبة أهل السنة في العراق بين 52% و 54%.
ونسبة الشيعة في العراق بين 42% و 45%.
¥