ولو كان تصحيح الأحاديث وتضعيفها يصلح بمجرد مطابقتها للواقع لصح ما روي عن أم الدرداء أنها قالت: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوما لم يزل طاعة مستحف بها ودم مسفوك على وجه الأرض بغير حق.
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[16 - 01 - 07, 02:54 ص]ـ
سلمت (د. محمد) ويسر الله لك من يرد عنك فى غيبتك. آمين.
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[21 - 01 - 07, 04:51 م]ـ
يا دكتور محمد ..
سلام عليكم ...
لقد جانبك الصواب كثيرا فيما ذهبت إليه عن حادثة قتل الوليد وملابسات الحادث وآثاره على البيت الأموي ولقد رأيت أن أعرض بعض الملاحظات على كلامك الذي أوردت
الملاحظة الأولى: قولك عن هشام بن عبد الملك ((إذ كان عمه هشام يسعى لخلعه من ولاية العهد ولم يكن ذلك ليتسنى إلا إذا جعل من ولي العهد رجلا سيء السمعة.)) وهل كان هشام رحمه الله بهذا الفكر وتلك العقلية إذ يسعى لتشويه سمعة الوليد حتى يخلعه!! وكلامك هذا جد خطير إذ هو طعن في أحد أفضل الخلفاء من بعد الراشدين بل المشهور عن هشام رحمه الله أنه سعى لقتله لاستخفافه بالدين
كما ذكر بن عساكر قال: كان بينه (الوليد) وبين عمه هشام منافسة لأجل استخفافه بالدين وشربه الخمر واشتهاره بالفسق والفجور فهم هشام بقتله ففر وصار لا يقيم بأرض خوفا من هشام. فالوليد مشهورا بالفسق والمجون حتى حمل ذلك الأمام الزهري رحمه الله أن يلح على هشام بأن يخلعه فذكر بن عساكر بسنده في تاريخ دمشق (ج63/ص327)
عن أبي الزناد عن أبيه قال كان الزهري يقدح أبدا عند هشام بن عبدالملك في خلع الوليد بن يزيد ويعيبه ويذكر أمور عظيمة لا ينطق بها ويقول لهشام ما يحل لك إلا خلعه فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له ولا يسوءه ما يصنع الزهري رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه.
وقال بن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (ج10/ص7)
كان هذا الرجل (الوليد) مجاهرا بالفواحش مصرا عليها منتهكا محارم الله عز وجل لا يتحاشى من معصية وربما اتهمه بعضهم بالزندقة والانحلال من الدين فالله أعلم الذي يظهر أنه كان عاصيا شاعرا ما جنا متعاطيا للمعاصي لا يتحاشاها من أحد ولا يستحي من أحد قبل أن يلى الخلافة وبعد أن ولي وقد روي أن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله قال أشهد أنه كان شروبا للخمر ما جناه فاسقا ولقد أرادني على نفسي الفاسق.
الملاحظة الثانية: قولك (والرجل آنذاك شاب صغير بل هو أصغر ولي للعهد في الدولة الإسلامية حتى حينه مما جعله محلا للحسد من أكفائه في البيت الأموي) لقد اعتبرت الحسد هو الذي حمل بعض أقارب الوليد لتشويه سمعته لأنه صغيرا في السن!! وكأنك سامحك الله قد شققت صدورهم وعلمت بما فيها أنه تفسير عجيب وتبرير في غاية الغرابة وكأن تشويه سمعته كانت من أقرانه وليس من أفعاله القبيحة وقد أجمع المؤرخون من أهل السنة على فسقه ..
وتقول أن سبب تشويه سمعته الحسد من أقرانه في البيت الأموي؟؟؟
هل عاشرته؟؟؟ أم أنك أكثر إلماما وأحاطة بأحوالهم من الإمام الطبري والإمام الذهبي وابن الجوزي وابن كثير وغيرهم من أئمة المؤرخين من أهل السنة ....
وهل في صالح الأمويين أن تشوه سمعة ولي العهد؟؟؟
ومن المعروف أن ذلك يؤثر على جميع من ينتسبون إلى البيت الحاكم فليس من صالحهم في شيء!! فمثل هذا الكلام يصدر من مثل جورج زيدان وأشباهه وليس من مثلك .. !
ثم إن معاوية بن يزيد تولى الخلافة وعمره في حدود التاسعة عشرة وعقد له أبوه ولاية العهد من قبل ذلك وربما من بعد ما آلت إليه الخلافة وقد تولى أبوه الخلافة وكان عمر معاوية أربعة عشر عاما ومع ذلك كانت سمعة معاوية رحمه الله حسنة للغاية من التدين فأين الأقران يحسدونه ويشوهون سمعته ...
الملاحظة الثالثة: قولك ((وتولى الوليد الخلافة وقام فيها قياما أغاظ أعداءه فلم يشهد عليه انتقاض في أطراف ولايته ولم يأخذ عليه الناس شيئا في أنفسهم ولا أموالهم.)) ولم أدري من أين استقيت هذه المعلومة!!! بل المشهور عند المؤرخين أن بداية الخلل في الدولة الأموية كانت بسبب ولاية الوليد حيث دب فيها الخلل وانتقضت كثيرا من الأمصار
¥