تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل إذا كان الرجل لم يستطع أن يمنع نفسه عن شرب الخمر والمجون فكيف يدير شؤون الدولة وهل من السياسة أن يستمر في المجاهرة بالمعاصي والفسق ومن المعلوم أن تلك الفترة من التاريخ لم يكن يرضى أهلها بمثل تلك التصرفات من خليفة مناطا به تنفيذ الحدود على الفساق!!!

قال بن الأثير رحمه الله في (الكامل في التاريخ ج4/ص479)

وكان سبب قتله ما تقدم ذكره من خلاعته ومجانته فلما ولي الخلافة لم يزد من الذي كان فيه من اللهو واللذة والركوب للصيد وشرب النبيذ ومنادمة الفساق إلا تماديا فثقل ذلك على رعيته وجنده وكرهوا أمره.

وفسر الإمام الطبري رحمه الله في تاريخه سبب انتقاض أمر الوليد بأنه سؤ سياسته فقال (وكان من أعظم ما جنى على نفسه (الوليد) حتى أورثه ذلك هلاكه إفساده على نفسه بني عميه بني هشام وولد الوليد ابني عبد الملك بن مروان مع إفساده على نفسه اليمانية وهم عظم جند أهل الشام

وقال أيضا: كان الوليد صاحب لهو وصيد ولذات فلما ولي الأمر جعل يكره المواضع التي فيها الناس حتى قتل ولم يزل ينتقل ويتصيد حتى ثقل على الناس وعلى جنده واشتد على بني هشام فضر سليمان بن هشام مائة سوط وحلق رأسه ولحيته وغربه إلى عمان فحبسه بها فلم يزل بها محبوسا حتى قتل الوليد قال وأخذ جارية كانت لآل الوليد فكلمه عمر بن الوليد فيها فقال لا أردها فقال إذن تكثر الصواهل حول عسكرك قال وحبس الأفقم يزيد بن هشام وأراد البيعة لابنيه الحكم وعثمان فشاور سعيد بن بيهس بن صهيب فقال لا تفعل فإنهما غلامان لم يحتلما ولكن بايع لعتيق بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك فغضب وحبسه حتى مات في الحبس وأراد خالد بن عبد الله على البيعة لابنيه فأبى فقال له قوم من أهله أرادك أمير المؤمنين على البيعة لابنيه فأبيت فقال ويحكم كيف أبايع من لا أصلي خلفه ولا أقبل شهادته قالوا فالوليد تقبل شهادته مع مجونه وفسقه قال أمر الوليد أمر غائب عني ولا أعلمه يقينا إنما هي أخبار الناس فغضب الوليد على خالد) (ج4/ص235)

وقال ايضا (وأضغن على الوليد آل الوليد وآل هشام وآل القعقاع واليمانية بما صنع بخالد بن عبد الله (من قتله وهو من أعمدة الدولة الأموية) فأتت اليمانية يزيد بن الوليد فأرادوه على البيعة فشاور عمرو بن يزيد الحكمي فقال لا يبايعك الناس على هذا وشاور أخاك العباس بن الوليد فإن سيد بني مروان فإن بايعك لم يخالفك أحد وإن أبى كان الناس له أطوع فإن أبيت إلا المضي على رأيك فأظهر أن العباس قد بايعك وكانت الشأم تلك الأيام وبية فخرجوا إلى البوادي وكان يزيد بن الوليد مبتديا وكان العباس بالقسطل بينهما أميال يسيرة فحدثني أحمد بن زهير قال حدثني علي قال أتى يزيد أخاه العباس فأخبره وشاوره وعاب الوليد فقال له العباس مهلا فإن في نقص عهد الله فساد الدين والدنيا فرجع يزيد إلى منزله ودب في الناس فبايعوه سرا ودس الأحنف الكلبي ويزيد بن عنبسة السكسكي وقوما من ثقاته من وجوه الناس وأشرافهم فدعوا الناس سرا ثم عاود أخاه العباس ومعه قطن مولاهم فشاوره في ذلك وأخبره أن قوما يأتونه يريدونه على البيعة فزبره العباس وقال إن عدت لمثل هذا لأشدنك وثاقا ولأحملنك إلى أمير المؤمنين فخرج يزيد)

قال بن كثير رحمه الله ((قلت لما مات هشام بن عبد الملك مات ملك بني أمية وتولى وأدبر أمر الجهاد في سبيل الله واضطراب أمرهم جدا وان كانت قد تأخرت أيامهم بعده نحو من سبع سنين ولكن في اختلاف وهيج ومازالوا كذلك حتى خرجت عليهم بنو العباس))

وقال المسعودي: في مروج الذهب ظهر في أيام الوليد بن يزيد يحيى بن زيد بن علي بن أبي طالب بالجوزجان من بلاد خراسان منكرا للظلم وما عم الناس من الجور فسير إليه نصر بن سيار سالم بن أحوز المازني فقتل يحيى في المعركة بسهم أصابه في صدغه

وقال اليعقوبي رحمه الله تاريخه ج2/ص333

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير