تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال له السيد طلحة: إنما أسألك عن دينه أهو مؤمن أم لا؟ فقال: ما هذا السؤال؟ هو مؤمن مخلص من أقوى الناس إيمانا. فتعجب الحاضرون وأخذني أنا المقيم المقعد ولم أقدر على السكوت مع أني كنت أود أن لا يفتح هذا الباب لأنه أحرج الأستاذ جار الله، فقلت: ما هي شريعة الحكومة التركية أهي الشريعة الإسلامية أم غيرها؟ فقال: شريعتهم مأخوذة من القانون الفرنسي. فقلت أنا: الذي سمعت أنهم استبدلوا شريعة الإسلام بقانون سويسرا وأيها كان فكلامكم صريح في أنهم ليسوا على شريعة الإسلام. فحينئذ هاجت في الأستاذ العاطفة الجنسية فقال: إن العرب يكفرون الترك ويقولون إنهم مرتدون، والترك يقولون إن العرب هم الذين غدروا بنا وانضموا إلى الأعداء فتركناهم وما اختاروا. ثم قال: إن العرب متحاملون على الترك يكفرونهم بلا حق والتكفير أمره عظيم، وهو الذي شتت شمل المسلمين وأنا لا أرضاه وحمل على الأستاذ العلامة رشيد رضا متع الله المسلمين ببقائه حملة شعواء ونسب إليه الغلو في تكفير الترك. فقلت: السيد رشيد رضا وسائر علماء العرب لا يقولون إن الأمة التركية مرتدة كافرة ولم يتبدل اعتقادهم في الأمة التركية وأنها لا تزال متمسكة بدينها، وإنما يقولون الحكومة التركية خرجت من الإسلام ولم يقولوا ذلك إلا بعدما أعلنت خروجها عن الإسلام على رؤوس الأشهاد. فقال: هذا خطأ من العلماء العرب وقد رددت عليهم برسالة ألفتها وناولتها مصطفى كمال بيدي …فقلت (الهلالي) يا حضرة الأستاذ أريد أن أسألك سؤالا واحدا فقال: سل. فقلت: ما هو دين حكومة أنقرة؟ فقال: ليس لها دين رسميا، فقلت: فهل هي خائفة من أن تبدي دينها؟ فقال: كلا، فقلت: فما حكم من قال مختارا غير مضطر من الأفراد فضلا عن الدول ليس لي دين أيكون هذا القول ردة منه أم لا؟ ولا سيما إذا عززه بالعمل –في الأحكام حتى الزواج والميراث – بغير دين الإسلام، وهل يوجد في أي مذهب من المذاهب المسلمين من المذاهب الأربعة وغيرها من يحكم بإسلام من يتبرأ من الإسلام قولا وعملا. فقال والانقباض باد على وجهه، كل ما تقوله صحيح لكن لا ينبغي التصريح بالتكفير، بل إذا رأينا رجلا مسلما قد ارتكب أمرا عظيما ينبغي أن نلاطفه حتى يرجع إلى الهدى وأرجو أن يكون هذا آخر البحث .. «([1]). [1] / الشهاب المجلد السابع (225 - 227) أكتوبر 1931م.


[1] / الشهاب المجلد السابع (225 - 227) أكتوبر 1931م.

ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 05:47 م]ـ
ثانيا: مقال آخر لجريدة بيروتية
جاء في الشهاب:» قال مراسل رصيفتنا الأحرار البيروتية يصف مكانة الدين الإسلامي في تركيا واهتمام الدولة به، ويرد من طرف خفي على الذين يدعون أن الأتراك محقوا الدين وأزالوا اسمه ورسمه، قال والدرك عليه وحده: في إمكاننا القول أن الدين الإسلامي لم يصن في تركيا مثلما هو مصان في وقتنا هذا فالحكومة انصرفت بعد إلغاء الخلافة إلى عزل الأئمة والخطباء الجاهلين واستبدالهم بجماعة متعلمين يعرفون حقيقة دينهم ومبادئه، كما أنها وسعت كلية الإلهيات بحيث باتت كلية دينية راقية، وسنت قانونا منعت بموجبه تعيين رجال الدين إلا من خريجي هذه الكلية الذين يعرفون كيف يحافظون على الدين الإسلامي وقواعده الحقيقية «([1]). [1] / الشهاب المجلد السابع (131) مارس 1931م.

ثالثا: مقال آخر منقول تضمن تصريحا لمثقفة تركية
قالت:» كانت الفتاة التركية بل كانت الأمة التركية كلها تؤدي العبادات وتقرأ القرآن فإذا سألت فردا منها عما يقرأ وحكمة ما يقرأ وإذا سألته معنى ما يقول حين يعبد الله لم يحظ بجواب، فكانت المسألة كلها تقليدا لا ينبغي لإنسان خلقه الله وشمله بنعمه أن يعبده على أساسه، فأراد الغازي مصطفى كمال ورجاله الذين يعاونونه على إنهاض الأمة أن يفهم الناس معنى ما يقولون حتى تثبت العقيدة، ويعرف كل منا أسس العبادة وروعة القرآن فترجم القرآن إلى التركية، وإني أذكر حين كنت أتعلم الدين في المدرسة ما كنت أعرف منه ما عرفته الآن وكنت أنا وزميلاتي نقرأ أدعية لا نفهمها وآيات قرآنية لا نعرف أولها من آخرها، فلما ترجم القرآن استطعنا أن ندرك حقيقة ديننا ودنيانا، ثم استطعنا أن نفهم إلى جانب ذلك ما
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير