اعلم بارك الله فيك أخي عبد الحق أن ما أشرت إليه فيه الكثير من المغالطة، فجمعية العلماء جمعية سلفية ولكن لا ندعي لرجالها العصمة. وقد كانت مكتبات رجالها تزخر بكتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وغيرهم من علماء السلفية، وقد كان رجال الجمعية ينتسبون للسلفية مع افتخار واعتزاز وحتى حين نبزوا بالوهابية دافعوا عنها ولم يدعوا أنهم براء منها كما يدفع المتهم الشبهة والريبة عن نفسه. هل قرأت كتاب " رسالة الشرك ومظاهره" للعلامة مبارك الميلي؟ هل قرأت قصيدة إلى الدين الخالص للشيخ الطيب العقبي؟ انك لو قرأت هذين المصدرين لعلمت من تكون الجمعية؟ ومن يكون رجالها؟ وأنت أتيت لنا بدعاوى والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أبنائها أدعياء.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
أخي الطيب-وفقك الله-:
لو قلت إن جمعية العلماء سلفية في الجملة لكان قولك أقرب للصواب ..
ثم قولك أن مكتبتهم كانت تزخر بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم-رحمهما الله تعالى- فيه دعوى عريضة تحتاج لبرهان منك ..
أما كتب الشيخ محمد ابن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى- فقولك باطل و مردود والدليل في قول الشيخ عبد الحميد ابن باديس-رحمه الله- (الآثار: م5/ص32):" لا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا لابن عبد الوهاب ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم و إنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون، ويحاولون إطفاء نور الله ما لا يستطيعون، وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا وهابيين كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا عبداويين ولنا أسوة مواقف أمثالنا مع أمثالهم من الضالين".اهـ
وقول الشيخ مبارك الميلي-رحمه الله- (رسالة الشرك و مظاهره: ص15): " وقبل الشروع في الطبع اتصلت بهدية من جدة من الأخ في الله السيد محمد نصيف تشتمل على كتاب (فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد) لابن عبد الوهاب فعلقتُ منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة لخففت علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ". اهـ
و سؤالك لي أجيبك عنه و بكل صدق:
قرأت كتاب الشيخ مبارك الميلي-رحمه الله- (رسالة الشرك و مظاهره) في طبعته القديمة لشركة الشهاب الجزائرية -فيما أذكر - وقيدت منه بعض المسائل و الملحوظات في الهامش، وكذا طبعته الجديدة بالمملكة العربية السعودية-أظنها دار الراية- بتحقيق الشيخ محمود الجزائري -وفقه الله- وفيها استدراكات و تصحيحات على الطبعة القديمة، وقد أحسن للكتاب الشيخ سعد الحصين -وفقه الله- بتهذيبه فلعلك لم تقرأه –أخي- وأنصحك به لأنه تهذيب ..
أما البينة على ما ادعيت فإليك بعضها باختصار:
-تأويل الشيخ عبد الحميد بن باديس لصفة "الإعراض" بحرمان الثواب و صفة "الحياء" بترك العقاب على طريقة الأشاعرة المخالفين لعقيدة أهل السنة و الجماعة، أنظر (مجالس التذكير من حديث البشير النذير: ص68).
- طعن الشيخ محمد بشير الإبراهيمي في دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ووصفها بالغلو، أنظر (الآثار: م1/ص125).
-أما الشيخ الطيب العقبي -ولأنك تهتم بآثاره- فله عدة مخالفات منها:
1 - دفاعه عن مبتدع إباضي في معرض الرد على من نقد عقيدتهم، و اتهم ناقدهم بعدة تهم منها: " محاولة هدم صرح الوحدة"، بل وصف فرقتهم بأنها "طائفة عاملة ناشطة" وألزم الناقد لهم بالتوبة و الاعتذار والله المستعان، انظر (جريدة البصائر/السنة الأولى/ عدد:25 /ص:03).
2 - إقراره و قوله بالديموقراطية الكافرة، أنظر (جريدة البصائر/السنة الأولى/ عدد:31 /ص:02).
أخي الطيب:
قال الشيخ عبد الحميد ابن باديس-رحمه الله-: "ومن حق المناظر أن يذكر كل ما يراه من الحجة لإثبات قوله ولو كان ثقيل على خصمه". اهـ من (مجالس التذكير من حديث البشير النذير: ص77).
ورغم أنني لم أذكر الكثير من الأدلة على المخالفات ولا أعتبر نفسي مناظرا للأخ محمد عيسى أو لك، لكن هذه الأسطر أكتبها نصحا أولا، وثم راجيا من الله -سبحانه و تعالى- أن تجد صدرا رحبا يقبل ما فيها من حق على ثقله ..
و كم أعجبني قولك المُفيد أن رجال الجمعية لا عصمة لهم وهذا دليل قولي على تجردك للحق فآمل منك أخي تصديقه بالجانب العملي فترد أخطاء رجال الجمعية وتنبه عليها ..
والله يوفقنا للصواب في القول و العمل، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه / عبد الحق آل أحمد
-عفا الله عنه-
دولة الجزائر
1428هـ
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 05:41 م]ـ
المهم بارك الله فيك على كل حال
أنا سلفي ولكن ليس من طريقتي أن أقرأ للعلماء بهذه النظرة الانتقائية العوراء، إن سلفية الشيخ ابن باديس وغيره من العلماء لم تكن بمثل هذه الحساسية المفرطة، وأنا أعتقد أن جمعية العلماء ورجالها فهموا السلفية أكثر منا.
أضيف لمعوماتك، أن الشيخ الطيب العقبي رحمه الله كان أول من شرح كتاب " كشف الشبهات في التوحيد" للأمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ببسكرة، قبل ان يطلع علينا اشباه الرجال.
¥