تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رمى بعض الإخوة البشير بالطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكنت أعلم أن هذا الطعن المزعوم ليس بطعن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وإنما هو انتقاد للوهابيين في أمر من الأمور، فأردت أن أنقل عبارة البشير موثقا لها من الآثار، فجعل الله تبارك وتعالى في ذلك سببا أن أطلع على النص الكامل للبشير والكلام الذي يسبق "الطعن المزعوم"،هذا الكلام الذي أسمح لنفسي أنأسميه:"أعظم دفاع قرأته عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" لإنه دفاع عالم مخلص سالم من التملق وحظوظ النفس،لم يرم قائله من وراءه إلى انتزاع التزكية أو تحصيل الإقامة.

هاكم النص الذي انتزع منه أخونا "طعن" البشير في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب [1]:

" ... ويقولون عنا أننا وهابيون،كلمة كثر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أنست ما قبلها من كلمات:عبداويين وإباضيين وخوارج.فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحق، ولكن القوم يصبغوننا في كل يوم بصبغة ويسموننا في كل يوم بسمة،وهم يتخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منا وإبعادها عنا وأسلحة يقاتلوننا بها وكلما كلت أداة جاؤوا بأداة،ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء،وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيام كلمة "وهابي"لعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها مالم يحفلوا بسواها ولعلهم كافؤوا مبتدعها بلقب (مبدع كبير)

إن العامة لا تعرف من مدلول كلمة "وهابي"إلا ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون، وما يعرف منها هؤلاء إلا الاسم وأشهر خاصة لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد، وأن العاقل لا يدري مم يعجب: أمن تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقته المخاطب منهم ولا المخاطب أم من تعمدهم تكفير المسلم الذي لا يعرفونه نكاية في المسلم الذي يعرفونه،فقد وجهت أسئلة من العامة إلى هؤلاء المفترين من علماء (السنة) [2] عن معنى الوهابي فقالوا هو الكافر بالله ورسوله "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"

أما نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عقدهم، إذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء،فإننا لا نرد ما يصدر منهم إلى ما يعلمون منه ولكننا نرده إلى ما يقصدون به،وما يقصدون بهذه الكلمات إلا تنفير الناس من دعاة الحق ولا دافع لهم من الحشد في هذا إلا أنهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضج مبتدعة الحجاز فضج هؤلاء لضجيجهم، والبدعة رحم ماسة،فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة وهابي تقذف في وجه كل داع إلى الحق إلا نواحا مرددا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية، وتحرقا على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا وما أثقل هذه الاسم على أسماعهم، ولكن ما أخفه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم وهي أعز عزيز لديهم ولم ترحم النفوس الولهانة بحبها ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها.

وإذا لم يفهم أصحابنا من معنى الوهابية إلا أنه محو البدع، فقد استقام لهم هذا المنطق الغريب على هذا النحو الغريب وهو أنه مادامت الوهابية هي محو البدع، وما دامت وصفا لا رجلا وما دام كل وصف ككل كسوة عسكرية كل من يلبسها فهو عسكري يعرف بها ولا تعرف به، وما دام المصلحون ينكرون البدع فهم وهابيون وإن لم يأمنوا للحجاج سبيلا ولم يأتوا بابن سعود وقومه قبيلا أهـ من كتاب ابن قشوط

ونحن نقول لهم على هذا النمط من المنطق الغريب:مادامت جريدة الإخلاص [3] مكتوبا على وجهها الأول "ولتكن منكم أمة "وما دام مكتوبا على وجهها الثاني يجب السكوت البات على عوائد الأفراح والأتراح والاحتفالات والمآتم.

وما دامت هذه العوائد بعضها منكر وبعضها غير معروف،وما دامت الجريدة وجاردها كالثريدة وثاردها يأكلها ولا تأكله فأصحاب جريدة الإخلاص ليسوا (منكم) وليسوا (أمة) ... ! اهـ بتخليط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير