يقول الدكتور محمد محمد حسين –رحمه الله- عن "بلنت" هذا: (كان لا يفتر عن التنقل بين مضارب الأعراب في مصر .. يدعو المصريين إلى الثورة، ويتكلم بعد وقوعها باسم عرابي، ويقدم له صورًا مضللة عن صفته الرسمية، وقدرته السياسية، وقوة الجيوش الإنجليزية .. ). (الإسلام والحضارة الغربية، ص 66).
ويقول الأستاذ مصطفى غزال عنه: (كان من أشد الناس تفانياً في مصالح الإنجليز، رغم أنه يتظاهر بصداقته للشرق المتمثل بالشعوب التابعة لتركيا، وبعدائه للحكومات البريطانية، بل كان أحيانًا يتظاهر بالدفاع عن قضايا الشعوب الشرقية، ويقف بجانبهم، كما وقف بجانب عرابي، ودافع عنه بعد أسره، كان هذا نوعًا من الدهاء والحنكة الإنجليزية). (دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام، ص 123).
أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية طالباً من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه! مع ضغطه هو والإنجليز على السلطان العثماني لإصدار منشور في عصيان عرابي؛ لكي ينفض الناس عنه.
- افتعل الإنجليز مذبحة للنصارى في الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها عام (1882م) بدعوى حماية رعاياهم!
قبل أن تتم المصالحة بين عرابي والدولة العثمانية.
- تعاون المنافقون الخونة من أبناء مصر مع الإنجليز، ومكنوا لهم من احتلال البلاد بعرض من الدنيا قليل!
- لم يستجب عرابي للناصحين الذين حثوه على سد قناة السويس لكي لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية؛ منخدعاً –كما سيأتي- بتطمينات المهندس الفرنسي صاحب امتياز القناة.
- قضي على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال الإنجليزي، الذي استمر أكثر من 70 عاماً!! (1882 – 1956م). رغم ادعاءاتهم وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد!! انتهى عن رسالة "كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي.
ـ و كان من المفاجآت خلال حصار القاهرة وقوف البكباشي محمد عبيد صامدا برجاله الثلاثة آلاف مقاتل من المصريين ببنادقهم العتيقة فى وجه جيش الإمبراطورية الإنجليزية التى لا تغرب عنها الشمس بكل أسلحته ومدافعه ليستشهدوا جميعاً في ساحة المعركة.
- يقول الشيخ الخراشي حفظه الله:
(بعد أن تمكن الإنجليز من البلاد المصرية عاثوا فيها فساداً في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستعينين في ذلك كله بالمتعاونين معهم من أفراد الطابور (الخامس)؛ وعلى رأسهم الشيخ محمد عبده الذي كان له ولتلاميذه من بعده الدور الأول في تغريب البلاد وترويضها لقبول مطالب الاحتلال.
- استمر الخديوي توفيق في الحكم، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق ابن فؤاد (1936 - 1952م). وجميع هؤلاء الحكام لم يكن لهم عقد ولا حل، إنما كانوا واجهة شكلية أمام الناس، وأما السلطة الحقيقية فكانت بيد الإنجليز) انتهى عن رسالة "كيف احتل الانجليز مصر " للشيخ سليمان الخراشي.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 08 - 07, 09:34 ص]ـ
في الهند ـ مرةً أخرى ـ:
ارتحل الافغاني الى الهند و سكن "حيدر آباد" الدكن، حيث استضافته الحكومة البريطانية في الهند الى حين انتهاء أمر الثورة العرابية.
، و بما أن الأفغاني كان حيثما يحل يؤسس الجمعيات السرية وينشرها، فقد أنشأ أثناء إقامته في الهند جمعية "العروة الوثقى" الماسونية السرية التي امتد نشاطها إلى الشام ومصر والسودان وتونس ومن خلال هذه الجمعيات السرية بث الأفغاني روح الثورة على المجتمعات الإسلامية بدعوى إصلاحها من الفساد.
وأخبار تلك الجمعية السرية موجودة عند أخلص تلاميذ الأفغاني وهو الشيخ محمد عبده الذي نشر له الباحث الجاد المرحوم علي شلش في سلسلة الأعمال المجهولة نصاً
يقول الشيخ محمد عبده ـ معترفاً ـ بجمعية (حيدر أباد) في رسالة له إلى استاذه جمال الدين الأفغاني، تحمل تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 1884 ميلادية، كتبها من تونس:
¥