تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[16 - 08 - 07, 09:38 ص]ـ

نهاية الأفغاني "مرضه ووفاته":

خلال مكوث الافغاني في الآستانة ظهر مرض السرطان في فكه الأسفل وعملت له ثلاث عمليات جراحية لكنها لم تنجح، وقد قال طبيبه الخاص أن شدة ولع جمال الدين بالسيجار الأفرنجي، وكثرة شربه للشاي وتناوله الطعام مالحا كان من مسببات السرطان حتى قال بعض تلاميذه:

الملحُ والشاي والدخانُ ... أودت بروحِ شيخنا الأفغاني

فتوفي عام 1897 م.

الأفغاني كان شيعياً:

نسبه الصحيح:

هو جمال الدين هو جمال الدين بن صفدر المازندراني الشيعي الرافضي المولود بأسد آباد من مازندران ببلاد ايران عام 1254هـ 1838م،الذي اشتهر بين الناس بالأفغاني.

وقد اختلف المترجمون في نسبه لأنه كان يظهر في كل أرض باسم جديد وشخصية مختلفة،

ومن هذه الأسماء:

جمال الدين الإستانبولي ..

جمال الدين الأسد آبادي ..

جمال الدين الحسيني ..

جمال الدين الافغاني الكابلي ..

جمال الدين الطوسي ..

جمال الدين الرومي ..

قال علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث» (3/ 313): «وقد اعتاد الأفغاني أن يغيّر لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر، فقد رأيناه في مصر وتركيا يلقِّب نفسه بـ (الأفغاني) بينما هو في إيران يلقِّب نفسه بـ (الحسيني).

وكان الأفغاني يغير زيّه ولباس رأسه مثلما كان يغيّر لقبه، فهو في إيران يلبس العمامة السوداء التي هي شعار الشيعة، فإذا ذهب إلى تركيا ومصر لبس العمامة البيضاء فوق طربوش، أما في الحجاز فقد لبس العقال والكوفية».

نشأته الشيعية:

لا ريب في كون جمال الدين شيعيا رافضياً، لعدة اثباتات و اعترافات تصل بمجموعها الى حد العلم اليقيني الاضطراري بتشيعه.

فمن ذلك:

1 ـ ما ذكره مريده و أخص تلاميذه بل صاحبُ سِرِّه الشيخ محمد عبدة في فاتحة تعريبه لرسالة الرد على الدهريين: إن السيد جمال الدين و إن كان في الحقيقة فارسياً، فقد انتسب إلى الأفغان لأمرين:-

أ - أن يكون من السهل عليه الظهور بمظهر السني لا الشيعي.

ب - أن يستطيع الخلاص من رقابة الحكومة الإيرانية لرعاياها في الخارج.

2 - كما صدر في برلين عام 1926م كتاب بالفارسية في سيرة الأفغاني بقلم الميرزا لطف الله خان، ويدعي المؤلف أنه ابن أخت الأفغاني، وأنه اجتمع به في طهران عند ذهاب الأفغاني إليها عام 1886م، و يحتوي الكتاب على صور فوتوغرافية واضحة تجمع الأفغاني و الميرزا لطف الله خان مع زمرة من رجال الدين الإيرانيين، و قد ترجم الكتاب إلى العربية في مصر عام 1957م، و لم يظهر أحد من أقارب جمال الدين حتى الآن ليكذب المؤلف أو يتحداه على وجه من الوجوه ـ لا سيما مع اشتهار الكتاب؟؟

3ـ يقول عبد المهدي فلاح الأصفهاني معلقاً على رسالة وجهها إليه جمال الدين، وأمره بنشرها بعد موته، فيقول: إن مشاهير الأحرار الإيرانيين اضطروا في عهد الشاه ناصر الدين و عماله إلى هجر وطنهم و الالتجاء إلى البلاد الشرقية الإسلامية هرباً من الظلم، فلقب بعضهم – كالسيد جمال الدين – بالأفغاني، و هو في الحقيقة إيراني صميم.

4 – عندما اشتد العداء أخيراً بين الشاه و الأفغاني، أخذ أعوان الشاه يشوهون سمعة الأفغاني، فأشاعوا عنه أنه بابي، و أنه غير مختون، و لكنهم لم يشيعوا عنه أنه سني أو أفغاني، و كان من السهل عليهم أن يفعلوا ذلك لو كان الأفغاني أفغانياً.

5 ـ عندما نفِيَ الأفغاني من مصر لم يأت لتوديعه في السويس سوى القنصل الإيراني، و نفر من التجار الإيرانيين الساكنين في مصر .. فما هو السبب الذي جعل أولئك الإيرانيين يفعلون ذلك، إن لم تكن لهم مع الأفغاني رابطة خاصة.

6ـ اختيار الشاه ناصر الدين للأفغاني ليكزن رئيساً لوزراء دولته، و بالطبع فإنه لا يمكن أن يقع اختيار قادة ايران على عالم من علماء السنة من بلاد الأفغان ليكون الرجل الثاني أو الثالث في البلاط، و عندما وقعت الخلافات بينه و بين الشاه لم يقل أحد من رجال البلاط أو من علماء الشيعة أن الأفغاني سني أو عميل من عملاء الخليفة العثماني لاسيما و هم يعرفون إقامته في بلاد اهل السنة، و لكن كان كل ما قيل عنه أنه: بابي مفسد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير