وتنكر هذه الفرقة الكثير من ضروريات الدين كالمعاد، ممَّاأدَّى بها أن تُحل كثيراً من المحرمات ـى إن لم يكن كلها ـ كالربا و الزنا و شرب الخمر.
و قد خرجت البابية؟ ـ كما تأكد ذلك فيما بعد في نسختها البهائية ـ بتقرير ما أسمته بوحدة المنبع لجميع الديانات العظمى الموجودة في العالم، كما يعترفون بالزردشتية والهندوسية واليهودية والبوذية والمسيحية والإسلام مما يجرهم الى الإيمان بفكرة وحدة الأديان.
من هو الباب:
هو الميرزا علي محمد رضا الشيرازي 1235ـ1266هـ (1819 ـ 1850 م)، تلقى تعليمه الأولي و هو في السادسة من عمره على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة.
ـ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة.
ـ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية. وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين.
ـ في ليلة الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه ـ 23 مارس 1844م أعلن الميرزا أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه، وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد ـ عليهم السلام ـ بل وعياذاً بالله ـ أفضل منهم شأناً.
ـ فآمن به تلاميذ الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي، و كان للظلم والقهر اللذين كانا يهيمنان على المجتمع الايراني في عصر الحكم الكسروي بزعامة الشاه دور كبير على تقبل الناس هذا الدين الجديد الذي بشرهم بالانقاذ والخلاص.
ـ كما ساعد على نشوئها غلبة الجهل والسذاجة وغياب الوعي وكثرة الخرافات، ـ لا سيما في ذلك المجتمع المشبَع بالخرافة ـ حيث لاقت البابية ترحيبا بين البسطاء والسذج، وكذلك دعم الدول الاستعمارية لها خصوصا روسية القيصرية و بريطانيا.
البهاء:
ـ في سنة 1844 م دخل الميرزا حسين علي النوري في دعوة الباب فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي وصار من أشهر أتباع الباب وأنصار دينه، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الاولى من إيمانه بدعوة الباب.
قرة العين:
ـ كما اتبعته و ساندته قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت في قزوين سنة 1231 ه أو 1233 ه أو 1235 ه للملا محمد صالح القزويني أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم.
اتصالها بالباب:
ثم رافقت الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت خطيبة مؤثرة، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها كانت جميلة جذابة، إلا أنها كانت فاجرة، فطلقها زوجها وتبرأ من أولادها. و كانت تلقب بـ زرين تاج، أي "صاحبة الشعر الذهبي " بالفارسية.
ـ في سنة (1261 هـ)، (1848 م) اجتمع قادة البابية في مدينة (رشت) الايرانية،فقرروا فيه نسخ الشريعة المحمدية بشريعة الباب الميرزا
علي محمد الشيرازي، وقامت (زرين تاج) الملقبة بـ (قرة العين) أحد الرموز الفاعلة في هذه الفرقة متبرجة فخطبت خطبة في ذلك المؤتمر كانت سببا في تقاطر الناس على هذا المذهب الجديد، ومما جاء في خطبتها:
"مزقوا هذا الحجاب الحاضر بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالاعمال، وتقاسموهن في الافعال واصلوهن بعد السلوة واخرجوهن من الخلوة الى الجلوة، فماهن الا زهرة الحياة الدنيا، وان الزهرة لابد من قطفها وشمّها لانها خلقت للشم، ولاينبغي ان يعد ولا يحد شاموها بالكيف والكم فالزهرة تجنى وتقطف، وللاحباب تهدى وتتحف ".
ـ و اعتقل الباب فاجتمعت قرة العين مع زعماء البابية في رجب 1264 ه في مؤتمر بيدشت
¥