تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، ولعب الميرزا حسين علي النوري دورا رئيسيا في مؤتمر بدشت الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الاعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الاسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب "بهاء الله".

وكانت قرة العين هي خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب، حينما أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية، و أفرج عن الباب فهدأت ثائرة البابيين.

ـ و شيد الميرزا حسين علي حصنا منيعا في جبال مازندران الايرانية وغاباتها واجتمع حوله خلق كثير من اجل نصرة هذا الدين الجديد، فهال هذا الحال حكومة الشاه فأرسلت بعثة عسكرية لقتالهم ففشلت في دحرهم وعادت تجر اذيال الخيبة والهزيمة.

ـ و في عام 1266 ه‍ ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً.

نكبة البابية:

كررت الحكومة هجماتها المتلاحقة وعززت قواتها بالمدافع والمدمرات من كل نوع فقاومها البابيون مقاومة عنيفة مدة اربعة اشهر حتى فني رجالهم ونفدت ذخائرهم فدخل جنود الشاه الى حصنهم فاسروا (214) شخصا من البابيين بين رجال و نساء واطفال ثم فتك فيهم الجنود فتكا مروعا فبقروا بطونهم وسلوا السنتهم ومثلوا بهم اقبح تمثيل.

ـ و اقتيد من تبقى منهم الى طهران حيث رأى الناس اسرابا من الرجال والنساء والاطفال من البابية مقودين بالحبال، فكان هناك مشهد مرعب في سوق طهران حيث أجسادهم المجروحة وقد وضع الجلادون في كل جرح منها فتيلة ملتهبة، وهم كيوم ولدتهم امهاتهم، والجنود خلفهم يضربون من يتأخر او من يقع منهم بالسياط فاذا مات طفل في الطريق القوه تحت ارجل ابويه فكانا يمران عليه غير ملتفتين اليه، ثم رميت الجثث بالارض تسيل دماؤها والكلاب تنهشها وتأكل من اشلائها.

ـ و حوكم الباب فحاول التظاهر بالتوبة والرجوع، ولم يصدقوه فقد عرف بالجبن والتنصل عند المواجهة، فحكم عليه بالإعدام هو و صاحبه الزنوزي، وذلك في 27 شعبان سنة 1266 ه‍ ـ 8 يوليو 1850.

العداء و الثأر:

أكنَّت البابية كل مشاعر الكراهية و البغض للشاه ناصر الدين، كما كان هناك مخزون هائل من الحقد يحملونه عليه، و ثأرٌ كامنٌ ينتظرون الفرصة لإيقاعه، فقد أباد البابية إبادة شبه تامة، بل حدثت مجازر تشيب منها الولدان للبابية في مازندران، مما جعل البابية تتستر مرة اخرى نحت مسمَّى الشيخية التي انبثقت منها، أو تمتد الى نحلة غنوصية سميت فيما بعد بالبهائية نسبة الى.

محاولات البابية اغتيال ناصر الدين شاه:

ـ في سنة 1852 م اشتركت قرة العين و بهاء الله في مؤامرة قتل الشاه ناصر الدين القاجاري (تولى 1848ــ توفي 1896م) فقبض عليهما وحكم على قرة العين بأن تحرق حية ولكن الجلاد خنقها قبل أن تحرق في أول ذي القعدة 1268 ه‍ الموافق 1852 م. . كما زج ببهاء الله في سجن سياه جال (النقرة السوداء) لعدم توفر الأدلة ضده.

الأفغاني و البابية:

يترجح لدى المتأمل

في سيرة جمال الدين أنَّه كان بابياً لعدة قرائن:

1ـ فقد كان يدعو الى وحدة الأديان، و الذي دعت قال مصطفى غزال في كتابه "دعوة جمال الدين"

كما يجب ألا يغرب عن ذهننا أن البهائية التي ورثت البابية كانت تجمع في صفوفها مختلف الأصناف والمعتقدات، فلا مانع عندهم من الجمع بين البهائية وبين أي معتقد آخر و جعل لذلك مدخلاً، ألا و هو الدعوة الى "التقريب بين أهل السنة والرافضة"، و الذي دعا إليه مع تلميذه محمد عبده، في وقت لم يكن فيه ما يبرر تلك الجهود، إذ كانت الصلات مقطوعة تماماً مع العالم الشيعي.

.

2ـ أنه مولود في أسد آباد من أعمال مازندران بايران، وهي منشأ البابية و ربيبتها البهائية، كما أنَّ العجم يسمون "البابية" بالمازندرانية.

3ـ كما وصفه أبو الهدى الصيادي الصوفي أنه مازنداني (أي بابي) من أجلاف الروافض وأنه مارق من الدين. " تاريخ الأستاذ الإمام لمحمد رشيد رضا" / 1/ 90.

4ـ أن البابية و البهائية لها صلات قوية بالاستعمار الانجليزي.

5ـ كان الشيخ محمد عبده قد حرص خلال إحدى زياراته إلى بيروت, سنة 1883.على الاجتماع برأس البهائية عباس افندي ابن البهاء ـ "صاحب الباب " و مؤسس نحلة البهائية و التي هي امتداد للبابية ـ و أبدى اعجابه الشديد به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير