أخشى أن يكون استدراجا.
قيل له وقد ترك التحديث في آخر عمره وحلف ألا يكمل حديثا من أوله إلى آخره وأعرض عن الناس , فقال قائل في مجلسه: يا أحمد إن الناس يتكلمون أنك لست زاهدا في الدنيا فقط بل أنت زاهد في الدنيا زاهد في الناس. قال: ومن أنا حتى أزهد في الناس , الناس يزهدون بي. ولاحظ أخي أن الإمام أحمد ما كان يرى أنه هو الإمام الفحل المبجل الذي اتسم بالورع حين خلط الناس، والتقوى حين فجر الناس، والتزم بالسنة حين خالفها الناس، وأنه وحيد زمانه وفريد أوانه.كان متواضعا لا يرى لنفسه حقا ولا يرى نفسه شيئا! يقول: لا , الناس يزهدون بي ولست أنا الذي أزهد بالناس.
ذكروا له أن فلانا رأى أنك بشرت بالجنة , فلان رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرك ويثني عليك ويقول: اصبر. فيبكى الإمام أحمد وينفض يده ويقول: الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره وهذا فلان بُشِّر بالجنة فوقع في الدماء - أي اعتدى على الناس وتجرأ عليهم -.
ننتقل بعد ذلك إلى نقطه وفقره أخيره وهي: (بين الإمام أحمد وبين الامام الشافعي).
الإمام الشافعي نموذج لعلماء السنة , أخذ عنه الإمام أحمد نحو عشرين حديثا مع أن الإمام أحمد أبصر منه بالحديث وأوسع منه في الرواية بمراحل ومع ذلك أخذ عنه، وكان الإمام أحمد يقول لبعض زملائه تعال حتى أريك رجلا لم ترَ عينك مثله قط، ثم يشير إلى الشافعي رضي الله عنه. كما أخذ عن الشافعي جملة من كلام العرب. ولما مات أحمد وجد في تركته كتاب الرسالة وهو كتاب عظيم صنفه الشافعي في أصول الفقه وكان أحمد يقرأ فيه ويستفيد منه ويدعو للشافعي ويثني عليه. وقد روى أحمد عن الشافعي حديثا طريفا مسلسلا بالأئمة: رواه أحمد عن الشافعي عن مالك وهم ثلاثة أئمة متبوعون , عن الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى تعود إلى جسدها) ولما لقي الإمام الشافعي أحمد في رحلته الثانية إلى بغداد قال الشافعي لأحمد: "يا أحمد إذا صح الحديث عندكم فأعلمني به حتى أذهب إليه " .. حجازيا كان الحديث أو شاميا أو عراقيا أو يمنيا أو كان ما يكون إذا صح الحديث فأخبرني حتى أذهب إليه. يقول هذا لإنسان يصغره بسنوات طويلة. وكان الإمام أحمد يقول لولد الشافعي محمد بن محمد: أبوك من الستة الذين أدعو لهم في السحر.
وكان الإمام أحمد في حداثته يختلف إلى مجالس علماء آخرين كالقاضي أبو يوسف , وقد كتب روايات علماء الرأي وروايات أهل العراق ثم أقبل على الحديث والسنة.
رحم الله الإمام أحمد ورفع من درجته في المهديين وألحقنا به في الصالحين إنه على كل شيء قدير .. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:52 م]ـ
كلام الإمام أحمد في الرجال - الجرح والتعديل -: لم يكن يغلظ في القول ولا يبالغ في ذلك وإنما كان في كلامة إجمال وعفة وإعراض. فربما قال لا تأخذ الحديث عن فلان أو اتركه أو ما أشبه ذلك أو أشاح عنه بوجه وتركه. ولكن لا ينقل عنه الكلام الغليظ، فالكلمات المعروفة بالقسوة والشدة قلما تسمع من فم الإمام أحمد. .
سبحان الله
كلام رائع ..
قيل له وقد ترك التحديث في آخر عمره وحلف ألا يكمل حديثا من أوله إلى آخره وأعرض عن الناس , فقال قائل في مجلسه: يا أحمد إن الناس يتكلمون أنك لست زاهدا في الدنيا فقط بل أنت زاهد في الدنيا زاهد في الناس. قال: ومن أنا حتى أزهد في الناس , الناس يزهدون بي. ولاحظ أخي أن الإمام أحمد ما كان يرى أنه هو الإمام الفحل المبجل الذي اتسم بالورع حين خلط الناس، والتقوى حين فجر الناس، والتزم بالسنة حين خالفها الناس، وأنه وحيد زمانه وفريد أوانه.كان متواضعا لا يرى لنفسه حقا ولا يرى نفسه شيئا! يقول: لا , الناس يزهدون بي ولست أنا الذي أزهد بالناس.
ذكروا له أن فلانا رأى أنك بشرت بالجنة , فلان رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرك ويثني عليك ويقول: اصبر. فيبكى الإمام أحمد وينفض يده ويقول: الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره وهذا فلان بُشِّر بالجنة فوقع في الدماء - أي اعتدى على الناس وتجرأ عليهم - ..
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 12 - 07, 01:47 م]ـ
وفيك بارك ايها الكريم
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:16 م]ـ
قال المسمي نفسه (جهاد حلس):
أولا: عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة، فإن ذكرهم ذكر للعلم الذي يحملون، والمذهب الذي ينتحلون، والدين الذي إليه يدعون، والسنة التي بها يعملون.
مالدليل على انه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟؟؟!!!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[29 - 12 - 07, 08:50 م]ـ
قال المسمي نفسه (جهاد حلس):
أولا: عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة، فإن ذكرهم ذكر للعلم الذي يحملون، والمذهب الذي ينتحلون، والدين الذي إليه يدعون، والسنة التي بها يعملون.
مالدليل على انه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة؟؟؟!!!
السلام عليكم لو فهمت اخي ما كتبت لما تسرعت
نعم اخي عندما تذكر الصالحين تذكر العلم الذي حملوه لنا والا لماذا نذكر الصالحين؟؟؟
واقصد بالصالحين في هذا الموضع حملة العلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان الى يومنا هذا
والحديث الصحيح الذي رواه ابو داود في سننه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(مَا اِجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْت مِنْ بُيُوتِ اللَّه)
: أَيْ الْمَسْجِد وَأُلْحِقَ بِهِ نَحْو مَدْرَسَة وَرِبَاط
¥