ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
و رحم الله العلامّة ابن باديس
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوان الكريمان محمد بن سحنون و أبو محمد الإدريسي جزاكما الله خيرا.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:27 م]ـ
مع كتاب " الرد النفيس ... " لمحمد حاج عيسى -48 -
عنون الكاتب-حفظه الله- المبحث الثالث من هذا الفصل بتساؤل هو: ما هو الموقف الصحيح من تعطيل زوايا السنوسية؟ إذ رمت الكاتبة ابن باديس (53ص) بأنه فرح لاعتلاء أتاتورك السلطة وإسقاط دولة التصوف، في حين أنه تحسر على إغلاق زوايا السنوسية من طرف الإيطاليين، فكان أهم ما أجاب به الكاتب أن المسلم يقف مع المسلم مهما بلغ ضلاله ضد الكافر، ولا ينبغي أن يفرح مسلم لهزيمة المسلم أمام الكافر، بل عليه أن يحزن، وذلك أضعف الإيمان وإلا فالواجب نصرة المسلم على عدوه، ثم ليس كل الزوايا كانت بيد الطرقيين ولا كل الطرقيون وقع في الشرك الأكبر،وقد تحدث المؤرخون عن السنوسية أنها أقل الزوايا شرا وبدعاحتى زعموا أنها تأثرت بالدعوة النجدية.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:35 م]ـ
مع كتاب " الرد النفيس ... " لمحمد حاج عيسى -49 -
في الفصل الثاني من هذا الباب تعرض الكاتب لقضايا الثناء على الناس التي آخذت بها الكاتبة الإمام ابن باديس، فإن من الأخطاء التي شاعت مؤخرا مؤاخذة الناس بالثناء على آخرين مع إلزام المثني موافقة من أثنى عليه فيما أخطأ فيه، وإن كان الثناء خاصا بجهة من الجهات وصفة من الصفات بدلالة الحال أو المقال وبناء على هذا نقلت الكاتبة ما عدته ثناء من كلام الشيخ بن باديس على بعض الشخصيات لتطرده من السلفية. فكان مما آخذت الكاتبة على ابن باديس رحمه الله الثناء على محمد عبده التي نسبت إليه الكاتبة هداها الله كل شنيع وقبيح-كما سبق-، مع أن الواقع أن ابن باديس أو غيره من رجال الجمعية لم يثنوا على محمد عبده من أجل الأمور التي كانت تنكر عليه، هذه الأمور التي عاش ابن باديس وإخوانه حياتهم كلها في حربها وإزالتها، وإنما أثنوا عليه من أجل الخصال التي كانت تعتبر مظهر دعوة محمد عبده العام، "وهي دعوته إلى إصلاح التعليم ومناهجه ودعوته إلى تجديد العلوم الشرعية، وإحياء الاجتهاد ونبذ التقليد، ومحاربته المعلنة للطرقيين الخرافيين وعداؤه الواضح لعقائد المرجئة والجبرية" .... "ولكنه (محمد عبده) رحمه الله غلا في مخالفتهم حتى أتى بالعجائب والطامات" ويعتذر لإعجاب بن باديس بمحمد عبده أيضا بأن ذلك كان تبعا لثناء محمد رشيد رضا وأن ابن باديس رحمه الله لم يكن على علم بالضلالات الثابتة عن محمد عبده التي اشتهر الكثير منها بعد سنوات من وفاته.
وجزم الكاتب أن ابن باديس كان محسنا الظن بمحمد عبده بما بلغه عنه من محاسن نقلها وشهرها محمد رشيد رضا في مجلته المنار، وفي كتابه تاريخ الأستاذ الإمام الذي صدر عام 1350هـ (1931م) ويكفي هذا عذرا له.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:44 م]ـ
مع كتاب " الرد النفيس ... " لمحمد حاج عيسى -50 -
ثم أجاب الكاتب عن تساؤل الكاتبة (ص 112) في سياق التشنيع على ابن باديس: لماذا لم يرد ابن باديس على محمد عبده؟،وأنا أنقل من هذا الجواب كلمتين نقلها عن ابن باديس أرى أنهما كافيتان للجواب عن السؤال السابق لمن تأمل، قال ابن باديس رحمه الله: «فلا نعجب لمن يعارض ويكايد ويماري، ولكننا نعجب لأنفسنا ولكم إذا أقمنا لتلك المعارضات والمكائد وزنا، أو شغلنا بها حيزا من نفوسنا أو أضعنا فيها حصة من أوقاتنا، وإن أدنى ما يغنمه المبطل أن يضيع الوقت على المحق وإنني أوصيكم ونفسي في هذا المقام أن يكون في حقكم شاغل لكم عن باطل المبطلين، فإذا قام حقكم واستوى قضيتم على المبطلين وباطلهم، وإننا نشهد الله والمنصفين من الأمة على أننا ماضون في بيان الحق وأن مبدأنا الإصلاحي التهذيبي قد ملك علينا حواسنا وأوقاتنا، فإذا بدر منا في بعض الأوقات كلام على باطل المبطلين فليس ذلك عن قصد له وحفل به، ولكن لأنه صادمنا وتوقف إثبات حقنا على نفيه. وما حيلة من يسلك سبيلا فتعترضه الصخور حتى لا يجد عنها محيدا إن الضرورة تقضي عليه أن يجهد في نزعها وإماطتها ثم لا يكون جهده في ذلك إلا كتماديه في السير» الآثار (4/ 165 - 166). وقال رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (النحل125): «أمر الله تعالى بالدعوة وبالجدال على الوجه المذكور فكلاهما واجب على المسلمين أن يقوموا به فكما يجب لسبيل الرب جل جلاله أن تعرف بالبيان بالحكمة، وأن تحب بالترغيب بالموعظة الحسنة، كذلك يجب أن يدافع من يصدون عنها بالتي هي أحسن، إذ لا قيام لشيء من الحق إلا بهذه الثلاث غير أن الدعوة بوجهيها والجدال ليستا في منزلة واحدة في القصد والدوام فإن المقصود بالذات هو الدعوة أما الجدال فإنه غير مقصود بالذات، وإنما يجب عند وجود المعارض بالشبهة والصاد بالباطل عن سبيل الله، فالدعوة بوجهيها أصل قائم والجدال يكون عند وجود ما يقتضيه، ولهذا كانت الدعوة بوجهيها محمودة على كل حال، وكان الجدال مذموما في بعض الأحوال وذلك فيما إذا استعمل عند عدم الحاجة إليه فيكون حينئذ شاغلا عن الدعوة ومؤديا في الأكثر إلى الفتنة، فإذا كانالجدل لمجرد الغلبة والظهور فهو شر كله، وأشد شرا منه إذا كان لمدافعة الحق بالباطل» الآثار (1/ 72 - 73).
¥