تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 06:07 م]ـ

مع كتاب "الرد النفيس ... " لمحمد حاج عيسى-54 -

تعرض محمد حاج عيسى في الفصل الثالث من هذا الباب إلى الأخطاء في المسائل الخفية والقضايا الخلافية التي انتقدتها الكاتبة على ابن باديس رحمه الله، مبينا أنه ليس المقصود تصويب ابن باديس فيما رآه فيها، ولكن الغرض دفع التشنيع والتبديع عنه في مسائل قد سبق إليها وهي من مسائل الخلاف.

أول مبحث في هذا الفصل كان في قضية التوسل بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،ورأى الكاتب حفظه الله أن يبدأ بتحرير كلام ابن باديس في المسألة (أنظره في الآثار2/ 47)،وملخصه أن ابن باديس رحمه الله تعالى يرى التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائزا مرجوحا، ثم ذكرالكاتب أنه مع أن الراجح من المسألة أنه لا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أهل العلم نصوا على أن المسألة خفية خلافية قال ابن تيمية وقال:" قلت فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروذي التوسل بالنبي في الدعاء، ونهى عنه آخرون فإن كان مقصود المتوسلين التوسل بالإيمان به وبمحبته وبموالاته وبطاعته فلا نزاع بين الطائفتين، وإن كان مقصودهم التوسل بذاته فهو محل النزاع وما تنازعوا فيه يرد إلى الله والرسول… وفى الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به، بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين والاستغاثة بهم والشكوى إليهم فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا رخص فيه أحد من أئمة المسلمين .... " (مجموع الفتاوى (1/ 264 - 265) التوسل والوسيلة (123 - 124) وانظر أيضا مجموع الفتاوى (1/ 337 - 338)).

وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" التوسل بجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس بجائز على الراجح من قول (كذا) أهل العلم فيحرم التوسل بجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلا يقول إنسان اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا وكذا، وذلك لأن الوسيلة لا تكون إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود، وجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالنسبة إلى الداعي ليس له أثر في حصول المقصود " (فتاوى العقيدة (279).).

وبناء على ذلك لا يبنى على هذه المسألة تكفير ولا تبديع إلا بعد إقامة الحجة الواضحة، ننقل مما نقله الكاتب من ذلك ما قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى:" والثاني أن التوسل يكون في حياته وبعد موته وفى مغيبه وحضرته ولم يقل أحد إن من قال بالقول الأول فقد كفر ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك، واختلاف الناس فيما يشرع من الدعاء وما لا يشرع كاختلافهم هل تشرع الصلاة عليه عند الذبح، وليس هو من مسائل السب عند أحد من المسلمين، وأما من قال إن من نفى التوسل الذي سماه استغاثة بغيره كفر وتكفير من قال بقول الشيخ عز الدين وأمثاله فأظهر من أن يحتاج إلى جواب، بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين لا سيما مع قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما" (مجموع الفتاوى (1/ 106)).

ثم بعدها وقف الكاتب مع مجازفات الكاتبة وتحاملها على ابن باديس فوصفته ص33 بمباينته لمنهج العلماء السلفيين وتجويز هذا "العمل الشركي"، متهمة إياه ص 36 أنه -بقوله في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم- يفتح الباب للتوسل بالصالحين وغير ذلك من الاتهامات.

ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 07:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخونا الكريم المبارك أبو حذيفة لله درك،أسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على أدبك في الجواب وحسن البيان لأخينا عبد الحق-سدده الله تعالى-،وعلى دفاعك عن ابن باديس رحمه الله والشيخ محمد حفظه الله، وكلامك الرصين بعث في همة ونشاطا لمواصلة هذه اللمحات عن هذا الكتاب المبارك. نسأل الله تعالى التوفيق والسداد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير